11/02/2012
التباطؤ الاقتصادي ينذر بتفاقم البطالة بين الشباب البريطاني
طفلان عند مجسم لكبسولة فضائية تعليمية في متحف العلوم في لندن أمس. وتؤكد دراسة حديثة أن الشباب بحاجة إلى إعداد أفضل لزيادة مهاراتهم في المجالات التعليمية والعملية. إ. ب. أ
كشفت دراسة حديثة أن النمو المفاجئ في قطاع الخدمات البريطاني لن يخفض معدلات البطالة التي من شأنها أن تدعم النمو الاقتصادي على المدى البعيد.
وبحسب الدراسة التي صدرت عن المعهد البريطاني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية NIESR بالتعاون مع اتحاد المنظمات التطوعية ACEVO فإن معدل البطالة بين الشباب سجل أعلى مستوى له منذ 20عاما.
وأفادت الدراسة أن عدد العاطلين عن العمل بين الشباب من الذين تراوح أعمارهم بين 16و24عاما ارتفع من 52 ألفا إلى 1.4 مليون مقارنة بسجلات عام 1992. وقال اتحاد الرؤساء التنفيذيين للمنظمات التطوعية ACEVO، التي نفذت عملية الدراسة "أعتقد أن تفاقم البطالة بين أوساط الشاب كارثة اجتماعية وضربة قاضية لاقتصاد الدولة، فالتوقعات المستقبلية تشير إلى منحنى تصاعدي لمعدلات البطالة بين الشباب خلال السنوات المقبلة في ضوء التباطؤ الاقتصادي الذي تعيشه بريطانيا وستؤدي إلى تكبد خزانة الدولة عشرات المليارات وسيلحق الضرر بسوق العمل لانخفاض مستويات الطلب على اليد العاملة من الشباب.
ودعا اتحاد الرؤساء التنفيذيين إلى منح أرباب العمل مزيدا من الحوافز لتوظيف الشباب. وقالت الدراسة أن الشباب بحاجة أيضا لإعداد أفضل المختصين لدفعهم إلى العمل وزيادة مهاراتهم في المجالات التعليمية والعملية.
وكان منتدى للاقتصاد العالمي عقد في "دافوس" السويسرية الشهر الماضي قد أثار بشكل واسع أزمة بطالة الشباب، وأعد قادة أوروبا خريطة طريق لمعالجة آفة البطالة بين الشباب في جميع أنحاء أوروبا. وسلط المنتدى الاقتصادي الضوء على الصعوبات التي تواجه الشباب وتجبرهم على عدم مواصلة التعليم والبحث عن فرص عمل. فيما تتزايد الضغوط الدولية من أجل الحد من تفاقم مشكلة البطالة بين الشباب في دول الاتحاد الأوروبي لاسيما في إسبانيا حيث بلغت نسبة البطالة بين الذين تراوح أعمارهم بين 16 و 24 سنة إلى 51.4 في المائة، وفي اليونان 46.6 في المائة، وبلغت نسبة البطالة بين شباب البرتغال 30.7 في المائة. وتشير منظمة العمل الدولية إلى أن نسبة بطالة الشباب في أوروبا تفوق نسبة 15 في المائة، وغرب آسيا 10 في المائة، وجنوب آسيا 10 في المائة، فيما تبلغ في منطقة الشرق الأوسط 12 في المائة، وشمال إفريقيا 25 في المائة، وفي دول إفريقيا جنوب الصحراء تتجاوز 25 في المائة، وفي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي 15 في المائة. وطالب عدد من السياسيين والاقتصاديين والمصرفيين الأوروبيين باتخاذ إجراءات لتحفيز الطالب والحيلولة دون انقطاعه عن التعليم في سن مبكر.
من جهتها، حذرت منظمة العمل الدولية من أن جيلا كاملا من الشباب يعيش تحت وقع صدمة أزمة بطالة متفاقمة، حيث لاحظت ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب ومدة بحثهم عن وظيفة وعمل في ظروف غير لائقة في البلدان المتقدمة، وازدياد أعداد العمال الفقراء في البلدان النامية.
وقال روبرت زوليك، رئيس البنك الدولي، إن بطالة الشباب ليست مجرد مشكلة بالنسبة للغرب فحسب، وتبدو واضحة في الاقتصادات الناشئة. وأضاف زوليك "عدم حصول الشباب على بدايات صحيحة يمكن أن يؤثر فيهم طوال حياتهم، وبالتالي يهدد استدامة النمو الاقتصادي، ويقلل من فرص تعزيز الوضع المالي للدول التي تعاني تلك الإشكالية".
وحثت كريستين لاجارد، العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، قادة الاتحاد الأوروبي بإنعاش عملية النمو في منطقة اليورو وتقديم نوعية جيدة من العمل والتعليم والتدريب المهني للشباب وتشجيعهم على مواصلة تعليمهم أو ضمان توظيفهم خلال أربعة أشهر من مغادرة المدرسة أو تدريبهم مهنيا. وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي: تقديم الصندوق الاجتماعي للاتحاد مبلغ 22 مليار يورو لبعض دول منطقة اليورو والتي تتفاقم فيها مشكلة بطالة الشباب لوضع برامج تساعدهم على إيجاد وظائف بتنمية مهاراتهم. وطالب جورج أوسبورن مستشار زعيم حزب العمال إد ميليباند قادة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خلق فرص عمل للشباب وسط تحذيرات من أن البطالة في صفوف الشباب ستكون قنبلة موقوتة في ظل اقتصاد عالمي متعثر.