16/04/2013
خلال ديوانية شباب الأعمال بغرفة الشرقية
الجشي: المبادرة من الشباب لا تلغي اهمية الاجراءات الحكومية الداعمة
إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة تدفع لتحقيق التنمية المتوازنة
ندعو لتسهيل اجراءات الترخيص للمؤسسات الخيريةوالتطوعية
الاقتصاد السعودي يسير بوتيرة نمو متصاعدة منذ العام 2004
أكد عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ورئيس اللجنة الصناعية سلمان بن محمد حسن الجشي على أهمية دور الدولة في توفير منظومة متكاملة من الاجراءات والفرص والتراخيص لدعم شباب الأعمال معربا عن أمله في تحقيق ذلك من خلال الهيئة الوطنية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة .
قال ذلك خلال ديوانية شباب الأعمال التي اقيمت مساء أمس الأول الإثنين 15 أبريل 2013 بالقطيف،بحضور أمين عام الغرفة عبد الرحمن بن عبدالله الوابل، وعدد من رجال الاعمال.. مبديا تفاؤلا بتحقيق المزيد من الدعم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، في المستقبل القريب إن شاء الله، فقد صدر قرار مجلس الشوري بإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة، وهناك اهتمام بهذه الهيئة من قبل ثلاث من الوزارات هي (المالية، التجارة والصناعة، العمل)، حيث يرأس مجلس إدارتها وزير المالية،
وأعرب عن أمله في انطلاق هذه الهيئة باتجاه أهداف واضحة منها خلق فرص استثمارية في مناطق لم يطرقها الناس،بمعنى تحقيق التنمية المتوازنة، والعمل على مناطق ومشاريع لم يتم طرقها من قبل، حينها سوف نحقق العديد من النتائج الايجابية، وابرز شاهد على ذلك ان سابك حينما تم قرار انشائها في عهد الملك خالد يرحمه الله في وزارة الدكتور غازي القصيبي كان بها 42 موظفا نجدها اليوم تستقطب 20 ألف عامل وموظف.
ورغم ايمانه بدور الدولة وأهميته، إلا ان الجشي دعا الى تعميق روح المبادرة لدى شباب الأعمال، وقال ان المبادرة تأتي من داخل الإنسان، وليست بحاجة لأحد بأن يبعثها ويثيرها، بمعنى إن علينا ان نملك روح العمل، فــ 60% من سكان المملكة في سن الثلاثين عاما، والباحثون عن العمل ــ حسب بعض الاحصاءات ـ مليون ونصف طالب وطالبة عمل، بالتالي لا بد من المبادرة لحل مثل هذه المعضلة، دون التخلي عن الدعوة بأن تكون لدينا إجراءات رسمية تدعم فرص العمل امام الشباب فمثلا نجد ان 80% من الخدمات في شركة أرامكو السعودية يتم استيرادها من الخارج، فما المانع من تحويل هذه الخدمات على هيئة مشاريع يقوم بها الشباب السعودي، هذا كل ما نأمله من الهيئة الوطنية للمنشآت الصغيرة بأن تثيره امام الشركات الكبرى.
وأورد الجشي بعض الشواهد في بعض البلدان الأوروبية في اعتنائها بالشباب المبادر، ففي برشلونة يتم تدريب الشاب لتقييمه، ومن ثم يتم وضع خطة عملية تنفيذية له، بعد معرفة ابرز المجالات التي يمكن ان يبدع فيها، ثم تأتي جهات تمويلية تكمل الباقي.
وعن أسس النجاح قال الجشي إن النجاح يعتمد على جوانب عملية وفنية ومالية، فالمشروع مثل الطفل ينبغي ان يتابعه والده ويرعاه ويقوم بتربيته والتفرغ له حتى يكبر.. ولا ينفي الجشي وجود عوامل غيبية تحقق النجاح في المشاريع مثل دعاء الوالدين.
ودعا الجشي خلال الديوانية التي أدار حواراتها عضو مجلس شباب الاعمال عمر الجريفاني الى الفصل بين أموال المشروع والأموال الشخصية، بمعنى ينبغي ان تكون هناك ميزانية مستقلة للمشروع، وقد يقتضي الوضع ان يتخلي صاحب العمل عن راتبه لصالح المشروع، لا أن يكون هو عبء على المشروع، ويسهم في خسارته وبالتالي فشله.
وتحدث الجشي ـ خلال الحوار في الديوانية ـ عن العمل التطوعي وقال إن العمل التطوعي ينبغي ان يغرس في نفوس كل المواطنين، من المنازل والمدارس، وعلى الحكومة ان تسهل عملية الترخيص والإجراءات لكل المشاريع غير الربحية، فهذا يساعدها للسير بشكل أفضل.. منوها بدور رجال الاعمال في دعم الاعمال الخيرية، إذ ان معظم الجمعيات الخيرية قائمة في جزء كبير من انشطتها على عطاءات رجال الأعمال وبعضهم لا يريد البروز، ومن الظلم القول بأنهم غير داعمين للعمل التطوعي والمشاريع الخيرية.. مؤكدا بأن أعمال الخير متأصلة في المجتمع، صحيح ان المسؤولية الاجتماعية في الغرب واضحة اكثر منها في بلادنا ذلك لأن مساهمة الشركات في الاعمال التطوعية يتم خصمها من نسب الضرائب المفروضة عليها، بينما يفترض ان يتم ذلك لدينا من خلال خصم المصروفات على الاعمال الخيرية من مصاريف زكاة الشركات.
وحول واقع العمالة قال الجشي ان وزارة العمل بحاجة الى المزيد من التطوير، فهي اطلقت برنامج نطاقات، وهو برنامج متطور، بيد ان هناك اجراءات كثيرة لدى الوزارة بحاجة الى تفعيل، وهناك اجراءات عديدة بحاجة لأن تختصر.
وحول تجربته العملية قال الجشي ان اول عمل رسمي له كان عام 1990 حينما اشترى مطبعة ولم يكن يملك كامل المبلغ في البداية، وقد عمل كافة الأنشطة في المطبعة، كما عمل سائقا ومندوب مبيعات، ومحصلا، وحينما اندلعت حرب الخليج الثانية باحتلال العراق للكويت تمت الاستفادة من منتجات مطبعته.
ودعا الشباب الى التواجد ضمن أنشطة غرفة الشرقية، والدخول الى عضوية مجلس الإدارة لتقديم فكر جديد وعطاء جديد، وهذه هي سنة الحياة.
وتطرق اللقاء الى ن الاقتصاد السعودي الذي قال عنه الجشي بأنه يسير بوتيرة مرتفعة من النمو منذ العام 2004 وحتى عام 2012 باستثناء فترة قليلة في العام 2009 وبعدها حققت المملكة اعلى مستوى دخل في تاريخها، وصارت إلى جانب الصين من اكثر الدول في العالم من ناحية حجم الاحتياطي النقدي.
وذكر بأن التوجه للاستفادة من الثروات الطبيعية التي تنعم بها البلاد، فهناك موارد غير بترولية مثل الفوسفات والذهب وغير ذلك كل تساعد كثيرا على ديمومة النمو الاقتصادي
وفي تساؤل اثاره مدير الحوار عمر الجريفاني عن كيفية الاستفادة من هذه الثروات، قال الجشي ان الدور الأكبر في الاستفادة من كل هذه الثروات ـ كما نرى وكما هو المطلوب ايضا ـ تقوم به الحكومة، والمتمثل في بناء منظومة متكاملة من المعلومات والفرص والتراخيص، ودور رجال الاعمال هو ان يكونوا مرشدين للدولة لبعض الفرص.
وفي الختام كرم امين عام الغرفة عبدالرحمن بن عبدالله الوابل ، عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ورئيس اللجنة الصناعية سلمان بن محمد حسن الجشي بدرع تذكارية.