03/01/2012
في الجلسة الثانية لملتقى الافاق المستقبلية للتدريب
الدوسري: فشل الدورة التدريبية لايرتبط بالموظف
التدريب رافد اساسي لزيادة معدلات التنمية وتوفير العيش الكريم
المعهد الوطني الصناعي فكرة لتخريج كوادر تحمل اخلاق العمل وأصول السلامة
حملت الجلسة الثانية من ملتقى الآفاق المستقبلية للتدريب بالمملكة عنوان (احتياج سوق العمل للتدريب)، وقد تراسها مدير عام مدارس الحصان والمشرف العام على مراكز الحصان للتدريب عبدالله بن سعيد الغامدي، وتم خلالها عرض ثلاث اوراق عمل.
ففي الورقة الأولى اكد مدير التدريب والتطوير بالشركة السعودية للصناعات الاساسة (سابك) ذيب بن عبد الرحمن الدوسري بأن الموارد البشرية هي ثروة سابك الحقيقية، وهي أغلى أصولها المادية والمعنوية، التي لا تدخر جهداّ في سبيل بنائها وتنميتها.. وإن تدريب الموارد البشرية هو هدف استراتيجي يدعم رؤية سابك للتطوير المستمر.
وقال الدوسري في ورقة عمل بعنوان (القدرات التخصصية لمراكز التدريب الوطنية وإمكانية تنميتها)، قدمها في الجلسة الثانية للملتقى بأن سابك ومن اجل تنظيم قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات المهنة بالشركة تتبنى التحفيز عبر تزويد العاملين بما يمكِّنهم من الفهم التام الواضح والصحيح لأطر قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات المهنة وأدبياتها، ومتطلبات الأداء السليم التي يتوجب عليهم أن يلتزموا بها وأن يعملوا من خلالها.. كما تتبنى قيمة المشاركة المتمثلة في إتاحة الفرص المناسبة أمام موارد الشركة البشرية بما فيها من تنوع، وذلك باتخاذ كل ما يمكِّن من العمل في بيئة تقوم على الاحترام وتهيئة الظروف المواتية والمفضَّلة للعمل. . اضافة الى الإبداع في إقرار إطار للالتزام المستمر بالقوانين والأنظمة ومقتضيات الأداء المثالي والسلوك المهني والوظيفي الذي تنشده الشركة من موظفيها ، دعماً للجهود الرامية إلى الابتكار في المنتجات والعمليات التشغيلية.. ثم الإنجاز بتحقيق النمو من خلال كسب ثقة موظفي الشركة وزبائنها وشركائها في العمل من منطلق الحرص الدائم على الالتزام التام بأفضل القيم الأخلاقية والثوابت والمبادئ.
وعن نظرة سابك لشركاء التدريب قال الدوسري بأن سابك تنظر لهم بأنهم، شركاء في النجاح وبناء الوطن، لكون العمل المشترك بين الطرفين قائم على الوضوح والشفافية، وتم بناؤه على أسس ومعايير منطقية لتوزيع البرامج، وينطوي على دعم وتوجيه مستمر نحو الإبداع والتميز.
وتطرق الى الدورات التدريبية التي تنفذها الشركات لموظفيها وقال إن هدف الدورات التدريبية هو تنمية مهارات المتدربين أو زيادة معرفتهم بما يفيدهم في عملهم أو حياتهم، بالتالي فإن عدم قدرتهم على الاستفادة من الدورة التدريبية يعتبر فشلا لتلك الدورة. لافتا النظر الى مجموعة اسباب قد تؤدي الى هذه النتيجة ابرزها أن تكون الدورة التدريبية لا علاقة لها بالعمل، او تكون نظرية جدا، او ذات مادة تدريبية سيئة، او ان المدرب ليس مهتما بتدريب المتدربين، او أنه غير قادر على توصيل المعلومات أو تنمية المهارات، او ان اهتمام الشركة التدريبية بمجرد عقد الدورة والحصول على المقابل المادي، هذا فضلا عن بعد المحتوى التدريبي عن احتياجات المتدربين، او أن المتدربين انفسهم لا يحملون أي رغبة في التعلم .
وقال الدوسري في معرض حديثه عن العناصر التي يجب توفرها في المدرب الناجح، ان المدرب باعتباره المحور الرئيسي في إنجاح العملية التعليمية وتقع على عاتقه مسؤولية تحسين مستوى أداء طلبته، يترتب عليه البحث و باستمرار عن أهم العوامل التي تؤثر في التحصيل أو تتسبب في الضعف التحصيلي لدى المتدربين.
وذكر بأن أهم مهام المدرب المتميز هي المعرفة السابقة للمتدربين، والعمل على ان يكون المتدرب محور عملية التعلم ولعب دور الميسر لذلك، والعمل على إكساب المتدرب المهارات الحياتية، وصياغة الاهداف وترجمتها إلى نواتج مرغوبة، واتاحة الفرصة للطالب ليبادر ويطرح الأفكار، وتهيئة بيئة تعلم غنية وآمنة، وتصميم أنشطة تعليمية
والاطلاع على مشكلات المجتمع والتفاعل معها بفاعلية، تقييم تعلم المتدربين ، والاعتماد عبارة عن "تقييم" فني للمعرفة والمهارات والأشخاص ويتم استخدام المقيمين الفنيين لمشاهدة والحكم على طريقة أداء الفحص أو المعايرة.
واستعرض الدوسري عددا من مبادرات سابك من أجل استمرارية الجودة والتميز في نوعية واحترافية برامجها التدريبية ومن أجل تحفيز العملية التدريبية، مثل تشكيل لجنة سابك لتأهيل شركات التدريب، وتأهيل وتهيئة شركاء التدريب بشكل عام والسعودية بشكل خاص، واختيار الشركات السعودية المتميزة ذات الكفاءة العالية وفق شروط ومعايير محددة تأتي السعودة في المقام الأول، ومراجعة أداء الشركات بشكل دوري والسعي للتحسين المستمر، واقرار أنظمة وقواعد شركاء التدريب لتنظيم جودة التدريب وذلك من خلال عقد اجتماعات توضيحية لجميع شركاء التدريب، ومتابعة تطبيق الأنظمة بشكل مستمر، وتبني مبدأ (نقل المعرفة إلى حيز التطبيق) وتصميم وملائمة محتوى الدورة، واختبار التقييم المسبق، واختبار التقييم النهائي ، والتقييم الشخصي للمتدربين، والخطة العملية بعد الدورة
وفي الورقة الثانية اوضح المدير العام لمعاهد مدار الخليج للتعليم والتدريب سعيد بن ابراهيم الحبابي بأن ثمة مخاطر استثمارية وتحديات متنوعة تواجه مؤسسات التدريب في الوقت الحاضر، مما قد يؤثر على بيئة العمل بشكل عام،
وقال الحبابي اثناء ورقة العمل التي القاها في الجلسة الثانية للملتقى والتي حملت عنوان (مخرجات معاهد التدريب الأهلي) ان التدريب بمفهومه العام يهدف إلى تكوين المهارات وتطوير القدرات للراغبين في الدخول إلى سوق العمل بغض النظر عن مستواهم التعليمي، ويرمي أيضاً إلى تحسين الأداء الوظيفي ورفع الكفاءة الإنتاجية لمن هم على رأس العمل. لذلك فإن فكرة التدريب مقترنة بالتنمية الشاملة، فكلما زاد عمق التنمية وتشعبت مجالاتها واتسع أفقها كلما اتسعت دائرة التدريب وتشابكت حلقاته ومسالكه، وفي هذا الإطار تنمو وتتبلور فكرة التدريب الشامل بوجه عام، وترتبط أهدافه بشكل مباشر بتنمية وتطوير القوى البشرية، ومنذ السبعينات ظل التدريب يساهم بفعالية في نهضة الاقتصاد الوطني بشقيه الحكومي والأهلي من خلال تزويد قطاعاته الانتاجية والخدمية بمختلف المهارات والخبرات والكفاءات الوطنية.
واشار الحبابي الى ان دور التدريب والتعليم في زيادة معدلات التنمية الاقتصادية كبير جدا لكونه يمثل رافدا أساسيا في جهود الدول لزيادة معدلات التنمية، وتوفير الحياة الكريمة لشعوبها، وهو ما تلتزم به المملكة تجاه مواطنيها بإستراتيجية واضحة، هذا فضلا عما يقوم به التدريب في تفعيل الجوانب التربوية، وبرامج إعداد الموارد البشرية الوطنية بالاحتياجات الحقيقة في سوق العمل ومن ثم العمل على زيادة المعروض من العمالة الوطنية عالية المهارة .
وقال الحبابي ان التدريب الأهلي بكافة مساراته التعليمية يقدم دوراً بارزاً في مساندة التعليم النظامي لإعداد الكوادر الوطنية وتأهيلها، كونه مساهما في تحقيق متطلبات الخطط التنموية للدولة.
كما تطرق الى مزايا التدريب الأهلي وأبرزها ديناميكية برامجه لتخرج برامج تدريبية قصيرة ومتوسطة تساعد على تأهيل المتدربين بما يتناسب واحتياجات سوق العمل ذي المتغيرات السريعة والتي تقف المؤسسات التعليمية لنظامية بمتابعة هذه المتغيرات. ومن هنا جاءت أهمية التدريب الأهلي لتأخذ طابعا مختلفاً عن التعليم النظامي يتميز بالمرونة في البرامج لملاحقة متغيرات سوق العمل.
واكد على ضرورة على تطوير مخرجات التدريب الأهلي بالنظر الى ارتفاع نسبة البطالة التي تتطلب تبني برامج واسعة للتدريب الأهلي والمهني تساعد على توليد فرص العمل. وان نسبة كبيرة من القوى العاملة الفعلية الموجودة في سوق العمل هي عمالة غير ماهرة، بالنظر الى التغيرات التكنولوجية المتصارعة والتي تؤدي إلى تقادم المهن وظهور مهن جديدة تستوجب مواكبتها ببرامج تعليم وتدريب مستمرة. المتغيرات الناجمة عن التحولات والإصلاحات الاقتصادية وإنشاء المشاريع المتوسطة و الصغيرة والاتجاه للعمل الخاص .
وفي الورقة الثالثة وتحت عنوان (أرامكو السعوديه و دورها في تلبية احتياجات سوق العمل) اكد رئيس فريق التسويق وتطوير البرامج التدريبية بارامكو السعودية فهد بن ابراهيم الملحم بأن الشراكه ما بين ارامكو السعودية و المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني تهدف الى الاستفادة من خبرات الطرفين و تاريخهما الغني والطويل في مجال التدريب و التطوير، من اجل تطوير برامج تدريبية خاصة، معتمدة على المقاييس العالمية في الجودة، تحقق الارتقاء بمستوى التدريب و توفير نخبة من الخريجين المتميزين في المجال المهني و الصناعي، وبالتالي توفير خريجين يتحلون بأخلاقيات العمل وبأصول السلامة، ويلبون احتياجات السوق المتنوعة و في مجالات مختلفة.
وتطرق الملحم الى فكرة (المعهد الوطني للتدريب الصناعي) الذي تشرف على تأسيسه الشركة وقال ان الغاية من التأسيس هي الحاجة الى نوع جديد من مراكز التدريب، يتسم بكونها مؤسسة ذات استقلالية قانونية، و مجلس امناء مستقل، مع الاحتفاظ بكونه مؤسسة غير ربحية، وان التخصصات تكون على اساس متطلبات السوق الصناعي في مجال البترول والغاز و الصناعات البتروكيماوية و معززه بتدريب ميداني على رأس العمل، ليصبح خريجوه مزودين بمهارات عالية مدعومة بأخلاقيات العمل و مبادئه و أصول السلامة و متطلباتها وفق أسس ومقاييس عالمية في الجودة، منها ان تكون اللغة الانجليزية هي وسيلة التواصل و التدريب بالمعهد، ومعتمدة من قبل هيئات عالمية مرموقة.
كما اشار الى تفاصيل المعهد الذي يقع في منطقة الإحساء بمساحة 365000 متر مربع، بطاقة تشغيليه تصل الى 2000 متدرب، حيث يحتوى على 60 ورشة، و110 قاعات دراسية ، مع وحدات سكنية تخدم 1000 متدرب، مع مرافق خدمية وترفيهية، يقدم مجموعة برامج رئيسية تحتوى على برنامج تأهيلي، اضافة الى برامج يكون مخرجاتها مشغل معامل ( الغاز- البترول - البتروكيماويات)، وفني آلات، وفني ميكانيكا، وفني كهرباء، وفني آلات دقيقة، وفني مختبرات، فضلا عن التدريب على السلامة المهنية مثل مكافحة الحرائق، الإسعافات الأولية وإجراءات الأمن والسلامة، بالاضافة الى برامج حول أخلاقيات العمل وقيمه - مهارات الحياة ومهارات الصحة واللياقة، و اخرى مصممة حسب طلب وأهداف الجهة المنتفعة