العجلان: بدايتي في محل صغير مع والدي، ومنه انطلقت إحدى أكبر المجموعات لبيع الملابس الجاهزة

خلال برنامج "تجربتي" بغرفة الشرقية
العجلان: بدايتي في محل صغير مع والدي، ومنه انطلقت إحدى أكبر المجموعات لبيع الملابس الجاهزة
الصدق مع النفس والمثابرة والشفافية تمنح الثقة في حل المشكلات
التحديات مستمرة، لا يمكن تجاوزها الا بالمتابعة المستمرة وتحويلها إلى فرص واعدة
السوق السعودي هو الأبرز على مستوى الشرق الأوسط بدليل  المشاريع العملاقة
ادعو للتخصص والتركيز أولا ثم الانطلاق إلى التنوع والتجديد
التوطين خيارنا في الحاضر والمستقبل، والاعتماد على العمالة الوافدة لن يستمر
عملت في غرفة الرياض قبل 20 عاما انطلاق من حب العمل التطوعي

بين تجربة ذاتية قوامها نحو 40 عاما، وبين النظرة الموضوعية لواقع السوق المحلي والأسواق الاقليمية، يرى رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة الرياض عجلان بن عبد العزيز العجلان إن النجاح يأتي من الصدق مع النفس، والمثابرة، والمتابعة المستمرة، والحرص على التجديد والبحث عن الفرص المتاحة.
جاء كل ذلك خلال برنامج "تجربتي" الذي نظمته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شباب الأعمال مساء أمس الأول الاثنين 9/نوفمبر/2020  وأداره رئيس المجلس فهد بن عبدالله الفراج متحدثاً عن تجربته في عدة مجالات، خصوصا في مجال تجارة الملابس، وانطلاقته من محل صغير، وتعاونه مع إخوانه الثلاثة لإنشاء مجموعة هي الأبرز من بين المجموعات التجارية المتخصصة في تجارة الملابس الجاهزة.

البدايات
حدد العجلان بداية علاقته بالنشاط التجاري في السبعينيات الميلادية موظفاً لدى والده في متجراً صغيراً  لتجارة التجزئة في الملابس والأواني المنزلية والمواد الغذائية بحي الشميسي ،  وكان يقصد المتجر في اوقات فراغه، وكان يرى الحركة التجارية، ويرى طريقة البيع والشراء والتعامل مع الزبائن والعملاء والمنافسين مما أكسبه خبرة أولية في مجال العمل التجاري.
وكان لانشغاله وحبه للعمل التجاري الذي التحق به مبكرا، حتى أنه ترك الدراسة الرسمية ثم تمكن لاحقاً من الحصول على الشهادة الثانوية بعد عشرين عاما من العمل التجاري،
وذكر العجلان أن جملة من المقولات كان يسمعها من والده، ومن المحيطين به، لم يكن ليستوعبها في حداثة السن، لكنه ـ مع مرور الزمن ـ عرف حقيقتها، بعد أن جرّبها ورأى صوابية من قالها، من قبيل " الثروة كلها تتمثل في العافية في الأبدان والأمن في الأوطان"، هذه المقولة نظر لها من الجانب التجاري، تعنى القدرة على النشاط والحيوية من الناحية الشخصية، والبيئة المحفزة لهذا النشاط من الناحية العامة.
وعن قصة إنشاء مجموعة عجلان وإخوانه قال العجلان بأن  أربعة من الإخوة (أبناء عبدالعزيز العجلان) التقت كلمتهم قبل اربعين عاما على التعاون والعمل  يدا واحدة،  تحدوهم قيم المحبة والسماحة والإخوة، فقد بدأت تجارتهم بسيطة بمتجر واحد، هذا المتجر أصبح سلسلة تمتد من الرياض إلى المنطقة الشرقية إلى جدة، ثم إلى خارج المملكة  .
وقال العجلان:"تجارتنا الرئيسة قبل اربعين عاما هي في الملابس الجاهزة، وبفضل الله ـ وكما سبق القول ـ توسعنا وكبرنا، وصارت لدينا مصانع خاصة بنا في الصين، وصرنا نبيع في السوق السعودية، والخليج العربي، ومناطق الشرق الأوسط، وشمال افريقيا، بعد ذلك تنوعت استثماراتنا وتعددت، ولكننا بقينا على نشاطنا الرئيسي وهو الملابس".
وذكر أن ثمة صعوبات واجهتهم في مراحل التأسيس، بل في كل مراحل عملهم، فهذه هي طبيعة الحياة، كان يتم التعامل معها بموضوعية، إذ يقول بأن "الصعوبات والحلول أيضا موجودة، فالمثابرة والمتابعة والاستمرارية والصدق من النفس، كلها عوامل توفر الحلول، ومنها يحصل الواحد على توفيق الله جل شأنه، ومساعدة الناس أيضا".
  وأكد العجلان بأن التحديات ـ خصوصا في مراحل التأسيس ـ صعبة ومتعبة، ولكن ينبغي على المستثمر أن يحيل هذه التحديات إلى فرص، إذا لم تكن مجدية اقتصاديا، فهي فرص تمنح المعرفة وتصنع الخبرة، فالنجاح السريع بدون تحديات قد يكون في غير صالح المستثمر، فقد لا يحصل على تجارب كافية تؤهله لمواجهة تحديات المستقبل، وربما ورّثت الغرور لدى البعض، وبالتالي الفشل.
التطوير المستمر
في إجابة على سؤال المحاور رئيس مجلس شباب الأعمال فهد الفراج حول التطوير المستمر قال العجلان بأن التطوير هو عمل يومي لا يتوقف،  ومن خلال ذلك تمتلك  "العجلان"  علامة تجارية (دروش) تبيع 200 مليون قطعة في السنة،   وقد جاءت في ظل وجود علامات تجارية أخرى بارزة يصعب منافستها، ولكن من خلال دراسات السوق، وقراءة المحيط، والغيرة الإيجابية والمنافسة الشريفة استطاعت العلامة أن تأخذ وضعها، بعد مراجعة مواصفات الجودة ومستوى السعر، حتى صارت العلامة الأولى على مستوى الشرق الأوسط .
وشدد العجلان ـ ضمن حديثه عن التطوير ـ بأن “السوق السعودية ـ فضلا عن الأسواق الأخرى ـ هي مكان خصب للعمل التجاري، ويتيح مجالا للتطور والنمو، فكل الأسماء اللامعة التي نراها ونفخر بها   كانت صغيرة وتطوّرت بفعل الأجواء المشجعة، والسوق الواعدة المتجددة دائما، فنحن ـ كغيرنا ـ بدأنا صغارا وسرنا في هذا الطريق، فأنا في بعض سنوات عمري، كنت أعمل مع الوالد في محله الصغير، وكنت أبيع الهيل والقهوة على الرصيف، لكني استفدت خبرة وتجربة، فعرفت سر مهنتي والله الموفق".

تأثيرات الجائحة:
وعن تأثيرات الجائحة على الحركة التجارية قال العجلان بأنها جائحة غير متوقعة وغير معتادة، وقد اجتاحت العالم كله، وقد نكون نحن في المملكة أفضل من غيرنا، فقوة المستهلك لا زالت جيدة، بسبب استمرار رواتب الموظفين الحكوميين وقطاع واسع من موظفي القطاع الخاص، بسبب إجراءات حكومية داعمة  ،  صحيح أن الضغوطات كانت قوية خصوصا في بدايات الجائحة، وأحدثت بعض الأضرار على القطاع الخاص، لكننا تجاوزنا كل ذلك ـ بفضل الله ثم بفضل القيادة الحانية على شعبها والداعمة لإقتصادها ـ  ومن زاوية أخرى فقد فتحت الجائحة نوافذ تسويقية وبيعية غير مسبوقة  عبر التجارة الإلكترونية  لم تكن لتتصدر في الأوضاع الطبيعية . 
التوطين:

وأكد العجلان بأن التوطين هو خيار الوطن في الحاضر والمستقبل، وإن الاعتماد على العمالة الوافدة خيار لن يستمر، وإن فرضته الحاجة لبعض الوقت، بالتالي يجب علينا جميعا الاجتهاد والبحث عن المواطن السعودي، فسوف نجده، وعلينا تحفيزه ومساعدته، وبعث همته ونشاطه، خاصة وأن الأنظمة الجديدة تدعم تنافسية المواطن السعودي في سوق العمل.
الشركات العائلية:
وعن الشركات العائلية قال العجلان بأننا عملنا كإخوة وأصدقاء وشركاء، بيننا انسجام، وعلاقتنا مستمرة، والأخطاء واردة، لكن بالثقة والتسامح والصدق والشفافية يمكن معالجة أي خطأ، فقوة أي شركة عائلية هو في هذه القيم، ونحن مستمرون لأكثر من 40 عاما والحمد لله
وفي هذا الشأن يرى العجلان ضرورة الوضوح والشفافية في كل شيء، خصوصا في المسائل المالية، فهي التي تخلق الثقة، وتحقق الديمومة في العمل، فالغموض حالة غير محبذة، وغير سليمة، ولا ينبغي أن تكون في أي شركة، خصوصا الشركات العائلية، حتى تمنع أي تفسير خاطئ.
تجربة العمل التطوعي:
وعن العمل في غرفة الرياض ومجلس الغرف السعودية قال العجلان بأنه كان طوال 20 عاما عضوا دائما في اللجان الفرعية المتخصصة في غرفة الرياض، انطلاقا من حبه للعمل التطوعي، ثم تقدم لعضوية مجلس الإدارة ورئاسة المجلس ومنحه الأعضاء الثقة،  واضاف بأن مهمة الغرف التجارية حيوية وهي حماية مصالح قطاع الاعمال وتمثيلهم  وقد تجلّى هذا الدور المحوري  أثناء في الجائحة  وباتت الغرف التجارية شريكاً أساسياً مع القطاع الحكومي .
وعن النظام الجديد للغرف قال بأنه استمرار للتجديد في كافة الأنظمة بما فيها أنظمة الغرف، ونجد أن كل تجديد سوف ينعكس على أداء القطاع الخاص.
وأهاب العجلان برواد الأعمال الحرص على التواصل مع الغرف التجارية في المملكة والمشاركة في الفعاليات التي تنظم فيها كالدورات والندوات وورش العمل فجميعها فعاليات تسهم في تحقيق مصالح الوطن والمواطن وللمستثمر بوجه الخصوص، ونصح العجلان  رواد الاعمال بعدد من الثوابت التي يجب اتباعها لتحقيق الأفضل لأعمالهم، مثل اتباع الصدق مع النفس ومع الآخرين، والاجتهاد والمثابرة، والحرص على أن يكون رائد الاعمال قدوة لموظفيه والعاملين، والمتابعة المستمرة للعمل، والتخصص في مجال معين ثم الانطلاق للمجالات الأخرى، بالإضافة الى الاستفادة من الفرص الاستثمارية في السوق السعودي الذي يعد الأفضل على الأطلاق في منطقة الشرق الأوسط، فالفرص اليوم تعددت في قطاعات مختلفة ابرزها السياحة والتعدين والتجارة والخدمات.
وفي ختام اللقاء تحدث رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي الذي اشاد بجهود العجلان في انشطته التجارية، وانشطته التطوعية من خلال رئاسة غرفة الرياض ومجلس الغرف، فيراه مدرسة للأجيال الجديدة ولكل رجال الأعمال.

​