28/09/2011
المتحدثون خلال الجلسة الثانية لمنتدى الاعلام الاقتصادي الخليجي 2011
نجاح الوسيلة الاعلامية الاقتصادية يرتبط بالمال والكفاءات والخبرات العالمية
استعرض المتحدثون في الجلسة الثانية التحديات التي تواجه اقطاب المال عند الاستثمار في الاعلام الاقتصادي والشروط الواجب توافرها لنجاح اي مشروع اعلامي في هذا القطاع الحيوي .
وقال الدكتور عبدالعزيز بن سلطان الملحم وكيل وزارة الثقافة والاعلام المساعد للتطوير والتخطيط خلال الجلسة التي ترأسها صالح بن علي الحميدان المدير العام لدار اليوم للاعلام تحت عنوان (تحديات الاستثمار في الاعلام الاقتصادي) بان الاعلام يلعب دورا هاما في التنمية البشرية كما تلعب التنمية البشرية والادارية دور حيوي في الاعلام وفسر بذلك الوصول الى حالة التوازن من خلال ورقة عمل قدمها بعنوان ( تحديات الموارد البشرية واثر التدريب .
واشار الملحم الى ان الاعلام بجميع اشكاله يعمل علي ايصال المعلومات والمعرفة الى المجتمع والفرد و المنظمة على حد سواء على شكل رسائل مدروسة الاثر و التاثير
التقدم السريع كما ان تقنيات الاتصالات قد سرعت من الوصول الى هذه المعلومات فاذن العملية الاعلامية عملية تواصل اكثر من اتصال.
وحول تطور الاعلام اكدن بانه تطور الاعلام اصبح يرتكز علي معطيين اساسيين هما التغير الجذري في وسائل الاتصال وتحول الاعلام من وسائل اتصال الى وسائل تواصل
كما ان التطور العصري في منظومة الاعلام جعله من اعلام جماهيري الى اعلام فردي واصبح يواجه تحديات ابرزها : المهنية والحرفية والموثوقية والمصداقية والتخصص والتدريب.
وقال : تتطلب العملية التنموية لقطاع الاعلام خمسة عناصر رئيسة هي: الوقت والمكان والتقنيات والفكر والموارد ونقص اي من هذه العناصر يؤدي الي خلل في الوصول الي النتائج المرجوة وقد تواجه العلملية التنموية بعض التحديات هي : الايدلوجيات القديمة للاعلام و خوف صانع القرار الاداري من تفوق تابعيه عليه في مهارات التفكير و المعرفة و صناعة القرار و تقديم خطط تنمية فردية التأثير جماعية التطبيق دون اي تركيز على ترسيخ معاني و مفردات العلاقات البينية والمصالح الجماعية. وحين نركز على هذا التوجه نجد بان التكاليف العالية لتطبيق مثل هذه الخطط تحد من حيز الاستفادة .
وحول ديناميكية الاعلام والتنمية قال بان الفرد في السابق كان يذيع الخبر وبالتالي يؤثر على المجتمع الذي يسهم في العملية التنموية التي تعود على الفرد والان تغيرت الديناميكية فاصبح الفرد يستقبل من الاعلام ويؤثر في التنمية التي تؤثر في المجتمع وبالتالي المجتمع يؤثر على الاعلام مما يشكل خطرا قويا مثل ماهو حاصل في المواقع المجتمعية على شبكة الانترنت .
من جهته قدم الدكتور سعد بن طفلة استاذ الاعلام بجامعة الكويت وناشر جريدة الآن الالكترونية خلاصة تجارب للعديد من الاستثمارات في مجال الاعلام الاقتصادي اضافة الى تجارب حية في الخليج من خلال ورقة عمل قدمها بعنوان (مقومات الاستثمار في الاعلام الاقتصادي الخليجي ).
واوضح بن طفلة بانه رغم بدايات الاعلام الاقتصادي فعليا في منتصف السبعينات، وانتعاشها في الثمانينات الا انها لم تستقل بعد كتخصص قائم بذاته، فلا زالت مثل هذه الدراسات تابعة لكليات التجارة والاقتصاد وإدارة الأعمال وأقسام دراسة الإعلام أحيانا كما ان مصار المعلومات فيها شحيحة حيث ان المكتبة العربية لا تحوي كثيرا من المصادر، والدراسات في هذا المجال متركزة بدراسات التسويق بشكل أساسي.
وحول اهمية الاخبار الاقتصادية قال بان الدول والمؤسسات الاقتصادية والمالية تهتم بأخبار الاقتصاد لأهميتها وحساسيتها، وتجرم قوانين دول كثيرة من ينشر أخبارا قد تضر بالاقتصاد الوطني، أو أية أخبار من شأنها الإضرار بالمصلحة التجارية أو بسمعة مؤسسة اقتصادية أو مالية أو حتى بسمعة رجال أعمال لما يترتب على ذلك من أضرار اقتصادية بهذه المؤسسات أو الأشخاص.
واستعرض بن طفلة العوائق الخليجية امام الاعلام الاقتصادي حيث ذكر مجموعة منها ياتي ابرزها : شح المعلومات وهي مرتبطة بالشفافية والحصول على المعلومات بشكل عام، وحرمان الصحافي الجاد من الحصول على المعلومات وخاصة تلك المتعلقة بالاستثمارات الحكومية والنفطية فلا يوجد صحفي متخصص بالنفط او غيرها من القطاعات الاقتصادية ، والحرية الإعلامية: وهي مسألة مرتبطة بالحريات بشكل عام ،
وندرة الإعلامي الاقتصادي المتخصص، حيث قال بانه يستطيع معلق رياضي ان يتحول إلى "خبير" اقتصادي بقرار من صاحب المؤسسة الإعلامية فعدم التخصص في الدراسات الاقتصادية يؤدي لعدم القدرة علي استيعاب الموضوع ونقله بشكل صحيح،فإذا قرأت نفس الموضوع باللغة الانجليزية-مثلا- واللغة العربية تجد في معظم الأحيان أن النص الانجليزي ناقل أفضل لما قيل وطريقة عرضه أكثر سلاسة وترابطا ، والعائق اللغوي حيث ان معظم المصادر الثرية غربية وبلغات أجنبية، ويندر وجود المحرر الاقتصادي المتمكن من لغة حية و الخلط ما بين الخبر الاقتصادي و التسويق واستغناء بعض المحررين من قيم المهنة الإعلامية وخضوع المحرر للمغريات الاقتصادية والترغيب من قبل الشركات ، بالاضافة الى تركيز الصحافة الاقتصادية العربية فقط على المواضيع العامة كالمشاريع الكبيرة ومشاريع الحكومات المختلفة الغير متصلة بشكل مباشر باهتمامات القارئ، كزيادة أسعار علف المواشي ، أو ارتفاع أسعار الأدوية ، أو زيادة أسعار اللحوم ، والمواضيع الخاصة هي قليلة ومتعلقة بقضايا مثل الجمعيات التعاونية وارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية اليومية البسيطة.
واستطرد بن طفلة في حديثه عن العوائق بانه يندر أو ربما ينعدم في المؤسسات الإعلامية المختلفة، وجود أقسام متخصصة في مجال الاستثمارات الفردية، والخاص بتعريف القاريء بالفرص الاستثمارية الصغيرة وايضا غياب التحليل المتعمق في أداء الشركات المساهمة، والاكتفاء غالبا بالتقرير عن حالة هذه الشركات وأدائها دون الغوص في تفاصيل أسباب هذا الأداء ارتفاعا أو انخفاضا كما ان اللغة الاقتصادية في الاعلام العربي هي لغة إنشائية ولا تخلو من المبالغات وهي مستمدة من ثقافة الوصف لا التوصيف في كتابة التقارير الاقتصادية بالاضافة الى التأخر في تغطية المواضيع البترولية في منطقه يشكل البترول فيها العمود الفقري لاقتصادياتها، فتجد معظمنا يحصل على ما يجري لدينا من أنشطة نفطية عبر وسائل إعلام عالمية، بينما يفترض أن نكون مرجعا لكافة أخبار العالم النفطية.
وحول الحلول لتلك العوائق قال بانه يجب توافر عاملين هامين وهما : شفافية وحرية وصول للمعلومة و تدريب كوادر متخصصة بالإعلام الاقتصادي للنهوض بهذه الحالة.
وفي اخر مشاركة في الجلسة طرح عبدالنبي بن عبدالله الشعلة رئيس مجلس الفنار للاستثمار في البحرين ورقة عمل تحدثت عن (التحديات والفرص التي تنتظر المستثمرين ) حيث اوضح بان الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية مؤخراً رسخت القناعة لدى المجتمع الدولي برمته بالدور المحوري الفعال للإعلام ووسائله المختلفة، ليس فقط في تعبئة وتوجيه الرأي العام وتحريك مساراته بل في صياغة مستقبل الشعوب ومصير الأمم فإلى جانب وسائل الاعلام المعروفة، المقروءة منها والمسموعة والمرئية، التي اصبحت تعرف الآن بالوسائل التقليدية، فقد طغت على الساحة بشكل بارز ومدهش وسائل الإعلام الحديثة المتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي كالمواقع الإخبارية والمدونات والفيسبوك والبلوجر والتويتر واليوتيوب وغيرها، وأثبتت هذه الوسائل بكل وضوح قدرة خارقة على خلق الاحداث وبلورتها ومتابعتها وتحديد حجمها ومداها والتواصل والربط بين محركيها ومتابعيها من كافة شرائح المجتمع ومكوناته وأطيافه، وبنمط لم تشهده البشرية في تاريخها من قبل مخترقة كل الحواجز والروادع والمعوقات والمحظورات.
وقال الشعلة بان هذه النقلة النوعية الواسعة في تقنيات الإعلام ووسائله وأدواره جعلت مسألة الاستثمار في القطاع الإعلامي لا تنحصر في الجوانب المادية او الربحية فقط بل تتعداها الى الضرورات الاستراتيجية والمصيرية. لقد ولّد هذا الواقع حراكاً اقتصادياً غير مسبوق في القطاع الاعلامي وفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في هذا المجال ،فمن الناحية الإيجابية كيف يمكن للنجاح أن يجانب أي مشروع إستثماري إعلامي يقام في منطقة تعتبر من أكثر المناطق أهمية في العالم من كافة النواحي الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، منطقة تبرز كقوةٍ اقتصادية فاعلة يقدر حجمها بألف مليار دولار، تنمو باضطراد وبمعدلات مرتفعة، وتشهد زيادة سكانية متواصلة وقاعدة سكانية شابة يافعة بقوة شرائية وافرة ومعدلات دخل فردية عالية، مع انحسارٍ شبه تام للأمية وتطور متنامٍ للوعي والحراك الاجتماعي.
واشار الى ان الشعب الخليجي لا يشذ عن باقي شعوب العالم حيث الملايين من البشر يتدافعون إلى استخدام مختلف وسائل التواصل والإعلام، بالأخص شرائح الشباب منهم. وفي هذا الشأن فإن أحدث الدراسات المتخصصة تؤكد إن شريحة الشباب في أميركا أمضت 53.5 مليار دقيقة في إستخدام الفيسبوك في الشهر الماضي فقط. لقد ارتفع عدد مستخدمي الفيسبوك الى 750 مليون شخص في العالم وإن منطقتنا سجلت واحدة من بين أعلى نسب هذا الارتفاع.
وستطرد بقوله بان دول مجلس التعاون مجتمعة تشهد تغلغلاً كثيفاً وسريعاً وواسعاً لتقنيات ووسائل الإتصالات، حيث بلغت نسبة مستخدمي الهواتف المحمولة 178 % في دولة الامارات العربية المتحدة و 129 % في دولة قطر و 124% في مملكة البحرين على سبيل المثال، وهي من أعلى النسب عالمياً. الى جانب إن مستخدمي خدمات الإنترنت في المنطقة قد ارتفعت نسبتهم الى 60.9 % في دولة الامارات و55.3 % في البحرين و 52.3% في قطر، على سبيل المثال ايضاً، حسب دراسة أجرتها العام الماضي مؤسسة بوز للاستشارات. ومع ذلك فإنه لا تزال في منطقتنا فرصٌ ومجالات واسعة للنمو والتطور والتوسع في هذه المجالات وهذا يعني بان المنطقة يتصاعد فيها الإنفاق الإعلاني باضطراد إلى أن بلغ الآن حوالي عشرة مليارات دولار سنوياً.
وحول التحديثات قال الشعله بان أبرز وأكبر التحديات التي تواجه الإستثمار في صناعة الإعلام اليوم هو صعوبة أو ربما إستحالة نجاح أي مشروع إعلامي من الناحية التجارية او الربحية إذا كان محصوراً في نطاق أو حدود الدولة الواحدة، ولذلك أصبح من الضروري أن يكون لكل مشروع إعلامي إمتداد إقليمي على الأقل ان لم يكن عالميا. وفي كل الأحوال فإنه لا خيار ولا بديل عن ضمان سقف مرتفع ودرجة عالية جداً من جودة المادة الإعلامية والجوانب الفنية، وهذا بدوره يتطلب توفير امكانيات هائلة من الكوادر الفنية المتخصصة والكفاءات الإدارية المتميزة والقدرات التسويقية المتمرسة المتمكنة من إدارة عمليات ومتطلبات الانتشار والتواجد والتحرك على المستوى الإقليمي والدولي. إن منطقتنا تفتقر إلى مثل هذه الكوادر والكفاءات مما يوفر الفرصة الاستثمارية لتأسيس مرافق ومعاهد التدريب والتأهيل وتنمية الموارد البشرية المطلوبة.
وتأسيساً على ذلك؛ فإن المشاريع الإعلامية أصبحت الآن تعد من المشاريع الكبرى عالية المخاطر التي تبنى على إستراتيجيات بعيدة المدى بالنسبة للمردود المالي المتوخى، وتحتاج إلى جانب تأسيس الشركات الكبرى لإقامتها توفير مصادر مالية وإستنباط أنماط وبرامج للدعم والمساندة وتقديم الهبات والأوقاف من قبل الفعاليات النافذة في المجتمع والمؤسسات التجارية ورجال الأعمال.