في لقاء تقييم الفرص الاستثمارية:
الاندماج خيار الشركات المتأثرة سلبا وإيجابا في الظروف الاستثنائية
الأسواق المحلية حددت الموجة الأولى من القطاعات المتأثرة وتنتظر الموجة الثانية
الاندماج والاستحواذ آلية فضلى للنشاط ما بعد الأزمة
أكد لقاء "تقييم الفرص الاستثمارية في الأزمات" الذي نظمته غرفة الشرقية ممثلة بمركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة عن بعد (الأحد 17/5/2020) على أن الوقت الحاضر هو فرصة هامة للاندماجات والاستحواذات، سواء بين الأفراد الرواد، أوبين الشركات القائمة، وذلك ضمن آلية عادلة للتقييم، وإطار قانوني مفصّل يضمن حقوق الشركاء، ويحقق الجدوى من الكيان الجديد.
وشهد اللقاء الذي اداره الشريك التنفيذي لشركة تركيز للاستشارات الإدارية نايف الملحم استعراض طرق التقييم المتاحة في بشكل عام، والتي يمكن الاعتماد عليها في الوقت الحاضر، وتأثير ذلك على خيارالاندماجات.
وقال المتخصص المالي والاستراتيجي جاسم الهارون إن الاندماج والاستحواذ، طريقتان لتطوير الأنشطة وبروز كيانات قوية، فالاندماج يعني أن تختفي شركتان مع بعضهما وينتج عنهما شركة ثالثة مختلفة، بينما الاستحواذ هو اختفاء شركة ضمن شركة أكبر منها، وعلى كلا الحالتين ينبغي أن يكون الناتج كيانا مختلفا قادرا على المنافسة أكثر.
ويرى أن الوقت الحاضر يمثل فرصة ثمينة لتحقيق المزيد من الاندماجات والاستحواذات، خاصة وأن كل التوقعات تشير إلى وضع مختلف بعد الأزمة، هذا فضلا عن أن هذا الخيار قد يكون الأفضل لبعض الشركات، التي يمكن أن تخرج من السوق، أو التي تعيش وضعا صعبا، فضلا عن أنه خيار إيجابي لتكوين كيانات بين الشركات التي تأثرت أيجابا بفعل الأزمة.
وشدد على ضرورة تطوير قيم الاندماج، وتفعيل الشراكات، وفق أسس قانونية تضمن حقوق جميع الأطراف، وتضمن أداء الكيان الجديد بشكل أفضل.
وعن تقييم الشركات لتأهيلها للاندماج أو الاستحواذ قال بأن ذلك ينطلق من قاعدة عامة تعتمد على التفريق بين القيمة والسعر، فقد يملك شخص ما صورة قديمة، هذه الصورة حين يقيّمها هو فإن قيمتها عنده تختلف عنها لدى الآخرين الذين لا يرون فيها غير أنها قطعة ورق، والسعر هو ما يتم الاتفاق عليه بين البائع والمشتري فقد يكون أقل من القيمة الحقيقية للسلعة وقد يكون أكثر، وقد يكون ملائما، بالتالي فإن ثمة وجهات نظر مختلفة حول التقييم الذي بموجبه يتحدد السعر.
وذكر بأن كل أساليب التقييم الموجهة للشركات تعتمد على أن كل شركة هي أداة لتوليد إيرادات، فبعض الشركات تحقق ذلك من خلال بيع أصول معينة مثل شركات العقار، ومن خلال قيمة الأسهم، أو من خلال العوائد والأرباح، بالتالي فهنا ثلاثة أساليب للتقييم (التصفية، والسوق، والأرباح)، وكلّها تتم بناء على تقييم اشخاص متخصصين، خاصة وأن لدينا هيئة معينة بهذا الشأن.
وقال إن جودة التقييم يعتمد على النظرة إلى المستقبل، ومنه تقدير المخاطر، التي قد تكون طبيعية تحدث في أي وقت مثل انخفاض الأسعار، وظهور مصاريف جديدة، أو حدوث تطوّر ما يؤثر على أداء الشركة، ولكن المخاطر قد تأتي مفاجئة وغير طبيعية، كأن تحدث الزلازل أو مرور أزمة مثل الذي نحن بها، حينها ينبغي أن يتم التقييم بناء على صورة المستقبل والذي يعتمد على معلومات السوق وسلوك المستهلك وما شابه ذلك.
وخلص إلى أنه في الظروف الحالية ينبغي ان يتم التقييم وفق الأسلوب الأنسب، وينبغي أن يكون واحدا، الا في حال لم يظهر هذا الاسلوب نتائج مقنعة، حينها يمكن الاعتماد على أسلوب آخر في التقييم، وإذا كان الفارق كبيرا بين الأسلوبين فهذا يعني وجود إشكالية في عملية التقييم.
من جانبه قال قيس العيسى الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي Vision Ventures إن الاندماج حتى يكون مجديا علينا أن نعرف الدافع الكامن وراءه، إذ ينبغي أن يحدث توافقا بين شركتين أو أكثر وينتج عنه كيان قادر على المنافسة، وأفضل من السابق في حال عدم الاندماج.
وأضاف بأن سوقنا شحيح بالاندماجات، في حين أن المطلوب أن تزيد، خصوصا في الوقت الحاضر.. لافتا إلى ضرورة توفير الأطر القانونية المفصلة لمشروع الاندماج، وذلك لضمان حقوق جميع الأطراف.
وقال إن الأساس الذي يجري عليه تقييم الشركات المؤهلة للاندماج يختلف بالنسبة للشركات القائمة عنه في الشركات الناشئة، فالأولى يمكن أن يتم تقييمها بطرق تقليدية من قبيل قيمة الأصول والتدفقات النقدية وما شابه ذلك، ذلك بخلاف الشركات الناشئة التي تحتاج إلى أساليب أخرى، خاصة وأن شركة ناشئة لم تتضح تدفقاتها المالية ولم يتم الوقوف على عوائدها، بالتالي فإن التقييم ينبغي ان يتم على توقعات المستقبل لهذه الشركة، وعلى أسس المقارنة مع الشركات المنافسة، وغير ذلك.
ولفت إلى أن التقييم في الأسواق الناضجة الكبيرة يختلف هو الآخر عن التقييم في الأسوق الأصغر والأقل نضجا، ففي الأولى يكون التقييم أعلى.
وحول التقييم في وقت الأزمات والظروف الاستثنائية ـ كالتي نحن بها ـ قال العيسى إن الظروف المختلفة تؤثر على الأسواق بشكل أو بآخر، إذ توجد قطاعات نشطت وصار أداؤها افضل (مثل الصحة، وقطاع التجزئة، والتجارة الالكترونية ... وغير ذلك)، وتوجد قطاعات تراجعت (قطاع السياحة والسفر مثلا)، وقطاعات في وضع متوسط، من هنا فعلى الشركات التي تأثرت ان تقبل بتقييمات منخفضة، بخلاف التي انتعشت فإن قيمتها تختلف عن نظيرتها المتأثرة سلبا، وكل هذه القطاعات تصلح أن تدخل في مشروع الاندماج .
وأشار إلى أننا رأينا الموجة الأولى من القطاعات التي تأثرت سلبا وإيجابا جراء الجائحة، فعلينا أن ننظر إلى الموجة الثانية، والتي يتم أيضا وفقها تقييم الشركات المتأثرة سلبا وإيجابا، وندرس خياراتنا في الاندماج الذي يبقى خيارا هاما في كل وقت.