07/09/2015
توافق روسي خليجي على الاستمرار في مستويات الإنتاج الحاليةالمبادرة الأوروبية للطاقة: استمرار تراجع الأسعار يربك المنتجين
غالبية منتجي النفط يركزون على الحصص السوقية ويتركون الأسعار لآليات السوق.
أسامة سليمان من فيينا
قال لـ "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، "إن تراجع أسعار النفط تسبب حالة من الارتباك بين المنتجين، ما دفع دولا بينها فنزويلا إلى الضغط بشدة من أجل اجتماع طارئ لمنظمة أوبك وذهبت إلى المطالبة بأن يكون هذا الاجتماع على مستوى قمة للملوك والأمراء والرؤساء لمناقشة قضية انخفاض الأسعار واتخاذ قرارات فاعلة لدعم أسعار النفط".
وأشار ديبيش إلى وجود تفاهم خليجي روسي على الاستمرار في نفس سياسات الإنتاج وعدم اللجوء إلى التخفيض وهو ما عكسته تصريحات ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أخيرا الذي أكد قناعة غالبية المنتجين بضرورة التركيز على الحصص السوقية وترك الأسعار لآليات السوق التي تصحح نفسها بنفسها.
وتبدأ اليوم تعاملات الأسواق العالمية بعد عطلة نهاية الأسبوع، حيث يتوقع عاملون وتجار في السوق النفطية استمرار حالة عدم الاستقرار في السوق خلال تعاملات الأسبوع الجاري مع احتمال تسجيل الأسعار مستويات منخفضة جديدة نتيجة التأثر بعدد من العوامل في مقدمتها البيانات السلبية عن أداء الاقتصاد الصيني مع ضعف الصادرات ونشاط الصناعات التحويلية وهو ما قد يدفع إلى إجراء مزيد من الخفض على قيمة اليوان.
وتسهم بيانات ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية وتباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة في زيادة المخاوف من ضعف الطلب على النفط في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم إلا أن بعض التراجع في نمو الدولار الأمريكي قد يعطى دعما نسبيا لأسعار النفط خلال الأسبوع الجديد.
وأوضح لـ "الاقتصادية"، مارتن جورجييف المختص في وكالة الطاقة البلغارية، أن حالة تخمة المعروض ربما ستستمر أكثر من المتوقع خاصة مع تسارع إنتاج النفط الصخري على الرغم من انخفاض الأسعار ومن تقلص الحفارات النفطية وهو ما جعل المعروض متخما في مقابل طلب ضعيف بسبب التباطؤ والانكماش في النمو في الصين واليابان والاقتصاديات الناشئة بشكل عام.
وأشار جورجييف إلى أن بعض المؤسسات المالية والبنوك الدولية خفضت توقعاتها لأسعار النفط للعام المقبل في ضوء الظروف الراهنة للسوق ولكن هناك تقارير اقتصادية دولية أخرى تتوقع تعافيا ملموسا في الطلب بسبب احتواء مشكلات التباطؤ مع تراجع تخمة المعروض نتيجة التكاليف المرتفعة لبعض المنتجين.
فى سياق متصل، أكدت شركة النفط النمساوية الدولية "راج"، في تقرير لها – أعده ماركوس ميترايجر الرئيس التنفيذي- أن الشركات النفطية في كل العالم مطالبة حاليا أكثر من أي وقت مضى بالعمل جديا على خفض تكاليف الإنتاج والتخلص من كل المصروفات الزائدة، مشيرا إلى أهمية الدراسات والبيانات الاقتصادية الدقيقة التي تمكن المستثمرين من الوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة في الإنتاج وفي استهلاك الطاقة وتحسين مستوى العملية الإنتاجية.
وذكر تقرير راج أن 80 في المائة من جميع حقول النفط اليوم تتجاوز أعمارها أكثر من 40 عاما وهو ما يعني أنها مقبلة على الشيخوخة واستنزاف الموارد وقد تواجه مشكلات حادة في السنوات المقبلة وإن كانت مشكلاتها أقل نسبيا من الحقول التي يصل عمرها إلى 80 عاما ولكن من المؤكد أننا في حاجة إلى استثمارات جديدة لتنشيط الصناعة وإعادة الحيوية لها في ضوء آمال واسعة مرتقبة عن طفرة مقبلة في الطلب العالمي على النفط الخام.
وبحسب تقرير شركة راج، فإن العالم يشهد تطورا كبيرا في مجال الطاقة المتجددة خاصة في ألمانيا التي نرى فيها نموا واسعا مقبلا ومتناميا حيث يزيد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، موضحا أن الطلب على الطاقة المتجددة ينمو بشكل كبير خاصة لأغراض توليد الكهرباء. وكشف التقرير أنه تم اكتشاف تكنولوجيا جديدة بالتعاون مع الجانب الألماني تسمى ضغط الحرارة المنخفضة للغاية التي تتيح معالجة الغاز الطبيعي الخاص بالمستهلك في نفس الموقع ما يجعل الوقود الخاص به جاهزا بشكل سريع وهو الأمر الذى يمكن السوق المحلية من الاستفادة بهذه التكنولوجيا عبر التوسع في الاعتماد على السيارات المستهلكة للغاز الطبيعي والشاحنات التي تعتمد على الغاز الطبيعي المسال.
وفيما يتعلق بإنتاج النفط، يرى التقرير أن شركة راج قامت بدور كبير في النمسا حيث تمكنت من التغلب على مشكلة الحقول المستنفدة ونجحت في السنوات العشر الأخيرة في تنشيط هذه الحقول ومضاعفة الإنتاج فيها.
وأضاف التقرير أن "ذروة إنتاج النفط في شركة راج كان في أربعينيات القرن الماضي حيث تمتلك حقولا تبلغ من العمر أكثر من 70 عاما، لكننا نجحنا في أن نضاعف إنتاجها بمساعدة التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة".
وقال تقرير راج "إن الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة ساعد الشركة كثيرا على التحول إلى شركة نفطية كبرى بعدما كانت شركة صغيرة على مدار سنوات ونقلت التكنولوجيا الشركة لتكون عنصر مهماً ومؤثراً في سوق الطاقة".
وكانت أسعار النفط في العقود الآجلة قد هبطت في ختام تعاملات الأسبوع الماضي بعد إعلان بيانات الوظائف الأمريكية التي لم تعط مزيدا من التوجيه للأسواق.
وبحسب "رويترز"، فقد نزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق 45 سنتا أو نحو واحد في المائة إلى 50.23 دولار للبرميل.
كما نزل سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق 40 سنتا أو نحو 1 في المائة أيضا إلى 46.35 دولار.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط بواقع 13 منصة وذلك للمرة الأولى في سبعة أسابيع بعدما دفع استئناف أسعار الخام الهبوط هذا الصيف الشركات إلى جولة ثانية من التخفيضات.
وقالت شركة الخدمات النفطية بيكر هيوز في تقرير يحظى بمتابعة واسعة "إن الانخفاض يقلص عدد المنصات العاملة في الأسبوع المنتهي في الرابع من أيلول (سبتمبر) إلى 662 منصة وهو أدنى عدد منذ منتصف تموز (يوليو)".