01/04/2015
عبدالله جمعه رئيس ارامكو "السابق" خلال امسية "تجربتي":
ساعي البريد الذي قاده شغفه ليدير أضخم شركة نفط في العالم
اول درس حفظته من والدتي هو ان "المال يفنى والعلم يبقى"
الناجحون هم من فقط من يحيطون انفسهم بالأقوياء والناجحين
"الحياة هي ما يحدث عندما تكون مشغولا بالترتيب لأمور اخرى ".. بهذه الكلمات المعبرة بدأ الرئيس السابق لأرامكو السعودية عبد الله بن صالح بن جمعة حديثه الى شباب الاعمال والمبادرين في امسية (تجربتي) بغرفة الشرقية.
تحدث بن جمعة في الامسية التي نظمتها الغرفة مساء الثلاثاء 31 مارس 2015 بمقرها الرئيسي الذي شهد حضور عضو مجلس الادارة عبدالحكيم العمار وجمع غفير من المهتمين عن مجموعة من الدروس التي تعلمها خلال حياته الدراسية والعملية وكان اول درس حفظه عن ظهر قلب من والدته لطيفة بنت خالد الرشيد –رحمها الله- عندما قالته له : المال يفنى والعلم يبقى.
الدرس الاول كان له الفضل الكبير بعد الله تعالى في اهتمامه بالدراسة وتعلم الكثير من الامور الحياتية التي ساعدت في توسيع معرفته وادراكه للكثير من العلوم في مجالات مختلفة كالمواد العلمية والفن والموسيقى الراقية، فكان شعاره أن الاستماع والقراءة للمواد ذات القيمة العالية من شانها ان تجعل الانسان اكثر ادراكا وعلما.
وقال جمعه بانه استفاد من خلال تجربته الحياتية والعملية بان عدم تحقق بعض آمالك قد تكون اقوى ضربات الحظ ، فما يختاره الله تعالى لك افضل مما تتمناه لنفسك.
انهى جمعه دراسته في المرحلة الابتدائية في مدينة الخبر واضطر الى الانتقال الى محافظة الاحساء لدراسة المرحلة المتوسطة حيث لم تفتتح مدرسة متوسطة في الخبر في تلك الفترة.
قضى جمعة دراسته بين الشموع وداخل البيوت الخشبية الصغيرة ( الصندقة) وعاش مع قرنائه في تلك الفترة حياته صعبة وبدائية، درسوا موادهم على ضوء الشموع، وعندما انهى المتوسطة عاد الى الدمام لإكمال دراسته الثانوية، وانطلق بعدها الى الجامعة الامريكية في القاهرة وبيروت لإكمال دراساته العليا.
وقال جمعة خلال الامسية : بدأت حياتي كرياضي فلعبت كحارس مرمى لفترة في احد الاندية وبعد الجهود والاداء المتواصل استطعت شغل مركز حارس المرمى في جميع محطاتي الدراسية في الاحساء والدمام حتى وصلت الى حارس مرمى منتخب المدارس في الشرقية وصولا الى نادي القادسية، واخر هدف تلقيته كان من اللاعب الكبير آنذاك سعيد غراب في الطائف، وعن اهتمامه بالعلم والرياضة اشار الى ان الدراسة والرياضة والعمل والتثقيف الذاتي هم من اهم ركائز الحياة.
وعن حياته العملية قال جمعه عملت في وظائف واعمال متنوعة فبدأتها كساعي بريد ثم مارست التعليق على الاحداث الرياضية في الاذاعة الداخلية لشركة ارامكو ، وتنقلت بين المهام والاعمال حتى عملت قائدا لسيارة اطفاء ، وايضا مترجما للفواتير ، مؤكدا بانه كان على استعداد للعمل بدون شروط فالعمل من شانه تقديم المعرفة في جوانب كثيرة ويعلم الصبر على الضغوط والابداع والابتكار.
وعن حياته العملية داخل شركة ارامكو السعودية قال : تدرجت في العمل في الشركة حتى وصلت الى نائب الرئيس ونائب اول ومن ثم رئيس الشركة وكانت لي محطات عديدة حتى وصلت الى ذك المنصب وتعلمت الدروس العظيمة في هذا المجال وخصوصا في فن القيادة.
ولفت جمعة الى ان القيادة في تعريفه الخاص هي التأثير على الآخرين فالقائد يجب ان يجمع بين فنون كثيرة يستطيع استخدامها في مواقف كثيرة تجمعه بين مرؤوسيه فتارة يساعدهم على الاداء ورفع مستوى الانتاجية وتارة اخرى يزيح عنهم الضغوط الناتجة عن الاعمال المتواصلة بالإضافة الى الضغوط النفسية بكلمة او مزحة يكون لها وقعا كبيرا وتأثيرا نفسيا عظيما، وفي النهاية لا ينجح اي فريق بدون احترام او ثقه بين الاعضاء ، وحتى يكون الإنسان ناجحا ينبغي أن يحيط نفسه بالأقوياء.
لفت جمعة الى ان القائد مهما بلغ من علم واداء متميز فانه يجب عليه ان يكون متواضعا اكثر حتى يستطيع العمل بحب مع فريقه وتحقيق نتائجا ايجابية والوصول الى اهدافه فهو انسان عادي ولكن لديه الاصرار والطموح وتحمل الضغوط كمواصفات يتميز بها عن غيره، فالقائد المتواضع يريد فريقا من النمور.
وفي ختام الامسية كرم عضو مجلس إدارة الغرفة عبدالحكيم العمار ضيف اللقاء عبدالله جمعة بدرع تذكاري بحضور رئيس مجلس شباب الأعمال مساعد الزامل.