10/01/2018
قضايا السّاعة "محلياً ودولياً" في آخر أعدادها
"البتكوين".. حديث العالم وموضوع "الاقتصاد" في نسخة يناير 2018
لا يزالُ حديث العُمْلة الرقمية "البتكوين"، يشغل الكثيرين في العديد من دول العالم، بعد أن سجّلت ارتفاعا في تداولات العام الماضي، وسجّلت معه صعودا مستمرا، سعرا، وانتشاراً، ونمواً في أعداد مُستخدميها، مما جعلها تخطفَ اهتمام البورصات العالمية، والكثير من المستثمرين، وبيوت التجارة المالية، ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات الأنباء.
"الاقتصاد" في عددها 541 نسخة يناير 2018، حاولت أن تستشرفَ مستقبل "البتكوين"، خاصة أن الكثير من البنوك العالمية لا تزالُ تنظر إليها بحذَر، والعديد من الخبراء يتخوّفون من التعامل بها، وينبّهون إلى التريّث قبل الاقتراب من ساحة التداول في هذه "الأموال الغامضة"، مُحذّرين من أن صعودَها المُفاجئ، يُهدّدُ بسقوط مُفاجئ. وحاولت "الاقتصاد" أن تستطلع إجابات عن البتكوين، هل هي "فَخ" أو "مصيَدة" لالتقاط المغامرين من ضحايا إغراء المكسب السريع؟ هل هي "لُعْبة" للإيقاع بالمُقامرين؟
البِتكويِن عُملة غامضة، وتداولاتها حتى الآن مجهولة يغلب عليها طابع الإخفاء والسرّية. ما حقيقة البِتكُويِن؟ إلى أين؟ ما مستقبل هذه العُملة الإلكترونية؟ وما هي ردود الأفعال المحلية في المملكة؟ "الاقتصاد" تتبعت "البتكوين" بعد أن دفعت التداولات الكبيرة على هذه العملة الإلكترونية إلى تسجيلها مستويات قياسية جديدة بسرعة فائقة تضاعفت معها قيمتها إلى ما يقارب 20 ألف دولار أمريكي في 15 ديسمبر 2017، مسجلة قفزة سعرية بأكثر من 1700% من بداية العام 2017، وسط ضبابية حول مستقبل العملة، على صعيد التعامل بها، وإلى ما ستصل إليه، في ظل انخفاض مفاجئ، وصلت معه إلى أدنى من 11 ألف دولار، خلال تعاملات الجمعة 25 ديسمبر 2017، في موجة تصحيح هبطت بأسعار العملات الرقمية بشكل حاد، الأمر الذي دفع شركة "بتكوين بيز" إلى تعليق التداولات على البتكوين لمدة يوم، على خلفية الانخفاض الحاد في قيمة العملة.
وعرضت "الاقتصاد" أهم الإجابات حول تساؤلاتها بشأن "البتكوين"، ومن أبرزها تعريفات القطاع المالي والاستثماري واجتهادات الأبحاث الأكاديمية التي اتفقت مؤخرا على اعتبارها عملة غامضة، تتم عبر نظام دفع عالمي، مثل نظيراتها من العملات الورقية، كالدولار واليورو والجنيه الاسترليني. ويميزها عن أية عملة في العالم أنها تعتمد على (التشفير)، وليس لها رقم تسلسلي، ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، بل يتم التعامل معها عبر المستخدمين مباشرة، ومن خلال شبكة الإنترنت فقط، موضحة أن قصة البتكوين بدأت عندما قام ياباني يدعى ساتوشي ناكاموتو ـ ويقال إن هذا الاسم مظلة لمجموعة أشخاص أو شركات يتخفون تحته ـ بابتكار العملة الرقمية، إيمانا بأن الوقت قد حان لمسايرة التقدم التقني الذي بات يعتمد على الإنترنت، وليس التكنولوجيا فقط، في كل مسارات الحياة. وأنشئت العملة الرقمية على أرض الواقع في عام 2007، بينما كان أغسطس من عام 2008 هو عام الانطلاقة الحقيقية، بعد تدشين موقع بتكوين bitcoin.org ليكون النطاق الرسمي، وانطلاقة النسخة الأولى من العملة والتي تمت فعليا مطلع 2009.
وكان سعر صرف الإصدار الأول من البتكوين بلغ ما قيمته 1309 دولارات لكل بتكوين واحد، أما سوق بورصة بتكوين، فقد انطلقت في فبراير 2010 الذي شهد أول تداول حقيقي للعملة، وفق تشريع البورصة المالية، إلا أن قوى السوق دفعت لخفض سعر البتكوين المتداول إلى ما يقارب 25 دولارا، مصحوبة بلغة السخرية من بعض المتداولين، بأنها سعر صرف لشراء بيتزا من القطع الكبير، فيما كان حجم السوق المتداولة عليه 10 آلاف بتكوين، في وقت يهدف ناكاموتو مؤسس العملة إلى إصدار 21 مليون بتكوين فقط.
ونقلت "الاقتصاد" تحذيرات مؤسسة النقد العربي السعودي في يوليو الماضي 2017م، موضحة أنها لا تعد عملة معتمدة في المملكة. وأشارت إلى بيان صدر عن المؤسسة ذكرت فيه أن العملة الافتراضية التي يتم تداولها من خلال الشبكة العنكبوتية، لها عواقب سلبية مختلفة على المتعاملين، كونها خارج المظلة الرقابية بالمملكة.
إلى ذلك تناولت "الاقتصاد" ــ في آخر أعدادها ــ موازنة المملكة للعام 2018م، ووصفتها بأنها الخطوة الأولى بعيدا عن النفط، وقالت إن الموازنة السعودية للعام المالي الجديد 2018، تعكس الطموحات والهِمَمَ العالية التي تُؤسّسُ لمستقبل الوطن، وتجلّياً للإرادة التي تبني بروح ورؤية 2030، وتعبيراً عن ثقة في أبناء الوطن وأجياله بُناة الحاضر والمستقبل، فهي الخطوة الأولى في غير طريق النفط، وبمصادر تمويلية غير نفطية، إذ لم تُبال الموازنة 2018 بما آلت إليه رياحُ النفط ـ المورد الرئيسي للدخل حتى الآن ـ وراحت تملأ أشرعتَها بتطلعات وأشواق رؤية 2030 وبعزيمتها على تقليص الاعتماد على النفط، كمصدر وحيد للدخل القومي، ورغبتها في بلوغ أهداف التحولات التاريخية الكبرى، لتأتيَ الترجمةُ بالأرقام وعنوانها الأبرز اعتماد مصروفات تقاربُ تريليون ريال، هي الأعلى في تاريخ الموازنات السعودية، وفي إشارة قوية لإصرار الدولة السعودية على الاستمرار في تنفيذ تعهداتها السابقة، بتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني.
كما تناولت "الاقتصاد" حزمة التحفيز التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدعم القطاع الخاص، وقالت إنها بمثابة تجديد دماء القطاع الخاص، مشيرة إلى أن الهدف من إطلاق خطة التحفيز هو تشجيع القطاع الخاص على إعادة ترتيب جهوده، وامتلاك الآليات المناسبة، وتأهيله لمواجهة تحديات المستقبل، وتمكينه من تطوير حجم مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة معدلات النمو، ورفع قدراته التصديرية، مع توسيع قاعدته من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومساعدته على الإسهام بشكل أكبر في تنويع مصادر الدخل القومي.
وفي باب "رجل وزمان" تناولت "الاقتصاد" سيرة حياة الراحل الدكتور محسون جلال "زارع النفط" وقالت إنه كان فريدا، ونسيجاً بين الناس وحدَه. اهتمّ دائما بقضايا الوطن "الاستراتيجية"، شؤونه ومشكلاته وهمومه، تطلعاته وآماله وطموحاته، وحاول أن يضعَ ما يؤمنُ به من أفكار وقيم ومبادئ في خدمة وطنه ومجتمعه وناسِه، وفي تطوير حياتهم وواقعهم، واستعرضت "الاقتصاد" مراحل من طفولته وصباه وشبابه، مشيرة إلى أنه كان من بين المتفوقين في دراسته، ونجح في حياته أستاذا جامعيا، ومُفكّرا اقتصاديا، ورجلَ أعمالٍ صناعيا يضع أفكارَه في ماكينات الواقع وآلاته.
شرح صورة
غلاف العدد الأخير
عملة البيتكوين