06/05/2020
فيما أبدى تفاؤلا بتحسن السوق ما بعد ازمة كورونا:
العبدلي يدعو الشركات إلى اعتماد خطط بديلة قوامها الحفاظ على العملاء والموظفين
توقع عضو مجلس الشورى والمؤسس والرئيس التنفيذي لمزيج للاستشارات التسويقية الدكتور عبيد بن سعيد العبدلي أن تشهد الأسواق المحلية السعودية طفرة هائلة من النمو بعد جائحة كارونا، وإن الخسائر الناجمة عنها سوف يتم تعويضها في غضون 6 أشهر ما بعد الأزمة. داعيا كافة الشركات والمؤسسات (خصوصا الصغيرة والمتوسطة) إلى إيجاد خطط عمل تسويقية بديلة خلال الأزمة، عمادها الحفاظ على العملاء والموظفين.
وقال العبدلي خلال لقاء شركاء النجاح الذي نظمته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شابات الأعمال (الثلاثاء 5/5/2020) عن بعد بعنوان" استراتيجية التسويق بالأزمات" إن الشركات خلال فترة الأزمات تختلف عنها في الأيّام العادية، بالنظر لوجود خطط تسويقية واستراتيجيات عمل واضحة، وحتى تستمر الشركات في أداء عملها خلال الأزمات، والتقليل من الخسائر تحتاج إلى إدارة تكاليف، وإدارة تواصل مع العملاء والحفاظ عليهم، وإدارة السمعة، والتي من معالمها الحفاظ على الموظفين، فهم عائلة الشركة، لأن أي موظف مستاء قد يدمر سمعة شركة كاملة، في حين ان الموظف السعيد سوف يكون مكسبا للشركة في الأزمة وما بعد الأزمة.
ولفت العبدلي إلى أن التسويق هو عبارة عن البحث عن حاجة ورغبة العملاء وتلبيتها بمقابل، من هنا فأي شركة تسعى للحفاظ على اسمها وسمعتها، عليها ضمان تحقيق رغبات العملاء، لذا عليها في وقت الازمات ان تعيد النظر في استراتيجيات التسعير، وتعميق التواصل مع العملاء، والحفاظ على أفراد عائلتها (وهم الموظفون).
وأشار إلى أن حجم التأثر خلال الأزمة يتوقف على نوع السلعة التي تقدمها الشركات، إذ توجد سلع ضرورية للحياة اليومية (كالأكل والشرب وغير ذلك)، فهذه السلع لم يتوقف الطلب عليها، بل ربما زاد، وسلع ترفيهية كمالية (فهي شبه متوقفة)، وسلع يمكن تأجيلها (كالبيت والسيارة والرحلة السياحية وغير ذلك)، وهي مؤجلة إلى حد ما، من هنا فعلى الشركات ـ مهما يكن نوع سلعها ـ أن تمتلك سياسة البقاء، وهذا لا يتم الا من خلال التواصل مع العملاء، والمرونة، والتفاؤل، والتفكير خارج الصندوق،
وأكد على ان من الضرورة أن يكون اسم الشركة وسمعتها باقيا، حتى لا ينساها العميل ويقصد غيرها من المنافسين، بالتالي فإن عليها أن ترصد اتجاهات المستهلكين وسلوكياتهم، ومن المهم في هذا الشأن هو بث الطمأنينة والتفاؤل وليس بث الرعب، وذلك من خلال التركيز على موظفي المواجهة أو فريق البيع الذي ينبغي أن يكون مدربا يرصد اتجاهات المستهلك، ويتعامل مع ملاحظاته، فأغلب معلومات الشركات هي من العملاء، واي شكوى هي بمثابة نافذة للتطوير والتغيير، ولو لم يكن العميل حريصا ومواليا للشركة لما رفع أي شكوى وملاحظة إليها.
وذكر بأن التسويق يتسم بالمرونة، وإن تغيير طريقة التسويق إذا كان منسجما مع حاجة الجمهور والعملاء، يعد حاجة ماسة للعديد من المؤسسات،
وبالنسبة لشركات الخدمات قال بأن الذي يضع الفارق بين السلع والخدمات هو أن الخدمة لا تقيم الا بعد الحصول عليها، ولا تعرف نتائجها الا بعد تقديمها، من هنا فإن العميل لا يقصد مؤسسة الخدمة الا إذا كانت سمعتها جيدة، وإذا كانت الشركة تملك قيمة مضافة مختلفة عن غيرها فهي الأقرب للبقاء، في الأزمة أو حتى في غير وقت الأزمة.
وحول الاندماجات قال العبدلي بأنها خيار جيد، إذا كانت طريقا للإنقاذ، ولكن ينبغي ان يتم اتخاذ قرارها بناء على معلومات وحقائق.
وأهاب العبدلي بكافة الشركات بأن تملك السرعة والمبادرة في الرد على أي إشاعة تعنيها وتنال من سمعتها، من خلال عرض الحقيقة كما هي، ورد الشائعة بآلية علمية.. مستدلا على ذلك بكفاءة وزارة الصحة (وكافة الجهات المعنية الحكومية) وقدرتها على إيصال الحقائق ورد الشائعات بطريقة علمية راقية.