04/07/2013
ورش الذهب المحلية تغير استراتيجياتها التصنيعية لمواجهة «المستورد»
معتمرات في أحد محال الذهب في مكة المكرمة.
بدأت مصانع وورش ذهب ومجوهرات محلية في تغيير سياساتها التصنيعية بطرح مصوغات ذهبية ومجوهرات بمختلف العيارات عبر خطوط إنتاجها لتتلاءم مع أذواق زوار السعودية خلال موسم العمرة والحج، في ظل منافسة شرسة من مصوغات بحرينية وتركية وسنغافورية كورية أيضاً، لتجد إقبالا كبيراً من قبل المعتمرين والحجاج القادمين للسعودية من مختلف دول العالم.
وقال مستثمرون سعوديون تحدثوا لـ "الاقتصادية" أمس، إذا لم تعمل مصانع وورش الذهب المحلية على تلبية أذواق المعتمرين والحجاج من مختلف الجنسيات، فستجد نفسها مضطرة لترك السوق لصناعات منافسة من البحرين بصفة خاصة وتركيا وسنغافورة وكوريا. لذا فإن خطوط مصانع الذهب المحلية بدأت منذ أشهر في تصنيع مصوغاتها من الذهب والمجوهرات لتتلاءم مع أذواق زوار السعودية، وتتناسب أسعارها مع مدخراتهم المالية، وبالتالي الاعتماد على عيارات معينة كعيار 21 التي يفضلها زوار السعودية.
وأوضح لـ "الاقتصادية" عبدالغني المهنا، رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية أن المستثمرين في الشرقية يحرصون على عدم خسارة حصتهم في أسواق منطقة مكة المكرمة خلال موسم العمرة والحج، حيث يسيطرون على ما نسبته 20 في المائة من حصة السوق في منطقة مكة المكرمة.
وقال إن هناك ثلاثة مصانع رئيسة، إضافة إلى عدد من الورش في المنطقة الشرقية وحدها، تعمل في مجال صناعة الذهب بكامل طاقتها لتلبية حاجة سوق منطقة مكة المكرمة من الذهب والمجوهرات، وأن هذا الأمر يضطرها لسحب كميات كبيرة من مخزونها من الذهب لتشغيل مصانعها خلال هذه الفترة من كل عام.
وتابع المهنا: كثير من الدول العربية والإسلامية يرغب مواطنوها في اقتناء الذهب والمجوهرات التي تصنع محلياً في ظل منافسة شرسة من منتجات خليجية أو آسيوية. لذا فإن أغلب مصانع الذهب تجتهد حالياً لغزو أسواق منطقة مكة المكرمة بموديلات وعيارات مختلفة، خاصة (عيار 21) الذي يلقى إقبالا من مواطني تلك الدول.
وأضاف أنه بالرغم من تخوف عدد من المستثمرين من موجة النزول في أسعار الذهب عالمياً، إلا أن ذلك قد يكون عاملا لزيادة القوة الشرائية لدى زوار المنطقة الغربية، نتيجة انخفاض الأسعار التي تكون بالتأكيد مشجعة لشراء كميات كبيرة من مصوغات الذهب والمجوهرات، مضيفاً أن مبيعات الذهب خلال هذا الموسم ستحقق مستويات عالية، ولكنها في ذات الوقت قد لا يجني المستثمرون أرباحا كبيرة نتيجة انخفاض الأسعار، محذرا في ذات الوقت ضعاف النفوس، خاصة من العمالة الوافدة من تسويق عيارات مغشوشة مستغلين جهل عدد من زوار المنطقة بطبيعة هذه العيارات وجودتها، ما يتطلب تكثيف الجولات التفتيشية على محال الذهب والتأكد من المعروض ومطابقته للمواصفات المعتمدة. وبين أن السوق المحلي يعتمد على المصانع الوطنية على اعتبارها أكثر قربا لأذواق المستهلكين، ولكن في ذات الوقت هناك دول كالإمارات والبحرين تحرص على الاستفادة من موسم العمرة والحج عن طريق تسويق مصوغاتها بواسطة تجار ومستثمرين محليين.
وأوضح أن سوق الذهب البحريني يعتمد في نشاطه على 90 في المائة على السوق المحلي، لذا نجدها أكثر دول الخليج منافسة في السوق المحلية لسهولة دخول المنتجات البحرينية للسعودية، والأعداد الكبيرة من العمالة الأجنبية في البحرين، التي تمتلك ورشا كثيرة لصناعة الذهب، لافتا النظر إلى أن المصانع المحلية تعاني بعض المشاكل من المصوغات البحرينية، سواء من حيث الجودة والعيارات، ما يشكل عبئا على المصنعين السعوديين، حيث يصعب السيطرة على كمية الذهب، التي تدخل السوق من البحرين بحكم حركة المواطنين بين البلدين عن طريق جسر الملك فهد ، فهناك ما يقارب 400 سيارة تتنقل بين الجانبين، فضلا عن أن السوق المحلي يعتبر مفتوحا أمام هذه المنتجات.
أما خليفة الملحم عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، فأشار إلى وجود منافذ وموزعين لبيع الذهب في المنطقة الغربية عائدة لتجار في الشرقية لتوسيع مستوى نشاطهم خلال موسم العمرة والحج، ولكن في ذات الوقت لا تمثل مصانع الشرقية حصصا كبيرة من سوق مكة المكرمة الذي تسيطر عليه مصانع المنطقة بنسبة 60 في المائة، في حين يستحوذ الذهب المُصنع في الشرقية والذهب التركي والبحريني والسنغافوري على نسبة الـ 40 في المائة المتبقية كحجم استثمار. وقال إن أغلب المعتمرين والحجاج يحرصون على شراء الذهب الصافي أو السادة، الذي عادة ما تكون أجور تصنيعه منخفضة، ولكن الذهب البحريني والتركي والسنغافوري يعتمد على عيارات أعلى من العيارات المرغوبة في منطقة مكة المكرمة، كما أن أجور تصنيعها أيضا مرتفعة، لذا لا يقبل المعتمر أو الحاج على شراء هذه النوعية من الذهب وإنما يفضل النوعية الأقل سعرا، لأنه يعتبر اقتناء هذه النوعية نوعا من الاستثمار عن عودته لبلاده.
من جانبه، قال خالد العمودي عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، إن المصوغات البحرينية رغم استحواذها على حصة مقدرة من السوق المحلي، إلا أن هناك مستهلكين يفضلون مصوغات الذهب المحلية والتركية والكورية والسنغافورية والإماراتية رغم أن تكلفة تصنيعها وشغلها تعادل ثلاثة أضعاف تكلفة المصوغات التي تصنع محليا. وأضاف: الذهب المشغول في البحرين يلقى إقبالا هنا، ولكنه لا يؤثر كثيرا في المصانع المحلية نتيجة كبر حجم السوق المحلي وزيادة الطلب عليه خلال موسم العمرة والحج.