08/11/2009
الوزير النعيمي يتفقد موقع المشروع أمس، يرافقه م. الفالح رئيس «أرامكو».
يدشن المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية اليوم في رابغ مشروع شركة بترورابغ بتكلفة 40 مليار ريال وهو أكبر مشروع مشترك من نوعه في العالم وهو مشاركة بين ''أرامكو السعودية'' وشركة سوميتوكيميكال اليابانية.
وتبلغ طاقة المشروع الإنتاجية السنوية 18 مليون طن من المنتجات النفطية المكررة منها غاز البترول المسال، النافثا، البنزين، وقود الطائرات، الديزل، وزيت الوقود. و2.4 مليون طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية.
ويتميز المشروع بأنه يعتمد على النفط والغاز في وآن واحد، يتألف من منشآت تكرير لإنتاج المشتقات النفطية مثل البنزين ''الجازولين'' والكيروسين ''وقود الطائرات'' إضافة إلى معامل لإنتاج البتروكيماويات مثل البولي بروبلين والبولي إيثيلين وميثايل أحادي الجلايكون والبروبلين أوكسايد PO.
ويستوعب مجمع رابغ لتقنيات البلاستيك ''الصناعات التحويلية'' من 50 إلى 60 مصنعا تعتمد على منتجات ''بترورابغ''، وتمكنت ''بترورابغ'' من توقيع عقود إنشاء مصانع مع أكثر من عشرة مستثمرين سعوديين.
وكانت ''بترورابغ'' قد نجحت أخيرا في شحن وتسويق 200 ألف برميل من البنزين الممتاز أوكتان91 ، و120 ألف برميل من البنزين الممتاز أوكتان 95 في الأسواق المحلية لتلبية الطلب على هذا المنتج، فيما تتأهب لتصعيد عملياتها التسويقية بما يفي بحاجة السوق المتزايدة والتصدير أيضا لدول الجوار.
ويتوقع أن تفتح صناعات ''بترورابغ'' نحو خمسة آلاف فرصة وظيفية للشباب السعودي، ومعلوم أن ''بترورابغ'' بدأت تصدير بعض المشتقات منذ منتصف العام الجاري لبعض المنتجات لدول الخليج وبعض دول الشرق الأوسط مثل مصر والأردن وتركيا إضافة إلى الأسواق العالمية مثل الصين والهند، فيما يجري التصدير لبعض الدول الأخرى. ومن المؤمل في إنتاج المشروع أن يفتح مرحلة كبيرة في قطاعات صناعات التحويل والتصنيع والتجزئة والعديد من القطاعات الأخرى.
إلى ذلك كشفت مصادر لـ''الاقتصادية'' أن ''بترورابغ'' بصدد إطلاق مشروع ''بترورابغ 2'' وذلك بهدف إنتاج منتجات إضافية تشمل 17 منتجا جديدا أغلبها يصنع لأول مرة يصنع في السعودية.
من جهة أخرى، أوضح لـ''الاقتصادية'' المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح رئيس ''أرامكو السعودية'' وكبير إدارييها التنفيذيين عن تجاوز حجم الاستثمارات المتوقعة لمجمع ''بتررابغ'' بنحو 63 مليارا خلال المرحلتين الأولى والثانية داخل ''بترو رابغ'' فقط، لتشكل بذلك مثلثا صناعيا مع الجبيل وينبع، مشيرا إلى أن مشروع ''بترو رابغ'' مشروع تاريخي ليس للسعودية فقط بل للمنطقة خصوصا.
وقال الفالح في حديث خاص لـ ''الاقتصادية'' على هامش افتتاح مجمع ''بترو رابغ'' الذي يدشن اليوم المرحلة الأولى باستثمارات تبلغ نحو 38 مليار ريال أن ''بترو رابغ'' سيؤدي إلى نقلة ووثبة كبيرة وسيحول المدينة الصغيرة المعتمدة على الاقتصاد المحلي إلى مدينة عالمية على الخريطة الدولية.
وحول تحول أرامكو من شركة عالمية في إنتاج وتكرير النفط إلى الدخول في الاستثمارات البتروكيماوية، قال الفالح إن دخول ''أرامكو'' مشاريع البتروكيماويات لأنها مشاريع حيوية ومكملة لصناعة التكرير حيث تعتبر ''أرامكو'' أكبر شركة تكرير في العالم وجميع شركات التكرير على مستوى دول العالم تتعامل مع البتروكيماويات كصناعة مكملة تزيد من ربحية المصافي وفي الوقت نفسه تستغل بعض المنتجات من المصفاة لإضافة قيمة لها وتحويلها لمنتجات ذات قيمة عالية وتنعكس على زيادة الدخل القومي حيث أن أرباح مشاريع البتروكيماويات سيكون مردودها على الاقتصاد الوطني كبير، مضيفا بقوله ''لو تأخرنا قليلا لربما نسأل: لماذا لم ندخل ونحول هذه المصافي إلى مجمعات صناعية وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني''. وزاد الفالح بقوله لعل مضاعفة الاكتتاب في ''بترورابغ'' بخمسة أضعاف دلالة كبيرة على ثقة المواطن والمستثمر في الصناعات البتروكيماوية.
م. الفالح يتحدث للزميل الهلالي.
وبين الفالح أن مصنع ''بترورابغ'' سيكون ذي معايير دولية من ناحية طاقة الإنتاج وكفاءة المشروع اقتصاديا وماليا وذلك من ناحية دمجه مع المدينة الصناعية وسيوفر فرصا لاستثمار القطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال لبناء القيمة المضافة على منتجات ''بترو رابغ'' وسيؤدي إلى خلق فرص توظيف كبيرة للمواطنين، حيث وظفت شركة بترو رابغ حتى الآن 2200 موظف 80 في المائة منهم سعوديون، ونأمل أن يوفر مجمع ''بترو رابغ'' آلاف الوظائف للسعوديين.
وقال الفالح إن ''بترو رابغ'' وقعت على مذكرات تفاهم مع 11 مستثمرا في السعودية للدخول بصناعات جديدة في مجمع بترو رابغ بلاستيك، ونأمل أن نرى خلال العام المقبل 2010 أعمال الإنشاء لهذه المشاريع الجديدة في الوقت القريب. وفي رد على سؤال آخر حول أهمية إنشاء ''بترو رابغ 2'' أجاب الفالح بقوله ''إن حجم الاستثمار المقدر لمشاريع المرحلة الثانية يتجاوز 25 مليار ريال داخل بترو رابغ، فيما تقدر حجم الاستثمارات للمشاريع الصناعية المكملة للقطاع الخاص، ستكون بمئات الملايين.
وحول نوع الاستثمار الذي تريده ''أرامكو'' تحت مظلة هذا المجمع الصناعي الكبير قال الفالح إن هذا يعتمد على نوع وحجم الاستثمارات والصناعات وعددها التي تتضمن الاتفاقيات لتأجير الأراضي الصناعية والمهم فيها كثافتها من ناحية استخدام الموارد البشرية والتوظيف مقارنة بالمشاريع الضخمة وأملنا قوي أن تكون تلك الشركات وسيلة للتوظيف وتأهيل الأيدي العاملة مهنيا في السعودية.