27/02/2011
التقرير الأسبوعي للبورصات العالمية تراجع المشاعر السلبية مع استقرار أسعار النفط
تتمتع الموجودات الخطرة بأول أداء إيجابي عام منذ عدة أيام، في الوقت الذي يشعر فيه المتداولون القلقون ببعض الارتياح بفعل أسعار النفط الهادئة نسبياً.
وفي نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 1 في المائة بعد الأنباء التي أفادت بأن المستهلكين الأمريكيين هم الآن في أعلى مشاعرهم التفاؤلية منذ ثلاث سنوات، ما أدى إلى إلغاء خيبة الأمل حول التقارير التي تظهر أن النمو الاقتصادي كان أقل من التوقعات في الربع الرابع.
واقتفت أوروبا أثر آسيا في تسجيل جلسة تعاملات طيبة. ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بنسبة 1.3 في المائة، بسبب التحسن في أسهم شركات التعدين والبنوك، على الرغم من بعض النتائج الرديئة من البنك البريطاني لويدز. وقد سجل قطاع الطاقة البديلة ارتفاعاً بنسبة 2 في المائة على خلفية آمال بالتحول بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وأدى وقوع مشكلة فنية في بورصة لندن إلى تقييد تعاملات الأسهم في المرحلة المبكرة في لندن، لكن عادت البورصة إلى العمل، حيث قفز مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 1.5 في المائة.
وكانت هناك عدة عوامل ساعدت جميعها على إحداث تراجع في سعر النفط الخام عن مستوياته العليا يوم الخميس وأتاحت للأسهم الأمريكية التعويض عن بعض خسائرها. من هذه العوامل ظهور تقرير في فاينانشيال تايمز أفاد بأن المملكة العربية السعودية ستسعى لتعويض النقص الناتج عن أي اضطراب في إمدادات النفط الليبية، والإشاعات بأن معمر القذافي تعرض لإطلاق النار، إلى جانب ارتفاع بنسبة 20 في المائة في هوامش التداول في النفط.
هذا الجو الذي تراجعت فيه المشاعر المحمومة عن ذي قبل في مجمع الطاقة، وارتداد وول ستريت عن المستويات الدنيا التي سجلت في الليلة السابقة، رسم المسار المبكر للتعاملات في يوم الجمعة.
لكن أسعار النفط ظلت عالية نسبياً، في الوقت الذي لا يزال يشعر فيه المتداولون بالقلق الشديد من العدوى الثورية المنتشرة عبر الدول ذات الطابع التسلطي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 0.3 في المائة لتصل إلى 111.68 دولار للبرميل. لكن هذا المعدل لا يزال أدنى بكثير من مستوى 119.79 دولار الذي سجِّل أثناء جلسة التعاملات المحمومة يوم الخميس، لكن يظل الخام مع ذلك أعلى هذا الأسبوع بمبلغ 10 دولارات تقريباً حتى الآن.
وسجل مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية ارتفاعاً بنسبة 1 في المائة، بعد أن كان قد تراجع بنسبة 2.7 في المائة خلال الفترة من الإثنين إلى الخميس عن مستوياته الدورية العالية، على خلفية مشاعر القلق بخصوص الاضطرابات في الشرق الأوسط وأن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يعطل مسار الانتعاش الاقتصادي. ولا يوجد هناك دليل واضح على التداولات في موجودات الملاذ الآمن، مثل التحول نحو السندات السيادية ذات التقييم الائتماني المرتفع والفرنك السويسري، رغم أن الذهب استعاد مرة أخرى مستوى 1400 دولار للأونصة، ما يشير إلى بقاء مشاعر القلق بين بعض المستثمرين.
وفي أسواق السلع (خصوصاً التراجع في تعاملات النفط المتأخرة يوم الخميس) تراجع النفط إلى ما دون مستوى 96 دولاراً للبرميل عند إحدى المراحل، ولم يكن من شأن ذلك إلا تعميق مشاعر القلق بأن الأسعار أصبحت الآن غير قابلة للتنبؤ. ويظل مؤشر تقلب أسعار النفط من بورصة شيكاغو التجارية مرتفعاً بنسبة تزيد على 35 في المائة تقريباً منذ يوم الإثنين، في الوقت الذي يتدافع فيه المستثمرون لشراء الخيارات حول أسعار النفط.
ومرة أخرى كانت هناك تقلبات في عقود الخام في بورصة نايمكس داخل وخارج المنطقة الموجبة يوم الجمعة. فبد أن لامس السعر مستوى 99.20 دولار للبرميل، ارتفع الآن بنسبة 0.7 في المائة ليصل إل 97.93 دولار للبرميل، وذلك بفعل الضغوط الناتجة عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.
وبالنسبة لأسعار السلع الزراعية والمعادن الصناعية، والتي سُحِقت على مدى الأيام القليلة الماضية مع التراجع في الشهية العامة للموجودات الخطرة، التي أدت إلى تخلص وبيع بصورة مكثفة في الرهانات التي كانت ناجحة سابقاً، هذه الأسعار هي في معظمها مستقرة يوم الجمعة. وارتفع الذهب بنسبة 0.4 في المائة ليصل السعر إلى 1408 دولارات للأونصة. وفي أسواق العملات الأجنبية ابتعد مؤشر الدولار، الذي يقيس حركة الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، عن مستوياته الدنيا خلال أربعة أشهر. وقد ارتفع المؤشر بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 77.28، في أن الدولار تراجع بنسبة 0.4 في المائة في مقابل اليورو، ليصل السعر إلى 1.3751 دولار، لكنه تراجع بنسبة 0.2 في المائة في مقابل الين، عند 81.79 يناً.
يمر الفرنك السويسري بتراجع أمام الدولار واليورو، ما لعله علامة على أن الحركات باتجاه الملاذ الآمن تشهد تراجعاً في الوقت الحاضر.
وتراجع الجنيه الاسترليني بعد ظهور التقارير الخاصة بأرقام الربع الرابع للناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا، حيث ظهر وجود تقلص في الناتج بنسبة 0.6 في المائة، وهي نسبة أعلى من المتوقع بقليل، كما خفض المتداولون توقعاتهم بخصوص رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي البريطاني.
وفي أسواق السندات تسجل سندات الخزانة البريطانية تفوقاً في الأداء في مجمع السندات ذات الأجل القصير، في أعقاب بيانات الناتج المحلي. فقد تراجع العائد على السندات لأجل سنتين بنسبة 5 نقاط أساس ليصل إلى 1.41 في المائة، في حين أن سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين تراجعت بنسبة نقطة أساس واحدة ليصل العائد إلى 0.724 في المائة.
وفي منطقة آسيا الباسيفيك كان هناك تحسن في معظم المؤشرات القياسية الرئيسية، ما ساعد المنطقة على الابتعاد عن المستويات الدنيا التي سجلت خلال الشهرين السابقين، حيث يشعر المتداولون بالارتياح من أن القفزة التي سجلتها أسعار النفط عند الإقفال يوم الخميس لم تدم طويلاً.
وارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز لمنطقة آسيا الباسيفيك بنسبة 1 في المائة. وفي طوكيو سجل مؤشر نيكاي 225 ارتفاعاً بنسبة 0.7 في المائة، وهي كذلك نسبة الارتفاع التي سجلتها بورصة كوسبي في سيؤول، حيث إن شركات الطيران ترحب بإمكانية التراجع في أسعار الوقود المرهقة. وفي أستراليا سجل مؤشر S&P/ASX (الذي يضم 200 شركة) ارتفاعاً بنسبة 0.6 في المائة.
وفي الصين تأثرت شركات التطوير العقاري سلباً بفعل المخاوف من المزيد من قرارات التشديد في السياسة النقدية، ما أدى إلى عدم مقدرة مؤشر شنغهاي المركب على المساهمة في الاندفاع التي سجلته البورصات في المنطقة. وقد أقفل المؤشر دون تغيير. لكن الباحثين عن ''اللقطات'' والصفقات الرخيصة دخلوا إلى هونج كونج، حيث كان مؤشر هانج سينج قد تراجع بنسبة 4.2 في المائة على مدى الأيام الأربعة الماضية. وقد أقفل المؤشر بارتفاع مقداره 1.8 في المائة، بفعل الطلب على أسهم البنوك.