26/02/2015
تصريحات النعيمي تنعش أسواق النفط
المبادرة الأوروبية للطاقة: «أوبك» تنجح ..السوق تصحح نفسها
عودة الأسعار للارتفاع تؤكد ما توقعته "أوبك" من أن السوق ستصحح نفسها بنفسها.
تفاعلت أسواق النفط العالمية مع تصريحات المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي أمس، الذي أكد فيها أن الأسواق هادئة الآن والطلب يتنامى.
فقد ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت إلى نحو 59 دولارا للبرميل بعد التصريحات، كما لاقت الأسعار دعما من بيانات أظهرت أن إنتاج المصانع الصينية جاء أعلى مما كان متوقعا.
وقال لـ "الاقتصادية"، مختصون نفطيون عالميون إن السوق لاقت بارتياح هذه التصريحات التي اعتبروها مثل رسالة طمأنة للسوق.
وأوضح لـ "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية المتوسطية للطاقة، أن تصريحات المهندس علي النعيمي بأن الطلب على النفط يتنامى والأسواق هادئة الآن، تصريحات قوية حملت رسالة طمأنة للسوق وعكست ثقة "أوبك" بآلية إدارتها للأزمة.
وذكر ديبيش، أن تأرجح الأسعار ظاهرة طبيعية وعودة الأسعار للارتفاع يؤكد أن السوق تتعافى وأن ما توقعته منظمة أوبك صحيح بأن السوق ستصحح نفسها بنفسها، مضيفاً أن الصورة تتضح يوما بعد يوم بشأن تزايد الضغوط على منتجي النفط الصخري وانسحابهم تدريجيا من السوق لعدم قدرتهم على التواؤم مع المستويات المنخفضة للأسعار.
وأشار ديبيش، إلى إعلان شركة "شيفرون"، عملاق النفط والغاز الأمريكي عن قرارها بالتخلي عن خطط لاستكشاف النفط الصخري في رومانيا لتنهي بذلك جهودها في أوروبا للتنقيب عن موارد النفط الصخري كما فعلت شركات أخرى.
ولفت ديبيش إلى أن حالة من الإحباط تسيطر الآن على منتجي النفط الصخري بسبب ضعف قدرتهم على الاستمرار موضحا أن "شيفرون" أكدت في بيان لها أن خططها لاكتشاف النفط الصخري في رومانيا ليست لها منفعة اقتصادية في الوقت الحالي وبالتالي تخلت الشركة عن امتيازات الحفر في البلاد وهو ما يأتي بعد أقل من شهر من سحب "شيفرون" استثماراتها في اكتشاف الغاز الصخري في بولندا أيضًا لسبب مشابه.
وأوضح رئيس المبادرة الأوروبية المتوسطية للطاقة، أن كثيراً من الدول في شرق أوروبا كانت تعقد آمالا واسعة على تطوير صناعة النفط الصخري، التي تلقت ضربة موجعة بحسب تقدير الاقتصاديين بسبب الظروف الراهنة للسوق وانخفاض الأسعار الذي يحول دون تحقيق الجدوى الاقتصادية، مشيرا إلى أن "شيفرون" تمتلك وتدير أكثر من مليون ونصف المليون فدان في مناطق الاستكشاف للبحث عن النفط الصخري شمالي رومانيا وجنوب شرقي البلاد.
من جهته، أكد لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المختص النفطي في مؤسسة إكسبرو الأمريكية، أن تقلص الحفارات وتراجع إنتاج النفط الصخري إلى جانب الإضرابات العمالية وارتفاع المخزونات أثرت كثيرا بالسلب في مستوى الإنتاج الأمريكي مشيرا إلى تخفيض شركات قطاع الطاقة في أمريكا الشمالية موازناتها لعام 2015 بنسبة 30 في المائة أو بنحو 50 مليار دولار مقارنةً بالعام الماضي وذلك بفعل تراجع أسعار النفط.
وأضاف فالتمان أن تقرير "سيتي بنك" يشير إلى وجود تراجعات حادة في موازنات 66 شركة تعمل في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة خلال عام 2014 مقارنة بالموازنات المستهدفة لهذه الشركات في العام الجاري 2015، موضحا أنه على سبيل المثال خفضت "جودريتش بتروليوم"، إنفاقها الرأسمالي بأكثر من 70 في المائة.
وتوقع فالتمان أن تشهد الفترة المقبلة استمرار تحسن أسعار النفط الخام واستعادة بعض الخسائر السابقة إلا أنه من الصعب العودة إلى المستويات القياسية السابقة فوق المائة دولار مشيرا إلى تقرير لشركة "بلاك روك" يؤكد أن التكنولوجيا الجديدة تدفع تكلفة الإنتاج إلى الانخفاض وستؤدي إلى خفض دائم في تكلفة المنتجات البترولية.
وأوضح أن الدول المستهلكة للنفط لم تستفد بعد بالشكل الأمثل من الانخفاضات القياسية لأسعار الخام، وعلى دول الاستهلاك الرئيسة خاصة الهند والصين أن تسارع في الاستفادة من الأسعار المتدنية وهو ما قد يضيف 1 في المائة على الأقل للناتج المحلي الإجمالي الهندي وحده.
وأوضح لـ "الاقتصادية"، كريستيان شونبور المختص النفطي، أن ارتفاع المخزونات كان السمة الرئيسية للأسبوع الماضي، التي ساهمت في تعطيل نسبي لمسيرة التحسنات السعرية وتعويض الخسائر السابقة، لأن التوقعات تشير إلى ارتفاع المخزونات للأسبوع السابع على التوالي بمقدار 3.6 مليون برميل إلى إجمالي 429.3 مليون برميل.
وأضاف شونبور أن التحسن السعري أمس كان بتأثر مباشر من نجاح قطاع الصناعات التحويلية في الصين في الخروج من الانكماش الذي أصابه على مدار شهرين حيث نما بأعلى وتيرة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة في علامة إيجابية على نمو الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم وأكبر مستهلك للنفط في آسيا.
وأشار شونبور إلى أن الإحصائيات والتقارير الاقتصادية تتوقع طلبا متناميا محتملا على النفط في الفترة القصيرة المقبلة مشدداً على أهمية أن يكون الطلب على النفط في الصين أكثر استقرارا لما له من دور في استقرار السوق العالمية للنفط وللتوازن بين العرض والطلب.
وعلى صعيد الأسعار، عاد خام برنت والنفط الأمريكي للارتفاع أمس في الأسواق العالمية بعد أن تجاوز انخفاضات محدودة سابقة بينما واصلت سلة خام أوبك تراجعاتها السعرية بفعل تذبذب الأداء في السوق .
وارتفع خام برنت باتجاه 59 دولارا للبرميل أمس مدعوما ببيانات أفضل من المتوقع لنشاط المصانع الصينية وموقف مرن من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة وموافقة منطقة اليورو على إصلاحات اقترحتها اليونان.
لكن الخام الأمريكي تراجع بعد أن أغلق منخفضا عند التسوية للجلسة الخامسة على التوالي أمس الأول جراء زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات النفط.
وارتفع برنت 11 سنتا إلى 58.77 دولار للبرميل في حين نزلت العقود الآجلة للخام الأمريكي 17 سنتا إلى 49.11 دولار للبرميل|، وأظهر قطاع الصناعات التحويلية الصيني نموا محدودا بحسب القراءة الأولية لمؤشر إتش. إس. بي. سي / ماركت لمديري المشتريات الذي زاد إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر مسجلا 50.1 في شباط (فبراير) ليتجاوز بصعوبة مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش، في حين توقع اقتصاديون قراءة قدرها 49.5.
واعتبر يوسكي سيتا مدير مبيعات السلع الأولية في "نيو - إدج اليابان"، أنها أنباء طيبة لأنها تعني طلبا محتملا على النفط لكن أعتقد أن السوق بحاجة إلى رؤية طلب صيني أكثر استقرارا ورسوخا.