18/05/2013
المعدن يسجّل أطول موجة تراجع في 4 سنوات .. الذهب يهوي إلى 1376 دولاراً .. وإقبالٌ سعودي على السبائك
متسوقون داخل محل لبيع الذهب في مكة.
فتح تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية شهية المتسوّقين السعوديين في السوق المحلية، والذين أقبل بعضهم على شراء السبائك على وجه الخصوص، وفقاً لما أكده تجار سعوديون.
وهبط سعر الذهب أمس في الأسواق العالمية للجلسة السابعة على التوالي، مسجلاً أطول موجة هبوط في أربع سنوات، وهبط في السوق الفورية بنسبة 0.6 في المائة إلى 1376.85 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين تراجع سعر الذهب الأمريكي في العقود الآجلة 11.30 دولار للأوقية إلى 1375.60 دولار. بعد تعليقات مسؤول من الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) عن أن البنك قد يلجأ قريباً إلى كبح التيسير النقدي، وهو ما دفع الدولار للارتفاع.
وقال تاجر المجوهرات محمد عزوز: إن نحو 90 في المائة من عمليات شراء الذهب كانت رغبة في الادخار وليس الاستهلاك الشخصي، ما أدى إلى خلو بعض المحال من الذهب، حتى تلك المختصّة بمبيعات الجملة.
وأشار إلى إخفاق تجار جدة أخيراً في توفير إمدادات للذهب، بعد محاولة عقد صفقات مع محال الجملة في دول الخليج لتعزيز السوق بالمعدن الأصفر، خاصة أن أحد المصارف المحلية المشتهر بتزويد التجار بالذهب عجز قبل أسبوعين عن توفير طُنّي ذهب مدفوع القيمة في وقت سريع، استغلالاً لانخفاض أسعار الذهب عالمياً.
وقال عزوز إن رَدّة فعل السوق على هبوط الذهب خلال الـ 20 يوماً الماضية كانت ''فريدة من نوعها''، حيث أظهرت وجود سيولة كبيرة لدى الأفراد استهلكت 50 في المائة من حجم الموجودات في محال الذهب.
وتوقع أن تواصل السوق المحلية نشاط مبيعاتها، في ظل توقعات بعودة أسعار الذهب إلى 1200 دولار للأوقية بعد شهر، لكنه حذّر من التسرُّع في بيع المعن الثمين من قِبل المستهلكين الراغبين في الادخار قبل استقرار الأسعار، التي قد تشهد ارتدادات غير مستقرة، وتخلق ''ضبابية'' في أسعارها في الفترة المقبلة.
وقال: ''السوق سيعود للارتفاع مجدّداً، لكنه سيستغرق فترة حتى يعود للمستويات المرتفعة الماضية، وهو الأمر الذي ينبغي فيه عدم الإقبال بشكل أكبر، من قِبل ذوي محافظ الادخار الصغيرة التي لا تستطيع التريث، أو من قِبل ذوي الارتباطات المالية غير القادرين على تجنيب أموالهم لفترات طويلة''.
من جهته، يرى زياد فارسي، نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرّمة، ورئيس لجنة الذهب والمجوهرات؛ أن سوق مكة شهدت في الفترة الماضية حركة ارتفاع كبيرة في الطلب على الذهب، لكنها رغم قوتها التي جاءت استغلالاً لهبوط الأسعار لم تستطع تعويض خسائر الأشهر الخمسة الماضية، والتي جاءت متصلة بالخسائر التي يجنيها السوق منذ أواخر عام 2008م في معدلات أرباح مبيعاته.
وقال فارسي: ''ما حدث في أسعار الذهب ليس إلا حركة تصحيحية لن تستمر طويلاً، وستعود إلى الارتفاع مرة أخرى في وقت قريب''، مضيفاً أن الأسعار تحكمها عوامل عدة في بورصة الذهب، ولا يمكن التنبؤ ''بشكل جيد'' بالتوجهات في الفترة الحالية.
لكن فارسي لا يتوقع أن مبيعات الذهب كان معظمها للادخار، لكنه لم يستبعد ذلك، خاصة أن معظم الإقبال كان على الذهب من عيار 21، والذي يأتي في مشغولات أقل من تلك التي تحدث في عيار 18.
وقال: ''قد يكون المستهلكون قد اشتروا هذا النوع من الذهب ليستخدموه حالياً ثم بيعه عند الارتفاع مرة أخرى، وقد يكون الشراء بسبب التحضير لموسم الصيف الذي تكثر فيه مناسبات الأفراح''.
يُشار إلى أن مجلس الذهب العالمي أعلن أمس الأول، ارتفاع الطلب على المجوهرات في الشرق الأوسط والهند بنسبة 15 في المائة، وشهد الطلب على الذهب في دبي خلال الربع الأخير ارتفاعاً قوياً بلغ 12 في المائة مع الإقبال على شراء السبائك الذهبية.