ارتفعت أسعار العقود الأجلة لخام برنت، أمس، بنحو 5.8 في المائة ليتداول عند 42.3 دولار للبرميل، فيما ارتفعت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي"، بنحو 5.7 في المائة ليتداول عند 39.6 دولار للبرميل في أخر جلسات الأسبوع.
وبعد ارتفاع أمس تكون أسعار النفط سجلت قفزة هائلة خلال شهر ونصف، إذ ارتفع خام برنت 165 في المائة عن أدنى سعر والمسجل في 22 نيسان (أبريل) عند نحو 16 دولارا، بينما قفز الخام الأمريكي 293 في المائة عن أدنى سعر خلال الفترة ذاتها، المسجل قرب عشرة دولارات.
ووفقا لتحليل وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، يأتي الارتفاع مدفوعا بتصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي لـ"رويترز"، أن الأوضاع الآن تضمن "نجاحا مأمولا" لاجتماعات أوبك+ السبت، إضافة إلى بيانات أمريكية إيجابية تشير لانخفاض معدل البطالة وزيادة عدد الوظائف عكس ما كان متوقعا، ما يعكس بدء التعافي الاقتصاد في البلاد، حيث تم إضافة 2.5 مليون وظيفة خلال مايو ما خفض البطالة إلى 13.3 في المائة.
وجاءت ارتفاعات النفط خلال الفترة المذكورة، نتيجة بدء دول تحالف أوبك + في تنفيذ الاتفاق، الذي يقضي بخفض تاريخي بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لمواجهة تداعيات كورونا على الطلب مع إغلاق الاقتصادات، إضافة لزيادة الطلب على الخام مع عودة عديد من الدول إلى فتح اقتصاداتها بشكل تدريجي.
ومطلع أيار (مايو) الماضي بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف أوبك + على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.
ولاحقا يتم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.
وتأتي ارتفاعات النفط خلال الفترة الأخيرة بعد تراجعات حادة في الفترة السابقة لها نتيجة تراكم المخزونات العالمية وانخفاض الطلب بشكل كبير بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق دول العالم حدودها.
وشهد 20 نيسان (أبريل) تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي" تسليم أيار (مايو)، حينها، بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى سالب 37.63 دولار للبرميل عند التسوية.
وجاء التراجع، حيث كان هذا اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار (مايو) ولا يرغب المشترون في التسلم في هذا الشهر لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.
تزامن التراجع حينها مع توقع وكالة الطاقة الدولية، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال 2020.
كما توقعت انكماشا قياسيا للمعروض في أسواق النفط بنحو 12 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) بعد اتفاق خفض الإنتاج.
وكان صندوق النقد الدولي، قد توقع انكماش الاقتصاد العالمي 3 في المائة العام الجاري.
وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخي، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس.
وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير.
وتأثرت الأسعار خلال الربع الأول بزيادة إمدادات النفط عالميا، بعد فشل اتفاق أوبك + على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بسبب الرفض الروسي، ما دفع السعودية إلى إعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضا حينها.
وحدة التقارير الاقتصادية