11/11/2014
توقعات بامتصاص فائض المعروض وتحسن تدريجي للأسعار
وزراء نفط خليجيون يرسلون إشارات للأسواق: لا تخفيض لسقف الإنتاج في اجتماع فينا
بدأ وزراء خليجيون ومسؤولون في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بإرسال إشارات إلى بقية نظرائهم داخل المنظمة وخارجها بأنه من المستبعد اتخاذ قرار بخفض سقف إنتاج المنظمة خلال الاجتماع الذي سيعقد في فينا يوم 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وجاء أول التصريحات على لسان علي العمير وزير النفط الكويتي بشأن استبعاد اتخاذ "أوبك" أي قرار بخفض سقف إنتاجها بسبب انخفاض الأسعار خلال اجتماعها في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري متوافقة مع قراءة لسوق النفط نشرتها "الاقتصادية" في عددها الصادر في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ووفقا لرويترز قال العمير للصحافيين أمس على هامش مؤتمر لقطاع الطاقة في أبوظبي إنه من المستبعد أن تقرر "أوبك" خفض سقف إنتاجها النفطي خلال اجتماعها القادم.
وأضاف: "سيكون قرارا صعبا لكن لا أتوقع أي خفض". وأضاف، أنه يتوقع أن تمتص السوق قريبا فائض المعروض النفطي لكن حجم الإمدادات الزائدة غير واضح.
وعن اجتماع "أوبك" القادم قال الوزير الكويتي إن "الشيء الأهم هو أن نتوصل إلى اتفاق" لكنه لم يذكر تفاصيل.
إلى ذلك، قال عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك أمس إنه لا داعي للذعر في الأسواق بسبب التراجعات الحادة لأسعار النفط في الفترة الأخيرة لأن الوضع سيتحسن من تلقاء نفسه. وقال البدري خلال حلقة نقاشية بمؤتمر لصناعة الطاقة في أبوظبي "لا داعي للذعر .. الأوضاع ستتحسن من تلقاء نفسها". فيما أبدى سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة الإماراتي رأيا مماثلا وقال إنه لا داعي للفزع بشأن أسعار النفط وأن الأمر ليس مشكلة كبيرة.
وكان المزروعي قد امتنع في وقت سابق عن التعليق عندما سئل حول ما إذا كانت "أوبك" تعتزم خفض الإنتاج في اجتماعها المقبل في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لدعم الأسعار. وقال الوزير على هامش مؤتمر صناعي في أبوظبي أخيرا: "كما قلت دعونا ننتظر. لدينا اجتماع في نهاية الشهر". وأضاف: "نحن كمجموعة من المنتجين لسنا الوحيدين الذين ننتج.. هناك آخرون. دورنا هو إحداث التوازن في السوق عبر الإمدادات وهو ما سنفعله دائما".
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة أمس إن السعودية ستزود اثنين على الأقل من المشترين الآسيويين وفقا لعقود محددة المدة بكامل كميات الخام المتعاقد عليها في كانون الأول (ديسمبر) دون تغيير عن تشرين الثاني (نوفمبر).
في وقت قال فيه أمين الناصر نائب الرئيس للتنقيب والإنتاج في مؤتمر لقطاع الطاقة في أبوظبي أمس إن تقلبات أسعار النفط في الفترة الأخيرة لن تمس التزامات التوريد طويلة الأجل للشركة. وأوضح: "التقلبات الحاصلة في الفترة الأخيرة ليست شيئا جديدا ... يرجع الأمر بدرجة كبيرة إلى الاقتصاد العالمي الضعيف" مضيفا أن هناك "كميات كبيرة من النفط" في السوق. وقال إن العوامل الأساسية تبدو قوية في المدى الطويل وأن التقلبات لا تمس الالتزامات طويلة المدى لأرامكو. وهنا قال لـ "الاقتصادية" الدكتور راشد أبانمي، أمس: "التسريبات الرسمية لوزراء النفط في "أوبك" قد بدأت الآن، وهي تلميحات لبقية وزراء النفط بأنه لا توجه لخفض سقف إنتاج "أوبك". وهي تسريبات تتطابق مع وجهة النظر السابقة التي أشرنا إليها من قبل أنه من المستبعد أن تتخذ "أوبك" قرارا بخفض سقف الإنتاج. ويعتقد أبانمي أن هذه التصريحات ستكون عاملا لانخفاض الأسعار لاحقا، لذا فإن الأسعار ربما ستنخفض ما بين دولارين وأربعة دولارات بعد هذه التصريحات العلنية لوزراء النفط، سيعقبها انخفاض عندما تقرر "أوبك" في اجتماعها القادم عدم خفض سقف إنتاجها، هذا الأمر سيدفع الأسعار لمزيد من الانخفاض قد يصل السعر ما بين 50-60 دولارا للبرميل. أما سداد الحسيني، المحلل النفطي، ومسؤول سابق في "أرامكو"، رأى في تصريح الوزير الكويتي تعبيرا عن وجهة نظر وموقف وزراء النفط في الخليج، ولكنه قد لا يعبر عن رأي بقية أعضاء "أوبك". وقال: هذه رسالة واضحة بأنه لن يكون هناك تغيير لسقف الإنتاج، وأن "أوبك" ستستمر في سقف الإنتاج نفسه، مشيرا إلى أن الفائض الحالي من النفط سيتم استهلاكه خلال الأشهر المقبلة، بالتالي لن يستمر الوضع لمدة طويلة، لافتا إلى أن هذا موقف "أوبك" منذ البداية. وهبط الخام الأمريكي أمس دون 79 دولارا للبرميل، فيما خالفه الاتجاه خام برنت مرتفعا دولارا واحدا مقتربا من 85 دولارا للبرميل أمس متأثرا بتعطل الإمدادات الليبية بسبب احتجاجات وتراجع الدولار الأمريكي عن أعلى مستوى له في أربع سنوات.