06/05/2016
بعد صعود الأسعار 20 % الشهر الماضي
النفط يتراجع مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح
تخمة المعروض تعرقل استمرار صعود أسعار النفط.
«الاقتصادية» من الرياض
تراجعت أسعار النفط أمس، مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح، بعد صعودها 20 في المائة على مدى الشهر الأخير، وهو ما طغى على تأثير خفض الإنتاج في كندا التي شهدت حرائق غابات ضخمة عرقلت عمليات الرمال النفطية.
وبحسب "رويترز"، فقد نزلت أسعار النفط نحو 1 في المائة في التعاملات الأوروبية المبكرة، وتكبد خام القياس العالمي مزيج برنت أول خسائره الأسبوعية في خمسة أسابيع، وكان برنت قد صعد سعره 64 في المائة منذ بلوغه أدنى مستوى له في نحو 13 عاما في منتصف كانون الثاني (يناير)، وارتفع 20 في المائة على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة.
وبلغ برنت في العقود الآجلة إلى 45.42 دولار للبرميل، بعد أن أغلق أمس الأول على 45.1 دولار للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 25 سنتا إلى 44.07 دولار للبرميل، وقد تسببت حرائق الغابات في كندا في توقف طاقة إنتاجية لا تقل عن 690 ألف برميل يوميا أو نحو 16 في المائة من الإنتاج الكندي، ويتوقع أن يزيد الانقطاع مع إقدام لاعبين كبار في المنطقة على خفض الإنتاج، لكن ذلك لم يكن له تأثير كبير في السوق النفطية أمس.
وأوقف الحريق الخارج عن السيطرة، الذي التهم مناطق من المدينة إنتاج النفط في المنطقة، ودفع أسعار الخام للارتفاع وأثر في مشاريع وخطوط أنابيب عبر المنطقة المكدسة بالغابات، وقامت شركة "نوكونو فيلبس" بإجلاء فريق عملها في مشروع سورمنت الواقع في جنوب فورت مكماري الذي ينتج 30 ألف برميل من الخام يوميا كإجراء احترازي، بعدما أفادت المتحدثة باسم الشركة بأن الحرائق تبعد 38 كيلومترا عن المشروع.
ويضاف إلى تعطل الإمدادات في كندا استمرار انخفاض إنتاج النفط الأمريكي، حيث أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج الخام في الولايات المتحدة انخفض 410 آلاف برميل يوميا هذا العام و800 ألف برميل يوميا منذ منتصف 2015 في ظل معاناة المنتجين من موجة الهبوط التي نزلت بالأسعار أكثر من 70 في المائة في الفترة بين منتصف 2014 ومطلع 2016.وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، في حين سجلت مخزونات البنزين زيادة مفاجئة وتراجعت مخزونات المشتقات الوسيطة.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام زادت 2.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 نيسان (أبريل) لتصل إلى 543.4 مليون برميل وهو مستوى قياسي مرتفع جديد، في حين كان متوسط توقعات المحللين يشير إلى ارتفاع قدره 1.7 مليون برميل.ووفقا للبيانات فإن مخزونات الخام في منطقتي الساحل الشرقي والغرب الأوسط وصلت أيضا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ عام 1990 على الأقل، وزادت مخزونات النفط في مركز تسليم العقود الأمريكية في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 243 ألف برميل.
وارتفعت معدلات التشغيل في مصافي التكرير 1.6 نقطة مئوية، وزادت معدلات التشغيل في مصافي التكرير على الساحل الشرقي الأمريكي الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى موسمي منذ عام 2010 على الأقل. وبحسب البيانات فإن مخزونات البنزين زادت 536 ألف برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 241.8 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين في استطلاع تشير إلى انخفاض قدره 144 ألف برميل.
وهبطت مخزونات المشتقات الوسيطة - التي تشمل الديزل وزيت التدفئة - 1.3 مليون برميل، في حين كان من المتوقع أن تنخفض 83 ألف برميل، وارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 110 آلاف برميل يوميا لتصل إلى 2.27 مليون برميل يوميا.
إلى ذلك، قالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية إن عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة هبط لسابع إسبوع على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2009 رغم أن محللين يرون نهاية للتراجع في أنشطة حفر الآبار الجديدة الذي بدأ قبل نحو عامين.
وأفادت بيكر هيوز في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة بأن شركات الحفر أوقفت تشغيل أربع حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في السادس من أيار (مايو) ليصل إجمالي عدد الحفارات العاملة إلى 328 انخفاضا من 668 حفارا كانت قيد التشغيل قبل عام.
وفي 2015 خفضت شركات الحفر النفطي عدد الحفارات بمتوسط 18 حفارا في الأسبوع، وبعدد إجمالي للعام بلغ 963 وهو أكبر انخفاض سنوي منذ عام 1988 على الأقل وسط أكبر هبوط في أسعار الخام في 25 عاما، وقبل الأسبوع الجاري خفضت شركات الحفر عدد الحفارات النفطية بمتوسط 12 حفارا في الأسبوع، وبإجمالي 204 حفارات منذ بداية العام حتى الآن.