30/04/2020
عشر مبادرات لمقاومة وباء كورونا:
"صندوق الوقف الصحي يتلقى أكثر من مليار ريال من الشركات الوطنية"
أوضح المدير التنفيذي لصندوق الوقف الصحي الدكتور إبراهيم الحيدري بأن الصندوق تلقى خلال أزمة كورونا مساهمات تجاوزت المليار ريال، مقدمة من 35 شركة وطنية، منها 500 مليون من شركات الطاقة و160 مليونًا من البنوك و67 مليونًا من شركات التأمين، فيما سيتم فتح المجال لمساهمات الأفراد قريبًا.
جاء ذلك خلال لقاء ديوانية الأوقاف التي نظمتها لجنة الأوقاف بغرفة الشرقية أمس الأربعاء 29/4/2020م وأدارها الإعلامي محمد بن عبد العزيز الموسى، وحملت عنوان: "صندوق الوقف الصحي ودوره في الصحة المستدامة"، إذ أوضح أن الصندوق أطلق 10 مبادرات للتعاطي مع جائحة كورونا منها: الأبحاث والدراسات الطبية المتخصصة في معالجة فيروس كورونا بقيمة 17 مليون ريال، وتوصيل الأدوية للمرضى غير القادرين على الحصول عليها، وتوفير طرق بديلة لمرضى الغسيل الكلوي، ونشر العيادات المتنقلة في الأحياء المكتظة بالسكان، ومساندة النقل الإسعافي، ودعم نشاط التطوع الصحي، وتوفير بدائل للرعاية الصحية المنزلية.
وأكد على أن القطاع الوقفي الصحي بحاجة إلى أناس متخصصين يتعاملون مع القطاع بشكل احترافي، من قبيل علاقته بالمؤسسات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، وبأفراد المجتمع، والدور الوقفي الموجه للقطاع الصحي بشكل عام، لافتًا إلى أن العالم اليوم يمر بتجربة فريدة في مجال الأوقاف الموجهة للأنشطة الصحية، فتجد أن أصول بعض المؤسسات الوقفية في بلاد مثل أمريكا وبريطانيا تقدر بالمليارات، فأضخم وقف صحي في بريطانيا يعمل برأسمال يصل إلى 24 مليار جنيه إسترليني، في حين تتراوح رؤوس أموال المؤسسات الوقفية في أمريكا ما بين 20 - 40 مليار دولار، ذلك لوجود قناعة بمثل هذا التوجه، حتى أن 60 - 80% من مؤسسات الرعاية الصحية الأولية هناك تقدم عن طريق مؤسسات غير ربحية تقف خلفها مؤسسات وقفية، وأن حوالي 3000 مستشفى غير ربحي تقف وراءه جهات وقفية.
في المقابل ـ يقول الحيدري ـ إننا في المملكة رغم إرثنا الكبير، وحب مجتمعنا لأعمال الخير، لا يوجد ـ حتى الآن ـ وقف متخصص للمجال الصحي، رغم وجود مؤسسات وقفية ذات تجربة رائعة، لكنها ذات خدمات وقفية عامة، بالتالي لا تزال تجربتنا متواضعة في هذا الجانب.
وأوضح ان دور الصندوق في جائحة كورونا تمثل في كونه وعاءً مناسبًا لاستقبال مساهمات المجتمع والمرونة في الحركة، مضيفًا، أن موارد الصندوق تتمثل في "الأعيان، والصكوك المالية، والأسهم، والأموال النقدية" التي يوقفها أصحابها لأغراض الصندوق، فضلاً عن الإيرادات المحصلة من استثمارات الصندوق أو من تشغيل المرافق الصحية التي يشرف عليها، مع التبرعات النقدية والعينية وغلال أوقاف الصندوق واستثماراته.
وذكر أن الأولوية في المرحلة الحالية تتمثل في معالجة أزمة كورونا من خلال التركيز عليها في مجالات الصرف، فالصندوق يعتمد على 140 جمعية خيرية باعتبارهم الشركاء في الميدان،
وكشف عن مفاوضات بين الصندوق ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتغيير بعض الأنظمة والتشريعات المتعلقة بوضع آليات لإعفاءات الزكاة بمقدار معين، بالإضافة لتسهيل إجراءات قواعد التبرعات، مؤكدًا، أن الصرف في الصندوق قد بدأ على الأجهزة الطبية، حيث تم تعميد 30 مليون ريال خلال الأسبوع الماضي فيما يجري العمل على تعميد 30 مليون ريال أخرى،
وذكر بأن الصندوق يعمل حاليًا على وضع الاستراتيجية العامة، متوقعًا صدورها في الفترة القليلة القادمة، لافتًا إلى أن عضوية الصندوق تمنح لكل شخص يتبرع بقيمة مليون ريال، حيث ستكون العضوية مستمرة وليست محددة بفترة زمنية، مشددًا على أن الصندوق يتحرك ليكون ذراعًا أهلية قوية ومؤثرة في القطاع الصحي، الذي هو قطاع متشعب ومعقد وتحدياته كثيرة ومستمرة.
وقال إن مرتكزات الصندوق تتمثل في توليد قطاع منتج، والوصول إلى مجتمع محب للعطاء، مشيرًا إلى أن رؤية 2030 وضعت مستهدفات وبرامج من خلال الاعتراف بالقطاع غير الربحي للمرة الأولى، مقرًا بأن 50% من القطاعات الوقفية معلوماتها عن المجال الصحي ضعيفة، فضلاً عن كون 80% من المؤسسات المانحة غير راضية عن مستوى الخدمات المقدمة في المجال الصحي.