06/09/2020
سجلت أسعار النفط الخام أكبر خسارة أسبوعية منذ حزيران (يونيو) الماضي، حيث تراجع خام برنت 5.3 في المائة بينما فقد الخام الأمريكي 7.4 في المائة من قيمته، وذلك بتأثير من تعثر الطلب وزيادة المخاوف الناجمة عن الانتشار السريع لجائحة كورونا وتأثيراتها الواسعة في كبح نمو الاقتصاد العالمي.
وجاءت تقلبات الدولار الأمريكي لتزيد الأعباء على أسعار النفط التي تكافح من أجل البقاء في مستويات ملائمة للمنتجين والمستهلكين على السواء، بينما يواصل المنتجون في "أوبك+" تقييد المعروض النفطي ويستعدون لمراجعة جديدة لمؤشرات السوق خلال اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج منتصف الشهر الجاري برئاسة السعودية وروسيا.
وتلقت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اعتذارا من العراق عن تنظيم الاحتفالات الخاصة بمرور 60 عاما على تأسيس المنظمة الدولية التي انطلقت في بغداد في سبتمبر 1960 وذلك بسبب المخاطر الصحية الناجمة عن جائحة كورونا، بينما تستعد المنظمة لاحتفال آخر بمرور 55 عاما على انتقال المنظمة للعمل من العاصمة النمساوية فيينا.
وفي هذا الإطار، أشارت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية إلى انخفاض أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أكثر في ختام الأسبوع الماضي، وذلك مع استقرار عقود الشهر المقبل بالقرب من أدنى مستوياتها في شهرين حيث تضاءلت توقعات الطلب العالمي بعد تقرير الوظائف الأمريكي المتباين.
ولفت تقرير حديث للوكالة إلى انخفاض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 8.4 في المائة، مشيرا إلى أن أرقام الوظائف الرئيسة جاءت متوافقة مع توقعات السوق، وقد يعوق ذلك مزيدا من جهود التحفيز الأمريكية.
وأكد أنه لا يزال الطلب على النفط في الولايات المتحدة فاترا على الرغم من الانتعاش في أسواق العمل، مشيرا إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت أن الطلب على المنتجات المكررة انخفض بنسبة 13 في المائة خلال الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس الماضي، لافتا إلى أن الأسبوع الماضي شهد أكبر انخفاض أسبوعي للنفط الخام منذ الأسبوع المنتهي في 3 أبريل، حيث شهد الاقتصاد الأمريكي حينئذ تكثيف عمليات الإغلاق في جميع أنحاء البلاد بسبب فيروس كورونا.
وأشار إلى تسجيل الطلب على المنتجات المكررة أيضا أدنى مستوى أسبوعي منذ الأسبوع المنتهي في 29 مايو وهبط المتوسط لأربعة أسابيع إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع، وتحول هيكل النفط الخام الآجل إلى الاتجاه الهبوطي بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
من جانبه، ذكر تقرير "وورلد أويل" أن انخفاض أسعار النفط جاء بعد أعمق انخفاض منذ يوليو الماضي وذلك مع تصاعد المخاوف بشأن إمدادات "أوبك" والطلب على الوقود، منوها بسعي العراق - وهو متأخر في اتفاق خفض الإنتاج بين "أوبك" وحلفائها - إلى تمديد شهرين لتنفيذ تخفيضاته التعويضية، ما يشير إلى أنه لن يكون قادرا على خفض الإنتاج بالسرعة التي وعد بها سابقا، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعيد فيه أعضاء في "أوبك+" بعض الإمدادات، بحسب اتفاق خفض الإنتاج التدريجي.
وأشار إلى أنه في أوروبا تراجعت أرباح صناعة الديزل في ختام الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ 2011، ما يشير إلى أن الطلب لا يزال ضعيفا، كما تعرض مؤشر برنت القياسي العالمي لضغوط هبوطية واسعة للمرة الأولى منذ مايو الماضي، وتأثر الدولار بالعقود الآجلة هذا الأسبوع حيث أسهم ارتفاع العملة الأمريكية في انخفاض أسعار النفط الأمريكي بنسبة 2.9 في المائة الأربعاء الماضي بعد ارتفاعه إلى 43 دولارا للبرميل.
وأكد أن تعثر النفط جاء في ضوء استمرار تفشي فيروس كورونا في أجزاء كثيرة من العالم، حيث لا تزال توقعات الطلب غير مؤكدة، كما أنه تأثر بتباطؤ مشتريات الصين النفطية - أكبر مستورد في العالم - خاصة المصافي الأصغر، إذ عكست الأسعار الاتجاه الصعودي منذ أغسطس كرد فعل على الانتعاش السريع في سعر الدولار خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى ضعف هيكل السوق أيضا.
وتوقع التقرير إجراء خصم أكبر على عقود خام غرب تكساس الوسيط على المدى القريب بسبب وجود مخاوف متزايدة في السوق بشأن زيادة العرض، ما أدى إلى ظهور علامات الضعف المتجدد، مضيفا أنه "في منطقة بحر الشمال - حيث تحدد الإمدادات تسعير أكثر من ثلثي الخام العالمي - عرض التجار خمس شحنات الأربعاء الماضي بعد سبع شحنات لليوم الذي قبله، ولم يظهر أي مشترين لأي من تلك الشحنات، ما يشير إلى احتمال تباطؤ الطلب في المنطقة".
ونوه بتأثير العقوبات الأمريكية في صادرات النفط الخام الفنزويلية الذي أدى إلى تعطيل عديد من الناقلات المحملة بالنفط الخام ومنها ناقلة محملة بـ1.1 مليون برميل من النفط وترسو قبالة سواحل البلاد ولا توجد أي فرصة لتسويقها بسبب العقوبات، مشيرا إلى وجود مؤشرات إيجابية في السوق ومنها تعافي الطلب على وقود الطائرات الأمريكية بشكل أسرع من عديد من الأسواق الرئيسة الأخرى خاصة في الصين.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، هبطت أسعار النفط الخام بأكثر من 3 في المائة البارحة الأولى، وتكبدت أكبر خسارة أسبوعية منذ يونيو الماضي بسبب ضعف الطلب العالمي والقلق من تباطؤ التعافي الاقتصادي نتيجة تأثير جائحة كورونا.
وخسر خام برنت 5.3 في المائة على أساس أسبوعي بينما خسر الخام الأمريكي 7.4 في المائة، فيما تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة وزادت خسائرها حتى هبط الخام الأمريكي لأدنى حاجز 40 دولارا للبرميل، وذلك وسط ارتفاع الدولار أمام أغلب العملات الرئيسة.
وارتفع مؤشر الدولار أمام عدد من العملات الرئيسة بحلول الساعة 17:42 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.2 في المائة، إلى 92.8 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 93.2 نقطة في حين سجل أقل مستوى عند 92.6 نقطة.
وتجدر الإشارة إلى أن المستثمرين ينتابهم قلق حيال الطلب العالمي على النفط ومشتقاته في ظل استمرار أزمة فيروس كورونا.
وعلى صعيد التعاملات، هبطت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) بحلول الساعة 17:39 بتوقيت جرينتش بنسبة 3.8 في المائة، إلى 39.8 دولار للبرميل، وسجل أعلى سعر عند 41.8 دولار وأقل سعر عند 39.7 دولار.
وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) بنسبة 2.9 في المائة، إلى 42.7 دولار للبرميل، وسجل أعلى سعر عند 44.5 دولار وأقل سعر عند 42.5 دولار.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة "إن عدد حفارات النفط والغاز العاملة في الولايات المتحدة - وهو مؤشر مبكر على مستقبل الإنتاج - زاد بواقع 2 ليصل إلى 256 في الأسبوع المنتهي في 4 سبتمبر، وهذه هي المرة الثانية في ثلاثة أسابيع التي ترفع فيها شركات الطاقة عدد الحفارات.