30/03/2015
تمثل 11 % من الطلب على الخام
صناعة البتروكيماويات تتمتع بمستقبل إيجابي بالتوازي مع النمو العالمي
مصنع بتروكيماويات في السعودية.
أسامة سليمان من فيينا
أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن صناعة البتروكيماويات العالمية تتمتع بمستقبل إيجابي وستستمر في النمو بالتوازي مع نمو الاقتصاد العالمي والزيادة السكانية المرتفعة.
وقالت المنظمة إن البتروكيماويات مصدر مهم للطلب على النفط وتستهلك نحو 11 في المائة من إجمالي الطلب على النفط.
وأبرز منتجات هذه الصناعة الإثيلين والبروبيلين والبيوتاديين والبنزين والتولوين، وهي تمثل البتروكيماويات الأساسية ويمثل إنتاجها أكثر من 90 في المائة من المنتجات البتروكيماوية النهائية.
وأوضحت نشرة "أوبك" أن مناقشات دارت أخيرا بين مندوبي الدول الأعضاء تم خلالها التأكيد على الصلة الوثيقة بين نمو الطلب على البتروكيماويات وبين نمو الناتج المحلى الإجمالي لأي دولة خاصة دول الإنتاج.
وقالت إن الناتج المحلى الإجمالي قد يتعرض لبعض المشكلات الاقتصادية ويتباطأ معدل نموه إلا أن زيادة الموارد والنمو السكاني المتسارع في عديد من الدول النامية سيضمنان طلبا متزايدا على قطاع البتروكيماويات وستظل الدول النامية هي المحرك الرئيس للطلب على المستوى الدولي.
وأوضحت أن ربحية القطاع تعتمد بشكل أساسي على ميزة انخفاض تكلفة الإنتاج ولا سيما فيما يتعلق بالمواد الأولية والوسيطة واستغلالها بالشكل الأمثل، مشيرة إلى أنه وفق الظروف الحالية للسوق فإن غاز الإيثان في الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية الأفضل للاستخدام في الإنتاج والأكثر فاعلية من حيث انخفاض تكلفة الإنتاج.
وقال التقرير إنه في أمريكا الشمالية حدث نشاط واسع في اكتشاف الغاز الصخري وهو ما انعكس بشكل واضح على نمو صناعة البتروكيماويات بسبب الزيادة الكبيرة في كمية غاز الإيثان منخفض التكلفة في السوق.
وبالنسبة للإنتاج في الصين فقد نوهت نشرة "أوبك" إلى حدوث زيادة في إنتاج الأوليفينات القائم على الميثانول والمستمدة من درجة منخفضة من الفحم ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى طفرة في الإنتاج بنحو أكثر من ثمانية ملايين طن من الإيثيلين سنويا بحلول عام 2018.
وفيما يخص الاتحاد الأوروبي ذكرت أن صناعة البتروكيماويات في دول الاتحاد الأوروبي اضطرت إلى خوض فترة طويلة من إعادة الهيكلة نتيجة لزيادة الضغوط التنافسية في كل من مجال التصدير والأسواق المحلية.
وقالت "أوبك" إن المنتجين الأوروبيين اضطروا إلى التواؤم مع المتغيرات في الظروف الاقتصادية والسوق حيث قام بعضهم بإغلاق مراكز إنتاج غير اقتصادية وتحول الإنتاج في البعض الآخر نحو التخصص الشديد في أحد قطاعات البتروكيماويات.
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت التوجه الأوروبي نحو الاستثمار في استيراد غاز الإيثان الأمريكي بأسعار مغرية من الولايات المتحدة لانخفاض تكلفة الإنتاج فيها.
وأوضحت "أوبك" أنه رغم التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع البتروكيماويات في الاتحاد الأوروبي إلا أنه لا يمكن إنكار الدور الرائد والمحوري للمنتجين الأوروبيين في تطوير هذه الصناعة وتقديم كثير من القيم المضافة.
وشددت على أن الصناعة التي تعتمد على النفط الخام من مادة النفتا، سوف تزدهر وتنمو مرة أخرى وتزداد أهميتها في المدى الطويل وذلك على الرغم من التطورات الاقتصادية في أمريكا الشمالية والصين.
ودعت إلى استمرار إجراء الدراسات وعقد المناقشات ومشاركة المختصين في جميع القضايا التي تهم الطاقة والصناعة في الفترة المقبلة لأنه يساهم في تطوير الأفكار والآليات اللازمة لمواجهة المتغيرات الاقتصادية.
وقالت "أوبك" إن صناعة البتروكيماويات شهدت تغييرات كبيرة في السنوات القليلة الماضية وهي التغييرات التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر في دول "أوبك" وفي شركاء "أوبك" وفى مقدمتهم دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن هذه الصناعة لعبت دورا مهما في اقتصاديات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى البتروكيماويات تمثل ما يقرب من 25 في المائة من صناعة الكيماويات في أوروبا كما أنها توظف بشكل مباشر 400 ألف موظف وبشكل مباشر أكثر من ضعف أو ضعفي هذا الرقم.
وفي دول "أوبك" أشارت المنظمة إلى أن البتروكيماويات بالمثل لعبت دورا مهما في تعزيز القيمة المضافة في إنتاج الهيدروكربونات وتنويع اقتصاديات دول المنظمة.
ونوهت إلى الترابط الوثيق بين صناعات التكرير والبتروكيماويات في السنوات القليلة الماضية، موضحة أن صناعة التكرير في الاتحاد الأوروبي واجهت عديدا من التحديات الصعبة منها الزيادة غير المتوازنة في إنتاج الوقود خاصة الديزل البنزين وزيادة المنافسة مع نمو الطاقة الإنتاجية في السوق العالمية إلى جانب المعايير البيئية الصارمة.
وأشارت إلى أن صناعة البتروكيماويات الأوروبية واجهت تحديات أخرى مثل ارتفاع معدلات النمو في العمالة والتشريعات البيئية الصارمة وصعوبة الحصول على المواد الأولية الرخيصة إلى جانب ضعف نمو الطلب.