25/11/2015
خلال برنامج محافظات المناطق الذي عقدته غرفة الشرقية برأس تنورة
متحدثون : النجاح في العلم الحر ينطلق من التمسك بالمثابرة والصدق والأمانة
بودي: المحافظة تفخر برجال الاعمال الذين قدموا الكثير من الانجازات لرأس تنورة
العطيشان: اللقاء يحقق التواصل بين رجال الاعمال والرواد ونقل التجربة للجيل القادم
الملحم: نجاح المشروع التجاري مرتبط بنظرية الحلقة الاضعف والتنسيق مع الادارات المعنية
السيد: بدأت حياتي من العدم ، وموقف صديق فتح الابواب المغلقة امامي
اكد مسؤولون مشاركون في برنامج محافظات المناطق الذي عقدته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شباب اعمال الشرقية في رأس تنورة بان على شباب الاعمال دراسة السوق جيدا قبل خوض التجربة متمسكا بعدة عناصر اهمها الصدق والامانة.
وفي امسية عقدت مساء الثلاثاء 24 نوفمبر 2015 بقاعة الرومانسية براس تنورة ، وشهدت تفاعلا لافتا حيث تمت استضافة محافظ رأس تنورة محمد بن عبدالوهاب بودي ، ورئيس بلدية المحافظة صالح بن عبدالعزيز الملحم ، ورئيس مجلس ادارة شركة فال القابضة صالح بن عبدالله السيد بحضور رئيس مجلس ادارة الغرفة عبدالرحمن بن صالح العطيشان والأمين العام عبدالرحمن الوابل ورئيس مجلس شباب الاعمال .
وقال العطيشان بان الهدف من عقد هذه اللقاءات هو ابراز الفرص الموجودة في المحافظات واهم الاجراءات التي يمكن لشباب الاعمال الاستفادة منها عبر القنوات الاستثمارية الموجودة، اضافة الى تحقيق التواصل مع رجال الاعمال في المحافظات الذين يقدمون خلاصة تجاربهم للجيل القادم مدعمة بالحلول والتضحيات التي قدموها في سبيل تخطي التحديات التي واجهتهم في مشوارهم العملي.
من جهته شكر بودي خلال اللقاء الذي حظي بحضور مميز لرجال الاعمال والمسؤولين مبادرة غرفة الشرقية التي تسعى الى دعم قطاع الاعمال في المحافظة، وتقديم المعرفة والمعلومات اللازمة لشباب الاعمال حول الفرص الاستثمارية الموجودة بها بهدف مواصلة عجلة التنمية للأجيال القادمة، مؤكدا بان المحافظة تدعم هذا التوجه وتقدم الامكانيات اللازمة التي تمكن شباب الاعمال من مواصلة اعمالهم واغتنام الفرص الاستثمارية في المحافظة.
وقال بودي بان المحافظة تفخر برجال الاعمال الذين قدموا الكثير من الانجازات لرأس تنورة وابناءها سواء اقتصاديا او مجتمعيا، مشيرا الى ان اللقاء يعد فرصة ثمينة لالتقاء الجيلين والحوار مع المسؤولين لمناقشة اهم الفرص الاستثمارية والتحديات الموجودة والعمل على تخطيها.
من جهته اكد الملحم ان بلدية رأس تنورة تقديم الدعم الكامل لشباب الاعمال من خلال الالتقاء بهم واستعراض اهم الاجراءات والسبل الكفيلة بتسهيل مهامهم العملية ورفد قطاع الاعمال بالمحافظة بأفكار جيدة شابة.
وقال الملحم بان العديد من شباب الاعمال يمتلكون طاقة كبيرة وافكار خلاقة تجبر الجميع على مسايرتها مشيرا الى ان أي مشروع تجاري يجب ان يتوفر فيه المعلومات اللازمة والميزانية المقدرة وايضا الافكار الحديثة التي تضمن تميزه واستمراره.
وعن كيفية نجاح المشروع اوضح الملحم بان المشروع التجاري حتى يكتب له النجاح والاستمرار يجب ان يكون متابعا بشكل دقيق من صاحبه وذلك من خلال تحديد المعلومات اللازمة الذي يحتاج لها العمل التجاري لينافس في السوق المحلي، وايضا ان يخضع لعملية تقييم خلال مسيرته لإظهار مكامن القوة والضعف وبالتالي يستطيع ان يحسن من اداءه.
ولفت الملحم الى ان ميزانية المشروع التجاري تحدد من خلال المعلومات والمعطيات التي توضح الية التمويل، مبينا الى ضرورة اتباع الاجراءات الرسمية المتعلقة في البلدية ومكاتب العمل وبعض الادارات ذات العلاقة.
وقال الملحم ان على شباب الاعمال قبل بداية أي مشروع التفكير في نظرية الحلقة الاضعف من خلال عدة تساؤلات مهمة جدا ستوضح له مسار عمله التجاري اذا ما تم تنفيذه، كان يسأل نفسه لماذا وصل لفكرة هذا المشروع وماهي المعطيات التي ناقشتها، ومن سيقدم هذه الخدمة ومن المستفيد منها ومن هم موظفيك، ومن هم عملائك الذين ستقوم بخدمتهم وماهي الطريقة المناسبة التي ستقدم بها الخدمة لهم، وكيف ستنفذ المشروع وما هو التوقيت المناسب لذلك.
وخلال اللقاء استعرض رجل الاعمال وعضو مجلس الإدارة السابق صالح بن عبدالله السيد عن ابرز المحطات في حياته العملية حيث قال : ولدت لأسرة فقيرة جدا ، وكانت طموحاتي عالية ولكنها اصطدمت بالواقع الذي اعيش فيه والظروف المحيطة، ومع ذلك فضلت ان اسير خلف طموحاتي واخوض تجربتي الخاصة في عالم المال والاعمال متسلحا بالصدق والامانة وحب الوطن في جميع تفاصيل حياتي ومعاملاتي التجارية والانسانية.
واستطرد السيد حديثه عن تجربته امام شباب الاعمال بقوله " تحملت مسؤولية اسرة كاملة وعمري 12 عاما، وَبدأتُ حياتي العملية في العام 1977 م حينما كنت في 18 من العمر موظفا في قسم الكهرباء بإحدى الشركات، وبعد انتقال أعمال هذه الشركة إلى المنطقة الشرقية نصحني مديرها آنذاك بالبدء في إنشاء مؤسسة خاصة ،وفي واقع الحال فقد حملت نصيحته على محمل الجد إلا أنني حينها لم أكن أملك قيمة الشهادة البنكية التي كان تشترط حينها لاستخراج سجل تجاري والبالغ قيمته 100 ألف ريال، لذا ارتأيت ان اشترك مع مجموعة من المستثمرين في محاولة لاكتساب خبرة اكثر وتوفير قيمة السجل، وعملنا سوية لمدة سنة ثم ما لبثنا أن أنهينا تلك الشراكة ونتيجة لها توفر لي حوالي 12 الف ريال إلا انها لم تكن كافية لاستصدار السجل ، فاضطررت الى اقتراض مبلغ 100 الف ريال من احد المستثمرين البارزين ، الامر الذي مكنني من استخراج السجل التجاري والبدء في اعمالي".
وواصل السيد عرض تجربته بقوله (في البداية تمكنت من الحصول على عقود صغيرة من شركة أرامكو السعودية، وفي أواخر العام 1982 قمت بتحويل المؤسسة إلى شركة تحت اسم ( فال العربية ) ، وهنا كان المنعطف الحقيقي في تاريخ الشركة حيث تمكنا بتوفيق من الله من الفوز بعقد لصيانة خزانات البترول العملاقة (اكبر خزانات نفط في العالم ) لمدة 3 سنوات وكان ذلك العقد من أضخم عقود الصيانة في ذلك الوقت .
وعن التحديات والمراحل المفصلية في حياته قال السيد ( واجهت عدة عقبات وتحديات ، تجاوزت بعضها ولكن بعضها كاد يهدد بإغلاق الشركة، وإنهاء أعمالها، بل وتصفيتها، ولعلي اذكر منها حين انهارت أسعار النفط إلى مستويات متدنية في أواخر الثمانينات الميلادية ، فتم خفض حصصنا من العقود بشكل كبير لا يتناسب مع حجم الأيدي العاملة لدينا حينها ، وتمكنا بفضل الله تعالى من تجاوز ذلك التحدي التاريخي .
كما لا أنسى تحديا مفصليا آخرا تجاوزناه بعد أن تمكنا من الفوز بعقود لبناء مجمعات سكنية لموظفي أربع شركات من شركات سابك ، وكان عدد العمالة التي تحتاجها هذا المشروعات زهاء 3000 عامل وفني، كان لدينا أقل من نصفهم ، وفي الوقت الذي كنا نتهيأ لاستكمال عدد العمالة اللازمة للمشاريع ،فوجئنا بمرض الطاعون يجتاح الهند حيث كان من المفترض أن نستقدم من هناك بقية حاجتنا من العمالة الذي يبلغ 2000 عامل، مما تسبب في إرباك لأعمالنا وتأخر التسليم وكلفنا ذلك مصاريف إضافية باهضه ، ولاحقا تمكنا بتوفيق من الله تعالى تسليم المشاريع متكاملة مع تحملنا لجميع التكاليف المترتبة على هذا الحدث الاستثنائي .
ولقد كان للتخطيط السليم وحسن الإدارة بعد الله ثم تكاتف فريق عمل تلك المشاريع دورا رئيسيا في تحقيق الانجاز.
وختم السيد حديثه بنصيحة قدمها لشباب الاعمال بقوله (نحن نعتز بجميع المشاريع التي أنجزناها خلال الخمسة وثلاثين عاما وبثقة عملاءنا بنا، والذين نعتبرهم "شركاء النجاح" وعلى رأسهم شركتي أرامكو السعودية والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ، ولكن هذه الثقة لم تأت من فراغ بل بالعمل والمثابرة وصدق التعامل والامانة والانتماء لهذا الوطن المعطاء.
كما قدم عضو مجلس شاب الاعمال محمد صالح السيد خلال اللقاء عرضا لاهم مبادرات المجلس التنفيذي لشباب اعمال الشرقية وابرز الانجازات، كما دعا قطاع الاعمال في المنطقة الى حضور فعاليات ملتقى ومعرض شباب وشابات اعمال الشرقية 2015 الذي يعقد الاثنين المقبل 30 نوفمبر 2015 بمعارض الظهران برعاية وتشريف امير المنطقة ،ويحظى بمشاركة مسؤولين ومتخصصين ويستمر لثلاثة ايام ، مشيرا الى انها فرصة للتعرف على قصص النجاح والافكار الرائدة للشباب والشابات ، وفي الختام كرم العطيشان المتحدثين بدروع تذكارية.