09/02/2017
خلال برنامج (صناعتي) بغرفة الشرقية
استشاريون: التوجهات الجديدة تفتح العديد من المجالات أمام المستثمرة السعودية في مجال التصنيع
أكد استشاريون في مجال الاستثمار الصناعي واستدامة الأعمال، أن الصناعة بقدر ما تتسع للرجل تتسع كذلك للمرأة وبنسبة متساوية، وأن تحديات المجال الصناعي تكاد تتطابق عند الرجل والمرأة، ولكن ما ينقص المرأة في اتجاهها نحو الصناعة والتصنيع هو اكتسابها صفة "الجراءة"، فضلاً عن أنها عند دخولها بوتقة التصنيع فإنها تحصر نفسها في مجالات بعينها رغم التنوع الكبير الذي يحظى به المجال الصناعي، داعين رائدات الأعمال إلى الاستفادة من التوجهات الحكومية الجديدة نحو تنويع مصادر الدخل القومي والاتجاه باستغلال القوى البشرية السعودية من الذكور والإناث على حد سواء.
جاء ذلك خلال اللقاء الموسع الذي عقدته غرفة الشرقية ممثلة في مجلس شابات الأعمال، بمقرها الرئيس مساء الأربعاء 8 فبراير الجاري، حول المرأة السعودية وفرص مشاركتها في الاستثمار الصناعي، وذلك وسط حضور العديد من سيدات أعمال المنطقة الشرقية وغيرهن من المهتمات والمتخصصات في الشأن الصناعي.
واستضاف اللقاء، الذي أدارته نائبة رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس شابات الأعمال، مرام الجشي، وجاء بعنوان (مشاركة المرأة السعودية في الصناعة لاقتصاد مستدام)، المستشار الصناعي ومؤسس ومدير مكتب الغرابي للدراسات الصناعية، سعود محمد الغرابي، الذي أكد بأن ما ينقص المرأة السعودية للدخول في مجال الاستثمار الصناعي هو "الجرأة"، نافيًا وجود تحديات تخص المرأة من ناحية النوع في الاستثمار الصناعي، وأن تحديات المجال الصناعي تكاد تتطابق عند الرجل والمرأة.
وضم اللقاء كذلك، الرئيسة التنفيذية لشركة تمكين ونائبة رئيس اللجنة الوطنية للمستشارين، آسيا آل الشيخ، التي بدورها قدمت عرضًا لأهمية الصناعة في منظومة الاقتصاد الوطني لاسيما مع انطلاقة رؤية المملكة 2030م، قائلةً إنه لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون تطوير القطاع الصناعي وتوسيع قاعدته بين الرجال والنساء.
وأكد الغرابي، أن الاستثمار الصناعي في مجمله هو قائد الاستثمارات في المملكة، وأنه على يقين بأن المدخرات الموجودة في البنوك لاسيما المدخرات النسائية لا يمكن استيعابها إلا من خلال الاستثمار الصناعي، لافتًا إلى أن المجال الصناعي مفتوح للمرأة كما هو مفتوح للرجل ولكن ما ينقص المرأة في اتجاهها نحو الصناعة والتصنيع هو اكتسابها صفة الجراءة، فضلاً عن أنها إن دخلت المجال الصناعي فإنها تحصر نفسها في مجالات بعينها رغم التنوع الكبير الذي يحظى به المجال الصناعي، مُرجعًا ذلك إلى نقص المعلومات أو تزاحمها، متمنيًا من المستثمرات السعوديات أن يدخلن المجال الصناعي بلا خوف أو تردد، قائلاً: (إن الصناعة تحدٍ جاذب والمرأة قادرة على ذلك التحدي)، مشددًا على أهمية أن تدخل المرأة المجال الصناعي بعين المستثمر وليس بنوعها كأنثى، وأن تأخذ بفكرة العمل الجمعي وتسوية التكتلات المالية، قائلاً:(جمعوا أموالكم حتى لا تلجؤون إلى التمويل، وليكن التمويل لأجل التوسعة دون غيرها).
وقال الغرابي، إن الدولة فتحت المجال للمرأة للعمل والاستثمار، فهناك أقسام نسائية في مختلف الجهات الحكومية، وأصبحت المرأة قادرة على أن تستخرج سجلها التجاري ورخصتها وتستطيع استقدم العمال، متسائلاً ماذا بقي لها سوى الانطلاق نحو البحث عن الأفكار ومن ثم العمل على تنفيذها؟.
وأوضح الغرابي، مراحل المشروع الصناعي، قائلاً: إنها تمر عبّر أربع مراحل، تبدأ بالتفكير والتخطيط، مشددًا في هذه المرحلة على أهمية الصبر وعدم الاستعجال فضلاً عن التدقيق في جمع المعلومات والمؤشرات وأخذها من المصادر الصحيحة لعمل دراسة تفصيلية مقارنة، ومن تم تحل مرحلة الترخيص، التي يليها التجهيز سواء من ناحية متطلبات المشروع (الأرض، الترتيبات التمويلية، الإجراءات الحكومية) أو من ناحية المشاركات الفنية ومفاوضات نقل التقنية، وأخيرًا تأتي مرحلة التنفيذ، التي بحسب الغرابي، تحتاج إلى مزيد من البحث والتطوير بما يتماشى وواقع السوق المحلي، منوهًا إلى ضرورة عدم القفز من مرحلة إلى أخرى لما لذلك من عواقب وخيمة قد تضر بالمشروع ضررًا بالغًا.
ومن جهتها، قدمت الرئيسة التنفيذية لشركة تمكين، ونائبة رئيس اللجنة الوطنية للمستشارين، آسيا آل الشيخ، عرضًا لأهمية الصناعة في منظومة الاقتصاد الوطني لاسيما مع انطلاقة رؤية المملكة 2030م، قائلة أنها أحد الجوانب المهمة التي تدفع بعملية التنمية إلى الأمام فلا يمكن تحقيق تنمية دون تطوير القطاع الصناعي لما له من وزن نسبي كبير بين القطاعات الاقتصادية الأخرى فهو قاطرة الاقتصاد وقوامه، لافتةً إلى أن الصناعة تضمن زيادة القيمة المضافة وتساعد على تحسين الموازين الاقتصادية من تجاري ومدفوعات وتشغيل الأيدي العاملة وتقليل معدل البطالة الحالي وتأمين فرص عمل للأجيال المقبلة.
وقالت الشيخ، إن الصناعة عامل مهم لتنمية المناطق القروية وتقليل الهجرة منها إلى المدن، وإنها قد تساهم في تحقيق الهجرة العكسية، فضلاً عن قدرتها في دعم الاكتفاء الذاتي، داعيةً رائدات الأعمال إلى الاستفادة من التوجهات الحكومية الجديدة نحو تنويع مصادر الدخل القومي والاتجاه باستغلال القوى البشرية السعودية من الذكور والإناث، مشيرةً إلى أن هذه التوجهات الجديدة تفتح العديد من المجالات أمام المستثمرة السعودية بخاصة في مجال التصنيع.