07/05/2017
مختصون: الموقف الروسي داعم لخفض الإنتاج .. وتأخر الالتزام لصعوبات فنية
أكد مختصون في الشؤون النفطية أن الموقف الروسي داعم لخفض الإنتاج والتفاهمات مع "أوبك" في تطور مستمر، خاصة أن آخر التصريحات الرسمية الصادرة عن الكرملين تؤكد أن البلاد حققت الحصة المستهدفة من الخفض وقدرها 300 ألف برميل في نهاية الشهر الماضي.
وفي هذا الإطار، قال سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبى، "إن الموقف الروسي داعم بقوة لتمديد خفض الإنتاج واتضح ذلك عندما قادت موسكو اتصالات مع عديد من دول الإنتاج من خارج "أوبك" لإقناعهم بجدوى خفض الإنتاج، كما أبدت التزاما جيدا وأوفت بموعد خفض الحصة المقررة عليها".
وأضاف جرلاخ أن "روسيا ردت عمليا على الشكوك التي أحاطت بها مع بداية تطبيق الاتفاق في كانون الثاني (يناير) الماضي"، مشيرا إلى أن الوتيرة كانت أبطأ في روسيا، إلا أن هذا الأمر طبيعي نظرا لصعوبات إنتاجية وتقنية تواجه الإنتاج الروسي بشكل خاص، لكن هبوط إنتاجها حاليا إلى أقل من 11 مليون برميل يوميا سيساعد المنتجين في اجتماع هذا الشهر على التوافق بسهولة على مد العمل بتخفيضات الإنتاج مع وجود فرص أيضا لتوسعة الاتفاق وهو ما تدعمه روسيا بقوة.
من ناحيته، أوضح إيفيليو ستايلوف المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، أن الاقتصاد الروسي يواجه صعوبات مركبة بسبب انخفاض أسعار النفط وفي نفس الوقت استمرار وتوسيع بعض العقوبات الاقتصادية، لكنه ما زال صامدا وقويا وقادرا على التغلب على تلك العقوبات.
وأشار ستايلوف إلى أن التعاون مع منظمة أوبك خيار استراتيجي لموسكو خاصة أن تعاون الجانبين ضرورة لمواجهة ما يسميه الاقتصاديون بطوفان الإنتاج الأمريكي الذي يضغط على الأسعار ويرهق الاستثمارات، كما يسعى الإنتاج الأمريكي خاصة من الغاز المسال إلى إزاحة الإمدادات الروسية في السوق الأوروبية، لكن التنافسية والتفوق يرجحا كفة الروس حتى الآن.
من جهتها، قالت نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختصة التحكيم الاقتصادي، "إن التفاهمات السعودية الروسية تمثل رسالة طمأنة للسوق وتعزز فرص استعادة الاستقرار بشكل جيد خاصة أن مستويات الثقة وتبادل المعلومات والبيانات يزداد بين روسيا و"أوبك" وهو ما تمثل في نجاح منظومة اللجنة المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج".
وذكرت أنيجبوجو أن موسكو أدارت حوارا نجاحا على كل المستويات سواء مع دول "أوبك" أو على مستوى المنتجين المستقلين كما أجرت تفاهمات جيدة على مستوى شركات الطاقة الروسية نفسها ونجحت في إقناع الشركات باجراء التخفيضات على الرغم من صعوبة ذلك، حيث لا توجد شركة وطنية واحدة مهيمنة على الإنتاج مثل الحال في دول المنظمة، كما تغلبت على الصعوبات الفنية والتخزينية وتمكنت من إبطاء وتيرة الإنتاج بشكل متدرج وفعال، متوقعا أن تثمر هذه الجهود كثيرا من النتائج الإيجابية في النصف الثاني من العام الحالي.
وتوقعت المحللة الروسية أن يخرج اجتماع فيينا هذا الشهر بنتائج إيجابية ومؤثرة وبرسائل قوية تدعم الاستقرار وتقلل حالة المخاوف من تأثيرات طفرة الإنتاج الأمريكي.
إلى ذلك، أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن سوق النفط تشهد حاليا تطورات إيجابية بشكل مطرد وأن السوق قطعت خطوات جيدة على طريق استعادة التوازن بسبب جهود التعاون المخلصة بين الدول المنتجة سواء في المنظمة أو خارجها من خلال اتفاق خفض الإنتاج المشترك، مشددا على أن السوق تشهد تدريجيا تراجع المخزونات، كما تغلب عليها في المرحلة الحالية عودة المشاعر الإيجابية.
وأضاف باركيندو – في تقرير حديث لمنظمة أوبك – أن "جميع المنتجين تعاونوا معا بشكل جيد من أجل استعادة حالة الثقة والتوافق سواء داخل منظمة أوبك أو مع الشركاء المستقلين وهو ما أسفرت عنه القرارات التاريخية التي اتخذت في نهاية العام الماضي لخفض المعروض النفطي العالمي بنحو 2 في المائة لاستعادة التوازن في السوق"، لافتا إلى أن بعض المنتجين جاء التزامهم أبعد مما كان متوقعا ونفذوا بإخلاص وبشكل طوعي تخفيضات الإنتاج بشكل متكامل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.
ونقل التقرير عن ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي تأكيده رضا بلاده عن شراكة التعاون مع منظمة أوبك، مشيرا إلى أن الدول غير الأعضاء في "أوبك" ملتزمة بشكل صارم بتنفيذ الاتفاق العالمي لضبط المعروض من إنتاج النفط.
وذكر التقرير أن روسيا أوفت بتعديل مستويات إنتاجها باجراء خفض قدره 300 ألف برميل يوميا في نهاية أبريل الماضي مشيرا إلى تفاؤله بوضع المخزونات النفطية العالمية التي من المتوقع أن تتقلص على نحو واسع بنهاية الربع الثاني من العام الحالي.
وأشار التقرير- نقلا عن نوفاك - إلى أن اجتماعات اللجنة المشتركة لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج سعت بأقصى طاقاتها إلى التحقق بشكل موضوعي من وفاء الدول المشاركة في خفض الإنتاج بشكل كامل بكافة التزاماتها، مضيفا أن "كافة الجهود تصب حاليا في اتجاه استعادة حالة التوازن الصحي بين العرض والطلب في السوق النفطية إلى جانب الحفاظ على جاذبية الاستثمار في القطاع على المدى الطويل".
ونوه التقرير بأن استعادة الاستقرار في السوق تتطلب أيضا مواجهة عمل المضاربين والحد من نشاطاتهم ومن استغلالهم تطورات السوق، مشددا على أن "أوبك" والمستقلين لديهم الطاقات البشرية المتميزة والفعالة لتحقيق هذا الهدف المهم.