15/12/2013
السيولة تتراجع إلى أدنى مستوى لها في العام الجاري
السوق تفشل في تجاوز قمة 8408 نقاط رغم ارتفاع المؤشر
فشلت السوق المالية السعودية في تجاوز قمة 8408 نقاط، في تداولات الأسبوع الماضي، وهي القمة السنوية التي بلغها مؤشر السوق الرئيس في منتصف تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، رغم ارتفاع المؤشر في تداولاته الأسبوعية بـ 1.75 في المائة.
ففي تداولات الأسبوع الماضي، لامس مؤشر TASI مستوى 8410 نقاط، في منتصف التداولات الأسبوعية، ثم أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع عند مستوى 8387 نقطة، وسط تراجع قيمة التداولات إلى 4.5 مليار ريال يوميا، مقارنة بمعدل التداولات اليومية لهذا العام، المُقدّر بنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بـ 5.6 مليار ريال يوميا.
ورغم ارتفاع مؤشر TASI في الأسبوع الماضي على المستوى الأسبوعي بـ 1.75 في المائة، مقارنة بالأسبوع السابق، الأسبوع الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري؛ إلا أن القراءة الفنية والسيولة لم تدعم هذا الارتفاع.
وقد جاء ارتفاع TASI بدعم من قطاعات السوق القيادية، حيث ارتفع مؤشر قطاع المصارف بنسبة 1.1 في المائة، ومؤشر قطاع البتروكيماويات بنسبة 2.5 في المائة، ومؤشر قطاع الاتصالات بنسبة 2 في المائة، فيما جاء مؤشر قطاع الاستثمار الصناعي في مقدمة القطاعات الأكثر ارتفاعا في الأسبوع الماضي، بـ 4.2 في المائة، يليه مؤشر قطاع الزراعة بنسبة 3.5 في المائة، ثم مؤشر قطاع النقل بنسبة 3.2 في المائة.
أما قيمة التداولات الأسبوعية، التي بلغت في الأسبوع الماضي 22.44 مليار ريال، فلا تزال قليلة مقارنة بمعدل التداولات لهذا العام، رغم ارتفاعها عن تداولات الأسبوع الأول من كانون الأول (ديسمبر) بنسبة 3.6 في المائة، إلا أن المعدل اليومي لتداولات الأسبوع الماضي، والمُقدّرة بـ 4.5 مليار ريال يوميا؛ فلا يزال الأقل مقارنة بمُعدّل تداولات العام الجاري، البالغ 5.6 مليار ريال يوميا.
كما أظهر تحليل السيولة وقيمة التداولات، استمرار توجهها إلى القطاعات الآمنة، وتراجعها من قطاع المضاربة؛ فقطاع المصارف، الذي نال من قيمة تداولات العام الجاري 9.5 في المائة، بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 13.6 في المائة، وكذلك قطاع البتروكيماويات، الذي نال من قيمة تداولات العام الجاري 14.1 في المائة، بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 22.8 في المائة.
ومثلهما أيضا، قطاعا "الاستثمار المتعدد" و"الاستثمار الصناعي"؛ فقطاع الاستثمار المتعدد نال من تداولات الأسبوع الماضي 4.25 في المائة، مقارنة بمُعدّله السنوي المقدر بـ 2.4 في المائة، كما نال قطاع الاستثمار الصناعي 7.2 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، وهي أعلى من مُعدّل نصيب القطاع لهذا العام المُقدّر بـ 5.9 في المائة.
ويأتي توجه السيولة إلى هذه القطاعات، على حساب تراجعها من قطاعات المضاربة، كـ "التأمين" الذي نال 19.3 في المائة من قيمة تداولات العام الجاري، وبلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 8.7 في المائة، وهي أقل حصة ينالها على المستوى الأسبوعي لهذا العام.
كما استمر التراجع في حصص قطاعي "الزراعة" و"التجزئة"؛ حيث نال قطاع الزراعة 5.6 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، وقطاع التجزئة 5.5 في المائة.
فنيا، لا يزال مؤشر السوق المالية السعودية TASI فوق متوسطاته المتحركة الأسية، رغم التوقعات الفنية بتراجع المؤشر في التداولات المقبلة، ويعزّز هذا تراجع مستويات السيولة، وفشل مؤشر TASI في تجاوز قمته السنوية عند مستوى 8408 نقاط في تداولات الأسبوع الماضي.
وتشير القراءة الفنية لمؤشر تدفق السيولة MFI إلى هذه التوقعات، لاختلافه في المسار مع مؤشر السوق TASI، وهذا الاختلاف يعد فنيا من مؤشرات انعكاس المؤشر نحو المسار الهابط؛ لذا فإن ارتفاع TASI في تداولات الأسبوع الماضي، بنسبة 1.75 في المائة، لا يعد إيجابيا، في ظل تراجع السيولة، وتوجهها نحو قطاعات الأمان.
ورغم التراجعات المتوقعة لمؤشر TASI، إلا أنه لا يزال في الأمان فنيا، بإغلاقه فوق متوسطاته المتحركة الأسية، متوسط 50 يوما، عند مستوى 8205 نقاط، ومتوسط 200 يوم عند مستوى 7755 نقطة؛ ويعزز هذا الأمان بقاء المتوسطات في ترتيبها الإيجابي الفني، بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم.
ومن المتوقع، في تداولات الأسبوع الجاري، والتداولات المقبلة؛ عودة مؤشر TASI إلى نقطة دعم 8215 نقطة، التي نزل إليها في مطلع تداولات شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري، كما يتوقع أن تكون هذه النقطة دعما ضعيفا لمؤشر السوق، الذي قد يكسرها هبوطا إلى مستوى 8030 نقطة، وهي متوسط السوق المتحرك لـ 100 يوم.
ويأتي هذا، حسب النموذج الفني الذي تكون في تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر)، بعد فشل مؤشر TASI في تجاوز قمة 8408 نقاط في منتصف تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتداولات الأسبوع الماضي، الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
أما التفاؤل بتجاوز مؤشر TASI قمته السنوية، في تداولات الشهر الجاري، فلا مُعزّز له، وسط تراجع مستويات السيولة إلى أدنى مستوى لها هذا العام، ومن المتوقع أن تشهد قيمة التداولات مزيدا من التراجعات في الشهر الجاري.
أما الحكم على تحوّل المؤشر من المسار الصاعد نحو المسار الهابط، فيحتاج إلى كسر مؤشر TASI نقطة دعم متوسط المتحرك الأسي لـ 200 يوم، عند مستوى 7755 نقطة، وهي نقطة مستبعدة في الوقت الجاري.