07/02/2011
5 مليارات دولار قيمة الاستثمارات السعودية في مصر
أكد عدد من كبار المستثمرين السعوديين أن مصر تعد عمقا استراتيجيا لاستثماراتهم في المنطقة وأن الأزمة الحالية وإن تسببت في بعض الإضرار إلا أنها لن تدفعهم للخروج من السوق المصرية أو مراجعة خطط توسعهم هناك.
وقال عبدالله دحلان رئيس المجلس السعودي المصري للأعمال إن حجم الاستثمارات السعودية في مصر يقدر بما بين 27 و30 مليار جنيه أي 4.55 و 5.06 مليار دولار. وذكر دحلان أن عدد المواطنين السعوديين المقيمين أو شبه المقيمين في مصر أو لهم استثمارات فيها يقدر بمئات الآلاف لكن لا تتوافر أرقام أو تقديرات لحجم نشاطاتهم التجارية في مصر.
ولا يزال محتجون ينادون عبر تظاهرات حاشدة لإسقاط حكم الرئيس المصري حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في منصبه ويطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية واسعة النطاق.
وأحدثت الأزمة الراهنة التي يشهدها أكبر بلد عربي من حيث السكان خسائر اقتصادية كبيرة قدرت في تقرير أصدره "كريدي أجريكول سي.اي.بي" بما لا يقل عن 310 ملايين دولار يوميا.
وأوضح دحلان أن أصول الشركات والاستثمارات السعودية في مصر لم تتضرر جراء حوادث الشغب التي صاحبت المظاهرات قائلا إنها كانت تحت حماية السلطات المصرية وإن كانت اقتصاديات تلك الشركات تأثرت كثيرا بسبب الركود التجاري الذي صاحب الأزمة. وتتوزع رؤوس الأموال السعودية في مصر على العديد من الخيارات الاستثمارية أبرزها قطاع الخدمات والسياحة، والطيران، والقطاع العقاري، والزراعي، إلى جانب بعض الأنشطة المالية.
وتوقع دحلان امتداد تأثير الأزمة لعدة أشهر فيما يتعلق بعمليات الإنتاج ولعامين فيما يتعلق بالمناخ الاستثماري في البلاد مشيرا إلى أن الأزمة قد تؤثر على بعض الاستثمارات الصناعية التي ستستغرق وقتا طويلا لعودة إنتاجها إلى المستويات الطبيعية وتعويض أيام توقفها. وقال محمد الراجحي رئيس مجلس إدارة الراجحي الدولية للاستثمار إن استثمارات مؤسسته تضررت جراء انخفاض سعر الجنيه المصري وتوقف عمليات النقل والموانئ في الأيام الأولى من الأزمة.
وأضاف قائلا إن استثماراته في مصر تضررت أيضا من ارتفاع سعر التأمين على المحاصيل القادمة عبر قناة السويس بنسبة 10 في المائة من 300 إلى 330 دولارا.
وأوضح الراجحي أن قيمة استثمارات مؤسسته في مصر تقارب خمسة مليارات جنيه وتتوزع بين استثمارات زراعية في "توشكى" جنوب مصر واستثمارات في الدواجن في منطقة وادي النطرون.
وقال "نحن نؤمن بأن وجودنا في مصر وجود استراتيجي من حيث الفرص الاستثمارية وتأمين الأمن الغذائي". وشهد يوم أمس عودة البنوك وعدد كبير من الشركات العاملة في البلاد إلى العمل بعد توقف دام أسبوعا جراء التوترات إلا أن عددا كبيرا من الرعايا العرب والأجانب غادر البلاد لحين استقرار الأوضاع.
وقال عبد المحسن الحكير رئيس مجلس إدارة شركة عبد المحسن الحكير القابضة التي تعمل في مجال الخدمات والأسواق التجارية "تراجعت عملياتنا بنسبة تراوحت بين 30 و40 في المائة إلا أن استثماراتنا خارج القاهرة لم تلحقها أي أضرار.. خططنا في العمل مستمرة وثقتنا بالسوق المصرية عالية جدا". وأكد فيصل العقيل مدير إدارة تطوير الأعمال في شركة مواد الأعمار الدوليةCPCأن استثمارات شركته في مصر "آمنة ولم تتأثر بسبب الأحداث". ولم يكشف العقيل عن حجم تلك الاستثمارات. وشركة مواد الأعمار الدولية تابعة لشركة مواد الأعمار القابضة السعودية وهي بدورها الذراع الصناعية لمجموعة بن لادن السعودية.
وأضاف العقيل "العمل في مجمعCPCالصناعي والواقع في محافظة السادس من أكتوبر لم يتوقف خلال الأيام الماضية بسببالأحداث وما صاحبها من شغب .. العمل مستمر واستثمار الشركة آمن والسوق المصرية لها أهمية كبرى لاستثماراتCPC..مجلس إدارة الشركة واثق ومتفائل جدا بأن الأزمة الحالية ستزول إن شاء الله قريبا ثم ستعود مجريات الأمور إلى طبيعتها نظرا لأهمية القطر المصري للمستثمر المصري والخليجي والأجنبي".
لكن من ناحية أخرى قال ناصر الطيار الرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار للسفر والسياحة الذي يبلغ حجم استثمارات شركته في مصر 100 مليون ريال وذلك في مجال الطيران والخدمات إن الشركة كانت تعتزم إطلاق (رحلات النيل) للطيران العارض في آذار (مارس) المقبل لكنها قررت تأجيل الأمر إلى أجل غير محدد بسبب تداعيات الأزمة.
وقال "عملياتنا تراجعت بما يقارب 30 في المائة نفكر جديا في أن نوقف صرف الرواتب في حال طالت الأزمة".وتوقع تقرير "كريدي أجريكول سي.اي.بي" أن يكون قطاع السياحة أول القطاعات المتضررة من الأزمة الراهنة وقال "استمرار حالة عدم اليقين السياسية وأعمال العنف سيكون له أثر مدمر في عائدات السياحة هذا العام".