07/10/2021
في أمسية نظمتها غرفة الشرقية
خبير بيئي يرصد "المخالفات" ويدعو للتعامل العلمي مع "المخلّفات" الصناعية
أكد خبير بيئي محلي على أهمية توافر الوعي البيئي في المصانع، وما يقتضي ذلك من التعامل مع المخلفات الصناعية بصورة علمية وعملية، واتباع الاشتراطات والمعايير المنصوص عليها في النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية الخاصة بجودة الهواء والبيئة والصحة العامة، والصيانة الدورية لخطوط الإنتاج لتقليل التلوث بشتى أشكاله الضوضائي والمائي وغيرهما.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة المستشار البيئي طلال بن سلطان الرشيد في أمسية نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بمركز المسؤولية الاجتماعية مساء الأربعاء 6 أكتوبر 2021 تحت عنوان (دور البيئة في التنمية الصناعية) بأن عدة تعريفات للبيئة ابرزها الحيز الذي توجد به عدد من العناصر التي تتفاعل مع بعضها البعض والتي بدورها تؤثر على الكائن الحي وتشمل هذه العناصر (الماء، الهواء، التربة، واخيرا الكائنات الحية نفسها)، وتأتي على أنواع فنقول:"بيئة مادية: (هواء، ماء، أرض)، وبيئة بيولوجية أو حية: (الإنسان، الحيوان، النبات)، و بيئة صناعية: وهي تلك التي يصنعها الانسان (مدن، مزارع، مصانع، وغيرها)، وبيئة اجتماعية: وهي مجموعة القوانين التي تحكم العلاقات الداخلية للأفراد الى جانب الهيئات والمؤسسات الاجتماعية.
وعن “البيئة الصناعية" قال الرشيد بأنها تعرف بأي تغير يطرأ على البيئة الطبيعية (سواء تغيرات فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية) نتيجة لنشاط الإنسان أيا كانت سلبا أو إيجابا، مما يؤدي إلى تحويلها لبيئة مصطنعة جديدة، مثل التغيرات التي تحدث في الهواء أو الماء أو التربة، فأي تغير مصطنع يطرأ على مكونات أو جودة أو طبيعة بيئة الهواء أو المياه أو التربة فيحولها لبيئة جديدة (أي بيئة اصطناعية) غير البيئة الأصلية أو الطبيعية. مؤكدا بأن الإنسان حوّل معظم البيئات الطبيعية إلى بيئات صناعية.
وضمن هذا الحديث أكد على ضرورة حماية البيئة كونها من الأمور الهامة التي تخصص لها المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً، وذلك بتطبيق مفهوم التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وذلك لتحقيق بيئة نظيفة وصحة سليمة. مبديا أسفه بأنه ونتيجة التقدم التكنولوجي والصناعي، وخاصة الطفرة الهائلة في صناعات جديدة عديدة ومتنوعة، تم استحداثها في النصف الثاني من القرن العشرين ، هذا التنوع الصناعي نتج عنه تلوث بيئي، الذي هو يعني إحداث تغير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الأنسان وأنشطته اليومية مما أدى الى ظهور مواد لا تتلاءم مع المكان او الحيز الذي يعيش فيه الكائن الحي وبالتالي يؤدي الى اختلاله، والذي يأتي على عدة أنواع منها تلوث الهواء، وتلوث الضوضاء، وتلوث المياه، والتلوث بالنفايات، والتي أهمها النفايات الصناعية بحكم احتوائها على مخلفات ومواد ضارة بالبيئة كالكيماويات والمعادن الثقيلة.
وقال الرشيد: “يجب التعامل مع المخلفات الصناعية بطريقة سليمة، حيث أن التعامل غير الواعي مع هذه المخلفات قد يسبب أضرار عديدة: على المدى القصير: كانتشار الروائح الكريهة واشتعال النيران والحرائق، وبعض النفايات تشكل بيئة خصبة لانتشار الحشرات وتكاثر الميكروبات وما ينتج عنه من أضرار. وعلى المدى الطويل: فقد تظهر التأثيرات في تلوث للتربة والذي يؤثر بدورة على الغطاء النباتي، و2-تلوث المياه الجوفية وبالتالي وصولها للإنسان عند استخدامها، وهجرة الكائنات الحية في منطقة هذه المخلفات وربما القضاء عليها أو انقراضها.
ودعا الرشيد للعمل الجاد لنشر الوعي البيئي بين مختلف أفراد المجتمع والمؤسسات وخاصة الأنشطة الصناعية هو الحل الوحيد والكفيل بتحقيق التوافق والانسجام والتوازن المطلوب بين الإنسان والبيئة. أي أن الوعي البيئي مطلبٌ مُهم وضروريٌ على جميع المستويات بالشركات والمصانع، وضمن الوعي البيئة أن تكون لدى كل مصنع خطة للسلامة وحماية البيئة لضمان سلامة العاملين والمعدات وجميع الأعمال بالمصنع، ويقتضي ذلك تدريب العمال في دورات للصحة والسلامة وحماية البيئة. ولاستعانة بعمالة مدربة على اتباع إجراءات السلامة والصحة المهنية والإسعافات الأولية، وغير ذلك