03/03/2011
وكالة الطاقة: السعودية تستطيع سد أي نقص من النفط الليبي
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس إن بإمكان السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم سد أي نقص في إنتاج النفط الليبي. وقال نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة في تصريحات للصحافيين في وارسو "حتى إذا أوقفت ليبيا كليا الإنتاج الذي يتراوح بين مليون و 1.5 مليون برميل يوميا فإن بإمكان السعودية تغطية هذا الطلب إذا اقتضى الأمر".
وارتفع مزيج برنت صوب 116 دولارا للبرميل أمس بعد تقارير عن أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي شنت هجمات على بلدات تحت سيطرة المحتجين في شرق البلاد وهو ما أجج المخاوف من اندلاع حرب أهلية في ليبيا. وأثناء التعاملات قلصت عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم نيسان (أبريل) خسائرها لترتفع 15 سنتا إلى 115.57 دولار للبرميل بعدما انخفضت في وقت سابق من الجلسة نحو 90 سنتا. وارتفعت عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم نيسان (أبريل) 41 سنتا إلى 100.04 دولار للبرميل.
وتقدم الوكالة التي يقع مقرها في باريس المشورة كما تقوم بتنسيق سياسات الطاقة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وبإمكانها أن تطلب من أعضائها السحب من مخزونات النفط في حالة حدوث تعطل حاد للإمدادات لكنها لم تفعل ذلك إلا في حالات نادرة جدا. وكانت آخر مرة فعلت فيها هذا عام 2005 عندما قررت السحب من منتجات بترولية بعد أن شل الإعصار كاترينا عمليات الإنتاج في خليج المكسيك.
وقال تاناكا إنه إذا ظل سعر النفط عند 100 دولار للبرميل خلال باقي العام فسيكون الانتعاش الاقتصادي صعبا وخاصة في الدول النامية. لكنه سعى لتهدئة الأسواق قائلا إنه يمكن استخدام مخزونات وكالة الطاقة إذا تطلب الأمر. وأضاف "يمكننا استخدام مليوني برميل يوميا على مدى عامين. ليس هناك فعليا ما يدعونا للقلق البالغ إزاء الإمدادات".
وقال إن الوضع يختلف اختلافا بينا عنه في عام 2008 عندما قفزت أسعار النفط لما يقرب من 150 دولارا للبرميل. وتابع قائلا "لدينا طاقة فائضة كبيرة بالسعودية.. نحو خمسة ملايين برميل يوميا. ستتولى أوبك وبخاصة السعودية أمر توفير إمدادات كافية بالسوق".
وكان مسؤول كبير بقطاع النفط الليبي قد قال أمس إن أسعار النفط يمكن أن تتجاوز 130 دولارا للبرميل الشهر المقبل إذا استمرت الأزمة في بلاده.
وتشغل ليبيا المكانة الـ 12 في قائمة كبار مصدري النفط إذ يمثل إنتاجها ما يقرب من 2 في المائة من الإنتاج العالمي. لكن إنتاجها انخفض بما يقرب من النصف مع رحيل العاملين بقطاع النفط.
من جهته، قال بيتر فوسر الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل أمس إن السعودية وغيرها من دول "أوبك" ستعوض أي نقص في إنتاج النفط الليبي، لكنه أضاف أن من المحتمل استمرار ارتفاع الأسعار في الآجل القصير.
وقال على هامش مؤتمر "في سوق النفط.. أعتقد أن دول أوبك أوضحت تماما أنها ستعوض أي نقص في إنتاج ليبيا ونقل النفط الليبي إذا حدث ذلك". وأضاف أن السعودية ومنتجين كبارا آخرين في "أوبك" أشاروا إلى أنهم سيضمنون إمداد العالم بما يكفي من النفط.
وقال "لدينا ما يكفي من الطاقة الفائضة في هذه المرحلة في السعودية". وأردف "سترى قفزات في الأسعار في الآجل القصير لكنني أعتقد أن أوبك أوضحت تماما كيف ستعمل في الآجل الطويل".
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن ما بين 850 ألف برميل يوميا ومليون برميل يوميا من إنتاج النفط الليبي توقف حاليا.
وقالت الوكالة في بيان على موقعها على الإنترنت "لا نعتبر أن هناك نقصا في أسواق النفط الخام في أوروبا إذ إن الطلب على الخام منخفض نسبيا بسبب فترة أعمال الصيانة واسعة النطاق في المصافي الأوروبية". لكنها ذكرت أن المعلومات عن مستويات الإنتاج الليبي وأحجام الصادرات "غير مكتملة" بسبب ضعف وسائل الاتصال ونقص العاملين في ليبيا ثالث أكبر منتج للنفط في إفريقيا بعد نيجيريا وأنجولا.
من جانبه، قال مدير التنقيب والإنتاج في "توتال" إن الشركة تتوقع توقف إنتاج حقل مبروك النفطي في ليبيا دون أن يذكر تفاصيل. وأضاف ايف لوي داريكارير خلال مؤتمر صحافي أن الشركة الفرنسية لا تتوقع تأثر إنتاج حقل الجرف البحري بما يجري في ليبيا. وقال إن إنتاج حقل مبروك يتراوح بين 40 و50 ألف برميل يوميا. وعلى الصعيد نفسه، أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس أن روسيا أنتجت 10.23 مليون برميل من النفط يوميا في شباط (فبراير) ارتفاعا من 10.21 مليون في كانون الثاني (يناير) لتقترب من المستوى القياسي البالغ 10.26 مليون والمسجل في تشرين الأول (أكتوبر). وكشفت البيانات أيضا أن إنتاج الغاز تراجع قليلا إلى 2.04 مليار متر مكعب من 2.05 مليار.