19/11/2017
خلال اللقاء الأول للدورة الثانية من ديوانية الأوقاف في غرفة الشرقية
السديري: استهداف عوائد استثمارية عالية من الوقف ليس بالضرورة أن يكون الخيار الأفضل
أكد الرئيس التنفيذي لشركة جدوى للاستثمار، طارق بن زياد السديري، أن توافر الأموال المُستدامة والنامية يُسهم في تنفيذ مهمة الوقف بنجاح، وأن استهداف عوائد استثمارية عالية من الوقف ليس بالضرورة أن يكون الخيار الأفضل لاسيما أن المحفظة الاستثمارية الوقفية التي تستهدف عوائد عالية تستوجب تحمل مستوى أعلى من المخاطر.
جاء ذلك خلال اللقاء الأول للدورة الثانية من ديوانية الأوقاف، الذي عقدته غرفة الشرقية ممثلة في مركز المسؤولية الاجتماعية، مؤخرا ، بالتعاون مع شركة آفاق الأوقاف وبرعاية مؤسسة حمد الحصيني الخيرية، وشهد حضورًا كثيفًا من رجال الأعمال والمهتمين والمتخصصين في القطاع الثالث، لأجل تفعيل الحوار حول تحديات وأساليب استثمار الأوقاف ودور الصناديق الوقفية في مُعالجة هذه التحديات.
التحيز للمعروف
وعدّد السديري، مجموعة من التحديات التي تقف عائقًا أمام تطبيق أفضل الممارسات لإدارة الأوقاف استثماريًا، كالأوقاف العينية التي تحد من القدرة الاستثمارية للوقف في محافظ متنوعة، والتركيز الإداري والتحيز للمعروف، كالتحيز لفئة أصول أو جغرافيات محددة، فضلاً عن صغر حجم الوقف وضبابية الحوكمة بعدم الوضوح في الصلاحيات وآليات اتخاذ القرار وغياب اللجان المتخصصة لمراقبة وإرشاد الوقف.
ونوه السديري، إلى أهمية التأكد من مدى قدرة الوقف على تحمل المخاطر المتماشية مع العائد المستهدف، وأشار إلى أن استراتيجية توزيع أصول الوقف تتم عبر أربعة محاور تبدأ بمتطلبات السيولة ومنها إلى حسابات العائد المستهدف والمخاطر لتنتقل للأخذ في الاعتبار بالمتطلبات الدينية والأخلاقية وأية قيود أخرى كالقيود الجغرافية، وذلك على أساس بناء مزيج مُناسب من فئات الأصول والمناطق الجغرافية.
الاستثمارات الوقفية
وبيّن السديري، أن هناك ستة خطوات، يمكن بتحقيقها الوصول لأفضل ممارسات إدارة الاستثمارات الوقفية، كتحديد مصادر واستخدامات أموال الوقف، مشددًا على أهمية رصد التوقعات المستقبلية لمصادر واستخدامات هذه الأموال، وأيضًا دراسة العائد المستهدف من الوقف والاستراتيجية اللازمة لتوزيع أصوله، لافتًا إلى أن المحفظة المتنوعة عالميًا تُقدم عائدًا أفضل على المدى الطويل، إضافة إلى تحديد هيكل حوكمة الوقف إلى جانب هيكله التشغيلي والنموذج الإداري الأمثل لإدارته، كون تُسهم هذه الخطوات ذات الطبيعة الهيكلية في الحماية من الاقتراض وضمان الالتزام وحفظ الأموال بأمان.
وأشار السديري، إلى أوقاف الجامعات العالمية، مثل: هارفارد، بيل، برنستن، ستانفورد، وغيرهم من الجامعات باعتبارها مثالاً رائدًا لأفضل ممارسات الاستثمار الوقفي، معتبرًا أن التطور الذي طرأ على آلية استثمار هذه الأوقاف طوال خمسة عقود متتالية باتباعها محافظ استثمار متنوعة من فئات الأصول والأسواق المختلفة وبمستوى جيد من السيولة، جعلها في صدارة المستثمرين المؤسساتيين، وتمكينها من تحقيق عوائد قوية خلال الخمسة عشر عامًا الماضية بمعدل سنوي بلغ 0.9%، داعيًا إلى الأخذ بتجربة هذه الجامعات الوقفية كمثال وقفي يُحتذى به.
تكلفة الإدارة
وحول صناديق الأوقاف، قال السديري، إنها صناديق تُجمع فيها أموال موقوفة من جهات وقفية متعددة، وتضمن بحسب نظامها أن يتم إدارة الاستثمارات من قبل فريق استثماري متخصص وهو فريق المدير الوصائي، إلى جانب أنها تقوم على فكرة التعامل مع جهة استثمارية واحدة بدلاً من التعامل مع عدة مدراء استثمار في الأصول والجغرافيات المختلفة، كما تُقلل بدورها من تكلفة إدارة الاستثمارات وذلك من خلال توزيع التكاليف الإدارية للاستثمارات على جميع الجهات الوقفية المشاركة.
وفي نهاية اللقاء قام أمين عام غرفة الشرقية، عبدالرحمن بن عبدالله الوابل، بتقديم درع تذكاري للرئيس التنفيذي لشركة جدوى للاستثمار، طارق بن زياد السديري.