مدير عام "مدن" ضيف غرفة الشرقية للحديث عن دعم القطاع الصناعي في مواجهة جائحة "كورونا"
استضافت غرفة الشرقية مدير عام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" المهندس خالد بن محمد السالم، في لقاءافتراضي نظمته لتسليط الضوء على الإجراءات الاحترازية والمبادرات لدعم القطاع الصناعي في مواجهة جائحة "كورونا" المستجد.
وأكد المهندس السالم، أن ملف سكن العمالة في المدن الصناعية سيشهد تطويراً وتنظيماً خلال الفترة المقبلة، حيث تعمل حالياً اللجنة العليالسكن العمالة بشكل يومي لإيجاد الحلول المناسبة لتنظيم هذا الأمر وتطوير الاشتراطات، مبيناً أن "مدن" قد أصدرت خلال السنوات الأخيرةدليلاً خاصاً ببناء سكن العمالة وتم تطبيقه على المجمعات السكنية التي قامت بتخصيص مواقع لها في المدينة الصناعية الثانية بالدمام،فيما يجري تخصيص مواقع مجمعات سكنية في المدينة الصناعية الثالثة بالدمام.
وأضاف أن "مدن" أطلقت مؤخراً مبادرة لإسكان العاملين بشكل مؤقت داخل المصنع وفق مجموعة من الاشتراطات والضوابط الوقائيةوالصحية، وهي مستمرة في تقديمها حتى انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد، ومع انتهائها سيكون هنالك مهلة شهرين أمام المصانع لإزالةالإسكان المؤقت، لافتاً إلى مشاركة "مدن" في فريق "تجسير" للربط بين المصانع التي لديها عمالة زائدة بالمصانع التي لديها نقص فيالأيدي العاملة.
وأوصى السالم بضرورة التزام الصناعيين بالحصول على رخص تشغيل من "مدن" حتى يمكنهم الاستفادة من المبادرات والمُحفّزات التيتساعدهم على تجاوز جائحة "كورونا" ومنها خفض الإيجار السنوي بنسبة 25% حتى نهاية عام 2020م، مع تأجيل سداد الرسوم الماليةلمدة ثلاثة أشهر"90 يوماً"، إضافة إلى الإعفاء من رسوم اعتماد المخططات الهندسية ورسوم تعديل العقود حتى نهاية العام 2020.
كما تم تمديد فترة بناء المصانع لتصبح 36 شهراً بدلاً من 24 شهراً، وتمديد مدة رخص التشغيل حتى نهاية العام الحالي 2020م، حيث بلغعدد المستفيدين من هذه المبادرات والمحفزات حتى الآن قرابة 1800مستفيد.
وأشار إلى أن أكثر من 400 رجل أمن يتولون متابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية على مدار الساعة في المدن الصناعية، مع تنفيذ أكثر من900 جولة تفقدية داخل 22 مدينة صناعية شارك فيها 70 مراقباً، مضيفاً أن "مدن" خاطبت شركائها عبر كافة الوسائل الإعلامية والتقنيةالمتاحة للالتزام بالتدابير الوقائية والممارسات الصحية ومنع التجول، والتقيد بضوابط الدخول والخروج بالمصانع.
وقال: حسب الأمر الملكي الكريم فقد تم ربط عودة النشاط باستمرار الالتزام بالتعليمات والإجراءات والتدابير الوقائية التي تفرضها الجهاتالمختصة ونحن نتحرى توضيحات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بأي توجيه يقضي بإلغاء القرار الاحترازي السابق الخاصبتقليص نسبة العاملين في المكاتب الإدارية.
وتابع السالم فيما يخص تعليق العمل في المكاتب الرئيسة للمصانع، بأن الأمر السامي نص على السماح بشكل عام لشركات المقاولاتوالمصانع بالعمل ولكن استئناف العمل بالمكاتب الرئيسة يحتاج إلى توضيح من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مع متابعةالالتزام بالتوجيهات الحكومية حيال ذلك، بالإضافة إلى تنفيذ الجولات التفتيشية والرقابية للمتابعة ومباشرة المخالفات ورفعها للجهاتالمختصّة لمعاقبة المخالفين والتي قد تصل إلى إغلاق المنشآت المخالفة، وذلك حمايةً للعاملين وأسرهم.
ولفت إلى أنه سيتم استئناف العمل في المجمعات التجارية بالمدن الصناعية بعد أن تم إيقافها مسبقاً مع تطبيق الإجراءات الاحترازيةوالوقائية ومنع الأنشطة التي لا تحقق التباعد الجسدي كصالونات الحلاقة والأندية الرياضية والمراكز الترفيهية حسب ما نص عليه الأمرالملكي الكريم، فضلاً عن التحقق بشكل دوري من تطبيق الإجراءات وقياس درجة حرارة الزوّار.
وأفاد مدير عام "مدن" بخصوص المدينة الصناعية الثانية بالدمام أنه تم التعميم على الشركاء بتطبيق إجراءات احترازية صحية إضافيةبعزل المدينة، ومنع الدخول إليها والخروج منها اعتبارًا من يوم الأحد 3 مايو وحتى إشعار آخر مع استثناء عمليات شحن ونقل البضائع،فيما شمل التعميم تشغيل المصانع الحيوية بثلث طاقتها، والسماح بدخول المديرين والمهندسين والعاملين فيها، مع عدم خروجهم منها فيأوقات الحظر .
وأوضح أنه لضمان استمرار عمليات الإنتاج خلال فترة منع الدخول والخروج من المدينة الصناعية، يجب الانتهاء من عمل الترتيبات اللازمةلذلك قبل الساعة الثالثة مساءً، بدءًا من الأحد 3 مايو إضافةً إلى سرعة نقل الطاقم الإداري والتشغيلي الضروري لاستمرار عمليات الإنتاج،مع السماح لهم بالإقامة في المنشآت السكنية القائمة داخل المدينة الصناعية، أو التقديم على الموقع الإلكتروني لـ "مدن" للحصول علىموافقة بالسكن داخل المصانع مع الالتزام بالشروط المطلوبة.
ومضى قائلاً أن "مدن" بادرت كذلك إلى تنسيق وتنفيذ زيارات للمصانع الدوائية والأغذية والاطلاع على جهوزيتها، وتنفيذ 180 زيارة إلىالمصانع الحيوية، وإغلاق المنطقة الترفيهية والأماكن العامة، وأيضاً تنسيق وتنفيذ زيارات للمصانع ذات الكثافة العمالية العالية والاطلاع علىجهوزيتها ورفع التقرير لوزارة الصناعة والثروة المعدنية، والتنسيق مع اللجنة الحكومية المشكلة لزيارة سكن العمال، فضلاً عن الحرص علىنظافة وتعقيم المبنى الإداري من الخارج والداخل، ونظافة وتعقيم الأرصفة بالمجمعات التجارية والمنطقة السكنية وبحيرة "مدن"، ونظافةوتعقيم سكن العمال " ثلاث مرات يوميا "، إضافة إلى إلزام عمال المقاول بالمستلزمات الوقائية "كمامات و قفازات" وقياس درجة الحرارةللعمال بشكل يومي، وتنفيذ أعمال المكافحة "الرش بالمبيدات" ونظافة وتعقيم الحاويات بالمدينة الصناعية.
وأبان أن "مدن" بدأت قبل أكثر من أسبوع بتوجيه من سمو أمير المنطقة الشرقية، أعمال تجهيز إسكان مؤقت لاستقبال العمالة الوافدة فيالمدينة الصناعية الثانية بالدمام على مساحة 10 آلاف م² بالتعاون مع أمانة المنطقة الشرقية وغرفة الشرقية وبالتنسيق مع وزارة الصحة علىأن توفر "مدن" خدمات المياه والصرف الصحي، فيما تُنسّق مع المديرية العامة للدفاع المدني للإشراف على سلامة المنشآت على أن يتمتوفير فرقة إطفاء للموقع لاحقاً، فيما تتولى شرطة المنطقة الشرقية تأمين الموقع.
وأكد السالم على أن "مدن" مستمرة في دعم رواد ورائدات الأعمال من خلال الاتفاقيات التي وقعتها مع شركة مركز أرامكو لريادة الأعمالالمحدودة "واعد" و مبادرة شركة "سابك" الوطنية "نساند" لتوفير دعائم تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز المحتوى المحلي.
واختتم منوهاً باهتمام رؤية السعودية 2030 بتحقيق الأمن الغذائي والدوائي، مبيناً أن "مدن" باعتبارها إحدى الجهات الرئيسة لتحقيقمستهدفات الرؤية، فإنها تحتضن 6 مدن صناعية في القطاع الشرقي تتوفر بها أكثر من 100 مصنع غذائي و 19 مصنعاً طبياً بين منتجوتحت الإنشاء، منها أكثر من 55 مصنعاً غذائياً و8 مصانع طبية في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، كما وصلت نسبة نمو النشاط الدوائيبالعقود الصناعية قُرابة 70% خلال عام 2019م بالمقارنة مع العام 2018م.
واختتم مدير عام "مدن" مشيراً إلى أن توزيع الصناعات داخل المدن الصناعية يتم مراعاته خلال مراحل تصميم المخطط العام لكل مدينة،فعلى سبيل المثال يتم تخصيص مناطق للصناعات الغذائية والطبية وغيرها حسب احتياجات السوق ومخرجات الدراسات ذات العلاقة، فيمايتم تطوير المدن الصناعية الجديدة على مراحل زمنية تمتد لأكثر من 30 عاماً، ولكل مرحلة يتم تحديد المساحات المطلوبة للتطوير وحسبالاحتياجات وحجم الطلب وتوقعات النمو، وفي كل مرحلة زمنية أيضاً يجري مراجعة المخطط العام وتوزيع الصناعات بما يواكب متغيراتالسوق.
من جهته ثمن عضو مجلس ادارة غرفة الشرقية رئيس لجنة الصناعة والطاقة ابراهيم بن محمد ال الشيخ تفاعل مدن معمبادرات الغرفة مؤكدا دورها الريادي في دعم الصناعيين واسهامها في توفير البيئة العملية المميزة وتوعية قطاعالاعمال لتساعدهم في تخطي الازمات خصوصا فيما يواجهه القطاع الصناعي الان من اثار جائحة كورونا.