05/05/2015
محللون: شركات التنقيب تعزف عن «الصخري» وتيمم صوب الشرق الأوسط
النفط يتجاهل بيانات صينية ضعيفة ويرتفع لأعلى مستوى في 2015 .. 67 دولارا
تقلص الإنتاج الأمريكي وتوقف مزيد من الحفارات كانا العامل المهيمن على السوق الأسبوع الماضي.
أسامة سليمان من فيينا
ارتفع سعر النفط الخام أمس إلى أعلى مستوى له خلال العام الجاري، مدعوما بتوقعات انحسار تخمة المعروض بعد بيانات ضعيفة للقطاع الصناعي الصيني، عززت وجهة النظر بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيشهد إجراءات تحفيز.
وانكمش نشاط المصانع الصينية بأسرع وتيرة له في عام مع هبوط الطلبيات الجديدة في نيسان (أبريل) حسبما أظهر مسح أمس.
ووفقا لـ "رويترز" ارتفع خام "برنت" 39 سنتا إلى 66.85 دولار للبرميل بعد تسجيل ذروة 2015 عندما بلغ 66.95 دولار. وزاد الخام الأمريكي 22 سنتا إلى 59.37 دولار. كان الخام الأمريكي قد سجل ذروته للعام الحالي عندما بلغ 59.90 دولار في أول أيار (مايو) الجاري.
كما ارتفع "برنت" أكثر من 40 في المائة منذ سجل أدنى مستوى في نحو ست سنوات عند 45.19 دولار في كانون الثاني (يناير) مدعوما بتوقعات أن يتقارب العرض والطلب، فضلا عن تراجع الدولار وتوترات الشرق الأوسط.
وقال لـ "الاقتصادية" ألكس فولر مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية إن عوامل العرض والطلب ذات التأثير الأكبر في السوق ما زالت تشهد تغيرات متلاحقة وعملية شد وجذب مستمرة للسوق والأسعار.
وأضاف أن تقلص الإنتاج الأمريكي وتوقف الحفارات كانا العامل المهيمن على السوق في الأسبوع الماضي وقادا إلى ارتفاعات واسعة وقياسية، إلا أن أنباء جديدة عن ضعف النشاط الصناعي في الصين تقود إلى انخفاضات محدودة. وذكر أن ارتفاع المخزونات إلى مستويات كبيرة عنصر مهم يقلص نمو الأسعار بشكل دائم وأن حجم نمو المخزونات صار بمعدلات أقل من فترات سابقة.
وقال لـ "الاقتصادية" المحلل النفطي رون بجرنسون إن الشركات النفطية الدولية تطور استراتيجيات عملها للتواؤم مع انخفاض الأسعار، حيث يركز البعض على مشروعات الغاز الطبيعي. وأضاف أنه بينما تواجه كل مشروعات النفط الصخري صعوبات في الاستمرار، نجد بعض الشركات الدولية تتجه إلى التنقيب والإنتاج في عديد من دول الشرق الأوسط حتى غير النفطية للاستفادة من رخص تكاليف الاستخراج والإنتاج. وأشار في هذا الصدد إلى نجاح شركة مازارين إنرجي الهولندية في اكتشاف حقول جديدة في تونس، كما توجد اكتشافات أخرى في مصر وعديد من دول المنطقة.
وأكد أن نمو إنتاج "أوبك" لا يؤثر في المعروض العالمي، حيث إن المنظمة حددت لنفسها سقف إنتاج 30 مليون برميل يوميا لم يتغير منذ عشر سنوات وأن تجاوز هذا السقف يكون بهامش صغير.
وتابع أن الإنتاج من خارج "أوبك" الذي يمثل ثلثي المعروض العالمي ينمو بمعدلات أسرع ومؤثرة بشكل أكبر في السوق.
وتقول المحللة الفيتامية ين بيتش لـ "الاقتصادية" إن انخفاضات الأسعار رد فعل عكسي مؤقت بعد الارتفاعات المتتالية السابقة، لكن المتابع جيدا للسوق يدرك أن الأسعار أقرب إلى الارتفاع والتعافي في أغلب فترات المرحلة الراهنة.
وأشارت إلى أن البيانات الاقتصادية الصينية شديدة التقلب وتسبب هزات مستمرة في السوق، لكن من المؤكد أن أنباء إيجابية عن الطلب ستحملها الأشهر المقبلة خاصة في آسيا والاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن الزيادة المستمرة في المعروض من دول "أوبك" خاصة العراق، والمتوقعة من إيران في الفترة المقبلة لن تعوض التقلص الحاد في الإنتاج الأمريكي الصخري وانسحاب عديد من الشركات من السوق.