"الاقتصاد" :حساب المواطن أداة فعالة للحماية الاجتماعية

يُنمّي ثقافة الادّخار وترشيد الاستهلاك
"الاقتصاد" :حساب المواطن  أداة فعالة للحماية الاجتماعية

اتفق خبراء اقتصاديون وأكاديميون على أن "حساب المواطن" أداة فعالة للحماية الاجتماعية وأنه ينمي ثقافة الادخار وترشيد الاستهلاك، وأنه خطوة إصلاحية مهمة، في إطار الإجراءات التي ستُقدمُ الحكومة على اتخاذها خلال الفترة القادمة.
"مجلة الاقتصاد" الصادرة عن غرفة الشرقية في عددها لشهر مارس ألقت الضوء "حساب المواطن" حيث ذكر الخبراء أنه من المتوقع أن توثر الإصلاحات الهيكلية خلال الفترة 2017/2020م بشكل مباشر وغير مباشر على الأسر ذات الدخل المنخفض والمحدود، وهذه الإصلاحات ستسبب تغيراً جذرياً في تكاليف منتجات الطاقة لدى الأسر وتكلفة المعيشة بشكل عام مقارنة بغيرها من السلع والخدمات الضرورية في سلة المنتجات الاستهلاكية. وأنه لإدراك أهمية دعم الأسر السعودية ذات الدخل المنخفض، ومساعدتها على تحمل أعباء الإصلاحات الاقتصادية، قامت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مطلع فبراير الماضي بإطلاق برنامج وطني لدعم هذه الأسر باسم برنامج "حساب المواطن"، الذي يهدف في المقام الأول إلى حماية الأسر السعودية متوسطة الدخل ومنخفضة الدخل من تبعات إصلاح نظام الدعم الحكومي، وتجنيب هذه الأسر آثاره غير المتوقّعة، وإعادة توجيه مخصصات الدعم الحكومي، ليكون أكثر عدالة وفقا لاحتياج الفرد أو الأسرة.
وقال الخبراء أن الدعم المخصص لبرنامج حساب المواطن يبدأ بمبلغ 25 مليار ريال في عام 2017، تزيد تدريجياً إلى أن تصل  بحلول 2020 إلى ما بين 60 إلى 70 مليار ريال. مؤكدين أن "حساب المواطن" ينتهج أساسا جديدا في الدعم الاجتماعي، وهو الدعم الموجه لمستحقيه، وليس الدعم العام، الذي يشمل حتى من ليس بحاجة،‬ مما يجعل الدعم يذهب مباشرة للمواطن المستحق، الأمر الذي يساعد على الترشيد، وتنمية مبدأ الادخار لدى شريحة كبيرة من المواطنين.
"الاقتصاد" تطرقت للتحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاديات المعتمدة على بيع النفط، ومنها الاقتصاد السعودي، وذلك منذ بداية موجة هبوط أسعار النفط في يونيو 2014م ومن أبرز هذه التحديات انخفاض الإيرادات بأكثر من 50%، مشيرة إلى أن  القطاع المصرفي أحد أكثر القطاعات الاقتصادية السعودية تأثراً بتراجع الإيرادات العامة في المملكة، مما زاد الضغوط التي يتعرضُ لها، بوصفه القطاع الذي يستوعب الفوائض والإيداعات الحكومية. والنتيجة المنطقية، نقصان حجم السيولة المتدفقة إلى المصارف، وانخفاض الإقراض، وزيادة المخصصات للقروض المشكوك في تحصيلها، الأمر الذي يؤثر في النهاية على أرباح المصارف. ورغم ذلك، إلا أن أداء المصارف السعودية يعكسُ ـ حتى الآن ـ قدرة كبيرة على مواجهة التحديات، بل إنها ـ وفقا لمؤسسات مالية دولية وإقليمية ـ تحتفظ بمراكز مالية قوية.
ووفقا للأرقام والإحصاءات، فإن نحو 90% من إيرادات المملكة مصدرها تصدير النفط الخام للأسواق العالمية. ومع أن هذه الحقيقة، إلاّ أن أداء الاقتصاد السعودي كان مغايرا ـ إلى حد كبير ـ لمعظم الاقتصاديات المشابهة، كما أنه نجح في اجتياز الكثير من الصعوبات التي أرهقت الكثير من الاقتصاديات العالمية، والتي ما تزال تعاني منها، منذ بداية الأزمة المالية العالمية في 2008.
وأكدت مجموعة من مؤسسات التقييم والتصنيف المالي أن المصارف السعودية قادرة على مواجهة صدمة انخفاض النفط، بفضل قوة مراكزها المالية ومعدلات السيولة الموجودة لديها، مشيرة إلى أن المصارف السعودية في وضع قوي ومجهز بصورة جيدة للتعامل مع المخاطر المتنامية. بل إن أصول المصارف السعودية سجلت مستوى قياسيا بنهاية عام 2016، عند 2.26 تريليون ريال، بزيادة 2.2% عن عام 2015م.
وتناولت "الاقتصاد" في عددها مهنة "الاستقبال" وقالت إنها واجهة أيّة مؤسّسة أو هيئة أو شركة. فنحن عندما نَدخلُ إلى أيّة منظمة فإن أول من نتوجه إليه هو "موظف الاستقبال"، وانطباعك الأول عن المنظمة يتكوّنُ عبر حوارك مع "موظف الاستقبال". "الاقتصاد" التقت بعدد من الشباب والفتيات من موظفي الاستقبال، وسمعت حكايات وروايات، تتجدد منهم ومعهم صباح كل يوم، تارة يتخبطون، وتارة أخرى يشعرون بالأمان الوظيفي، إلا أن الضغوط تقف جدارا أمامهم  للاستمرار في هذه الوظيفة، وأهمها طول ساعات العمل، إلا أن ظروف المعيشة أجبرت العديد منهم ـ لاسيما الفتيات ـ على العمل، حتى وإن كانت البيئة ضاغطة نوعا ما بحسب تعبيرهن.
معظم مسئولي المنظمات أكد أن الفتاة السعودية قدرة وكفاءة في مهنة الاستقبال عن الشباب أكثر من الشباب، ورغم نجاح الفتاة إلا أنها لا تشعر بالراحة في هذه المهنة بسبب النظرة الاجتماعية. أما الشباب فيؤكدون أنهم يعانون من الإحباط في هذه المهنة بسبب عدم  التطور والارتقاء في السلم الوظيفي والراتب المتواضع.
وفي باب رجل وزمان تناولت "الاقتصاد" سيرة حياة الراحل الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر الذي أحَبَّ "التاريخ"، حتى صار عِشْقَه، وعَشِقَه حتى أصبح عَلما من أعلام دارسيه وباحثيه وأساتذته ومُعلّميه. وتقول "الاقتصاد" إن العسكر ابن "المجمعة" ملَكَت دراسة التاريخ كل اهتمامه، وشغفه، وطموحه، فأعطاها جُل حياته، وقضى أكثرَ عمره في خدمة هذا العلم الذي يحكي حياة المتقدمين، ويقف محللا لمواقفهم وإنجازاتهم، مستخلصاً منها دروس التاريخ، مستشرفا المستقبل، قارئاً لحركته وتوجّهاته، متطلّعا إلى تسخير منهجه وأدواته البحثية في خدمة تاريخ بلاده. والدكتور العسكر يعد أحد أبرز كتاب التاريخ في عصرنا، اهتم بالتاريخ "الشفهي"، حرصا على المادة التاريخية، وإدراكا لأهمية توثيقها، وكان أبرز الداعين إلى تشجيع "المؤرّخين الجُدُد". وحاز الدكتوراه عن "تاريخ اليمامة" من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وقام بترجمتها إلى العربية، بعنوان "تاريخ اليمامة في صدر الإسلام محاولة للفهم".

​