09/08/2010
خلال محاضرة عامة نظمتها غرفة الشرقية بالتعاون مع دار اليوم للإعلام ولجنة التنمية بالروضة
بالادلة والبراهين والحقائق التاريخية والمعاصرة
الشيخ العريفي : الاستمتاع بالحياة لا يكون الا بالعلاقة الحسنة بالله وبسلوك القرآن
إن الاستمتاع بالحياة يتحقق من خلال العلاقة الحسنة بالله اولا، ثم العلاقة الحسنة بالناس، وخدمتهم والحرص على اسعادهم قربة الى الله جل شأنه.
تلك هي خلاصة المحاضرة الجماهيرية التي شهدتها غرفة الشرقية مساء امس الأحد وسط حضور حاشد قد بأكثر من الف وخمسمائة شخص بينهم حوالي 500 سيدة خصصت لهن قاعات مستقلة .. وكان نجم اللقاء هو الداعية الشيخ محمد العريفي، الذي تحدث ضمن برنامج (اصنع مهارة) المشترك بين غرفة الشرقية، ودار اليوم للاعلام، ولجنة التنمية الإجتماعية الأهلية بحي الروضة.
وقال الشيخ العريفي ان الاستمتاع بالحياة يأتي على عدة اشكال، وعدة مصاديق، فتارة يحدث ان الانسان يستمتع بصحته، ويستمتع بوظيفته، وبحبه للناس، مؤكدا أن كل هذه الحالات تجتمع عند نقطة واحدة وهي العلاقة بالله والشريعة الاسلامية تجمع كل هذه الانواع.. مؤكدا على أن الشريعة ليست ضد الاستمتاع بالحياة، فلا الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة ولا اي من شرائع الاسلام ضد ان يستمتع الانسان بحياته، فلم يخلق الانسان ولم تصدر هذه الشرائع الا من اجل سعادته.
وركز العريفي ــ اعتمادا على سيرة الرسول (ص) ـ على نقطة الاستمتاع بالحياة عن طريق محبة الآخرين، فالرسول الذي كان خلقه القرآن يؤكد على ان افضل الناس واحبهم إليه احاسنهم اخلاقا، الذين يألفون ويؤلفون، ولا خير فيما لا يؤلف ولايألف.. منوها الى ان اخلاق الاسلام التي جسدها رسول الله تفرض على الانسان ان يكون اجتماعيا، فتأمره بأن يحسن للجار، ويحترم الناس، وتؤكد بان الانسان لن يسع الناس بماله وأنما يسعهم بأخلاقه، فالرجل قد يتحمل كل شيء من زوجته الا ان تكون ذات خلق سيء، وكذلك المراة قد تتحمل كل شيء من الرجل الا ان يكون خلقه سيء.
واشار العريفي الى ان التعامل بين الناس اذا كان رجاء ما عند الله فإن المتعة تتحقق لصاحبها، فليس افضل من المتعة حينما يشعر الواحد منها ان الاخرين يحبونه، لأن اهم ما يحقق المتعة في هذه الحياة ان ننجح في علاقاتنا بالله بدليل ان كثيرا ممن دخلوا الاسلام لم تشعرهم القيود التي تفرض عليهم جراء ذلك الا بمزيد من السعادة والمتعة، لذا تقل لدينا حالات الانتحار قياسا بالدول غير المسلمة.
واورد الشيخ العريفي شواهد عديدة على عدد من غير المسلمين ممن شعروا بالسعادة والمتعة جراء استماعهم للقرآن الكريم، او بعض مجالس الذكر وما شابه ذلك
وفتح الشيخ العريفي الباب للمداخلات، وقدم هدية من كتابه (استمتع بالحياة) لكل من قام بمداخلة حول موضوع المحاضرة، فكان ابرز مداخلة قدمتها فتاة كفيفة عمرها تسع سنوات في الصف الثالث الابتدائي، قامت بهداية اثنتين من الخادمات الى الاسلام، وكانت كلمتها وتعليق والدها على ذلك لافتا .. وقال والدها بأن لديه ثلاثة اولاد جاؤوا للحياة الدنيا اكفاء بحالة مشابهة، ثم رزقه الله باثنين من الاولاد مبصرين، وكان يكرر شكره وحمده لله على نعمته، حتى انه ويوم ولادة بنته سجد لله شكرا حينما اخبره الاطباء بأنها كفيفة.