30/04/2009
تنفيذيون سعوديون أطلق الملك عبد الله مشاريعهم:مشاريع الجبيل الجديدة رسالة للعالم: أرضية الاقتصاد السعودي صلبة
أجمع تنفيذيون على أن المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مدينة الجبيل الصناعية أمس الأول، باستثمار يفوق 54 مليار ريال، تعد رسالة للعالم أجمع مفادها بأنه في الوقت الذي تعيش فيه دول العالم أزمات اقتصادية خانقة تضرب اقتصادياتها،إلا أن السعودية تشهد تدشين مشاريع تنموية كبيرة.
واتفق التنفيذيون الذين دشنت مشاريعهم في الجبيل أمس الأول على قوة الاقتصاد السعودي في أحلك الظروف، مؤكدين أن خادم الحرمين الشريفين وضع حجر الأساس لمشاريع قبل 11 شهرا، ودشنها أمس الأول، وهو ما يعد تأكيدا على متانة الاقتصاد المحلي.
مضي الحكومة في تنفيذ برامجها
قال المهندس جاسم الحجي المدير العام للهيئة الملكية في الجبيل إن تدشين خادم الحرمين الشريفين عددا من المشاريع التنموية والصناعية في الجبيل الصناعية يؤكد مضي الحكومة في سياستها نحو تنفيذ المشاريع التنموية والتزامها بتنفيذ الميزانيات المعتمدة لتحقيق النهضة الاقتصادية للبلاد من جهة ومواجهة تداعيات الأزمة العالمية من جهة أخرى.
وبين الحجي أن الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية برهنت على متانة الاقتصاد السعودي المحلي، وأننا سنتجاوز هذه الأزمة أكثر قوة، بما نملكه من إمكانات وأهمها قوانا العاملة ومبادئنا الراسخة التي كانت لنا عونا في كل الظروف.
رسالة للعالم
قال المهندس خليل القناص الرئيس التنفيذي لشركة الجبيل لخدمات الطاقة "جسكو" أعتقد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين وتدشينه مشاريع ضخمة هي رسالة واضحة للعالم أجمع، تتضمن أنه بينما العالم يمر بأزمة اقتصادية خانقة، إلا أن السعودية وضعها الاقتصادي قوي، مشيرا إلى أن المشاريع التي وضع الملك عبد الله حجر الأساس لها قبل 11 شهرا تم افتتاح عدد كبير منها أمس الأول، وهو ما يدل على أن عجلة الاقتصاد في المملكة ما زالت تدور بقوة، وإن المقبل أفضل بكثير، وإن الاقتصاد السعودي إيجابي جدا.
وعن أهمية تدشين تلك المشاريع في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وصف القناص ذلك بـ "ضربة معلم"، مشيرا إلى أن توقيتها مناسب جدا، مؤكدا أنها رسالة خلال الأزمة الاقتصادية المالية الخانقة تصل بشكل أسرع من الأوقات العادية.
وبين القناص أن خادم الحرمين الشريفين افتتح شركة الجبيل لخدمات الطاقة (جسكو)، التي يبلغ حجم الاستثمار فيها 2.5 مليار ريال،لإنتاج الأنابيب غير الملحومة، بطاقة إنتاجية تفوق 400 ألف طن متري سنويا، مضيفا أن شركة الجبيل وخدمات الطاقة هي إحدى شركات التصنيع وخدمات الطاقة.
30 % للسوق المحلي
أكد القناص أن الأنابيب التي تنتجها الشركة تستخدم في صناعات الزيت والغاز، والمنتجات تستخدم في غرضين معينين يتمثلان في حفر الآبار لتصل الأنابيب إلى آلاف الأمتار في باطن الأرض لحفر آبار البترول، كما أن الأنابيب تستخدم لنقل البترول، مشيرا إلى أن المصنع قائم على أحدث التقنيات الموجودة في هذه الصناعة، ويعد المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط لإنتاج هذه الأنابيب المميزة في استخداماتها ومواصفاتها.
وأضاف القناص بأن "جسكو" قد حصلت على موافقات من عدة شركات بترول لاستخدام منتجات الشركة، مؤكدا أنه سيتم تخصيص ما بين 30 إلى 40 في المائة للسوق المحلية، وستخصص تحديدا لشركة أرامكو السعودية، فيما بقية الإنتاج سيتم تصديره لأسواق الخليج والأسواق العالمية الأخرى.
انعكاسات مباشرة على الصناعة
من جانبه، أكد عبد الرحمن بن صالح أبا حسين نائب الرئيس التنفيذي لشركة مرافق الكهرباء والمياه في الجبيل وينبع (مرافق) أهمية المشروعات التنموية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في إطار الرؤية الاقتصادية الطموحة للاستمرار في رفع كفاءة الاقتصاد السعودي وتلمس احتياجات المواطنين، وبيّن أبا حسين أن هذه المشروعات التي أصبحت حقيقة واقعة ستكون لها انعكاسات مباشرة على القطاعات الصناعية والخدمية، خصوصا أن زيارة خادم الحرمين تحمل دلالات اقتصادية وصناعية واضحة تجلت في ضخامة المشاريع التي تم تدشينها التي تجاوزت تكلفتها 54 مليار ريال، في وقت يمر فيه العالم بأزمة اقتصادية خانقة تسببت في دخول اقتصادات عالمية مرحلة الكساد.
وقال أبا حسين إنه سيتم تلبية احتياجات المراحل الأولية المطورة للجبيل2 من خلال مشاريع شركة مرافق التوسعية الحالية، وهناك دراسة وتنسيق دائمان بين شركة مرافق والهيئة الملكية لتتمكن شركة مرافق من تلبية احتياجات المراحل الأخرى من التوسعات المستقبلية في الجبيل2 من خلال مشاريع مرافق المستقبلية.
وأضاف أن مرافق تنظر للمستقبل في إطار خطتين استراتيجيتين الأولى قريبة المدى وتستهدف الوفاء بمتطلبات المدينتين الصناعيتين في الجبيل وينبع من الطاقة الكهربائية والمياه، نظرا لضخامة الاستثمارات في هاتين المدينتين خلال السنوات القليلة القادمة، في حين تستشرف خطة الشركة بعيدة المدى إسهامات أكبر خارج إطار الجبيل وينبع بنفس القوة في المدينتين، كما بين أبا حسين أن جميع مشاريع مرافق تسير وفق الخطط المرسومة لها.
وأوضح أبا حسين أن هذا المشروع المهم يعد أحد أهم المنجزات الصناعية الكبيرة التي تشهدها المملكة ونقطة تحول رئيسية في جذب الاستثمارات المحلية والعالمية ودعم المشاريع الصناعية والتجارية في مدينة الجبيل الصناعية، ويسهم في توفير مئات الفرص الوظيفية ،كما يعد هذا المشروع أكبر مشروع مزدوج في العالم لإنتاج المياه والكهرباء، حيث تقدر تكلفته بأكثر من 13 مليار ريال سعودي.
دعم لا محدود
من جانبه، أعرب المهندس أحمد بن عبد العزيز العوهلي الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات " سبكيم " عن سروره وتقديره العميق لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمدينة الجبيل الصناعية وافتتاح العديد من المشاريع التنموية الصناعية، حيث دشن خادم الحرمين الشريفين المراحل النهائية لبدء التشغيل التجريبي لمشروع مجمع الأسيتيل التابع للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات ، وكانت سبكيم قد بدأت في منتصف عام 2006 في إنشاء مجمع مشاريع الأسيتيل الذي يتألف من ثلاث شركات هي: الشركة العالمية للأسيتيل والتي تقوم بإنتاج 460 ألف طن متري سنويا من حمض الأسيتيك (الخليك)، والشركة العالمية لخلات الفينيل والتي تقوم بإنتاج 330 ألف طن متري سنويا من مادة خلات الفينيل الأحادي والشركة العالمية للغازات والتي تنتج 345 ألف طن متري سنويا من مادة أول أكسيد الكربون، بتكلفة تقارب سبعة مليارات ريال سعودي. ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجاري لهذه المصانع الثلاثة بمشيئة الله في النصف الثاني من هذا العام.
وأشاد العوهلي بالدعم الكبير واللامحدود الذي تلقاه الصناعات الوطنية من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ،حتى أصبحت تضاهي أفضل المنشآت الصناعية العالمية، وقد نالت " سبكيم " نصيبا من هذا الدعم لتكون أحد أكبر الصروح الاقتصادية في صناعة البتروكيماويات المملوكة للقطاع الخاص تسهم في زيادة الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل الوطني في ظل برنامج التنمية الشامل الذي ترعاه حكومة خادم الحرمين الشريفين.
يذكر أن الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات " سبكيم " ، شركة سعودية مساهمة، تقوم على تطوير و إدارة وتشغيل وصيانة العديد من المصانع البتروكيماوية في مدينة الجبيل الصناعية، وتقوم سبكيم حاليا بتشغيل مصنع ميثانول بطاقة مليون طن سنويا ومصنع للبيوتانديول بطاقة إنتاجية قدرها 75 ألف طن سنويا.
آثار إيجابية على الاقتصاد
من ناحيته، أوضح المهندس صالح بن محمد باحمدان رئيس شركة الواحة للبتروكيماويات أن هذه المشاريع تم التخطيط لها والإشراف على بنائها فعليا خلال السنوات الأربع الماضية، وأهميتها تكمن في آثارها الإيجابية على الاقتصاد الوطني للمملكة، فعلى صعيد شركة الواحة للبتروكيماويات فقد قامت بجذب تقنية عالمية متميزة لتصنيع البولي بروبلين، لها سمعتها وحجمها على مستوى العالم، ما يساعد، بإذن الله، على توطين التقنية التصنيعية العالمية في المملكة، ويسهم في تعريف الشباب السعودي بأحد أوجه التميز في مجال تصنيع البتروكيماويات. أيضا، فإن شركة الواحة للبتروكيماويات تتطلع إلى تلبية احتياجات العملاء حول العالم بمنتجات ذات جودة واعتمادية عاليتين، ما يستلزم تأمين خطوط الإنتاج للوفاء بالتزامات الشركة تجاه عملائها، وإثبات الذات في القدرة على الوفاء بهذا الالتزام على صعيد القدرات الإنتاجية، كل ذلك يتطلب انخراط الشباب السعودي الطموح في هذه العمليات وتأهيلهم تدريبيا وتقنيا للحصول على إنتاجية عالية تحسب لهم من جهة، وتحقق أيضا رؤية المملكة في تأهيل الشباب السعودي للحاق بركب التنمية الصناعية المطلوبة، وتوطين الوظائف في برنامج "السعودة" الطموح.
الأزمة فرصة لإثبات الذات
أضاف باحمدان أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم فرصة كبيرة لإثبات قدرة السعوديين والاقتصاد السعودي على التكيف والتغلب على جميع المعوقات، وهذه المشاريع الركائزية المهمة كمشاريع البتروكيماويات لها، بفضل الله، تأثير إيجابي على المملكة، سواء لهذا الجيل أو للأجيال القادمة، بمشيئة الله، وقال "سنثبت، بحول الله، نحن السعوديين رؤية قيادتنا الحكيمة لهذا الرافد الاقتصادي الوطني المهم، بأنه ركيزة مهمة ستبقى من الرهانات الكبرى في دعم الاقتصاد والناتج الوطني خلال الأزمات المالية والاقتصادية التي تعصف بالعالم".