08/05/2012
البورصات الأوروبية قلقة من الانتخابات اليونانية أكثر من الرئاسة الفرنسية
سمسار يتابع حركة الأسهم في بورصة فرانكفورت الألمانية.أ.ب
تعاطت الأسواق الأوروبية في بداية تعاملاتها صباح أمس بشكل سلبي معفوز المرشح الاشتراكي فرانسواا هولند رئيسا للجمهورية الفرنسية، ومع خسارة الائتلاف اليوناني الحاكم، المؤلف من الحزب اليميني، واليساري الباسوك للانتخابات التشريعية، ولم يتمكن الحزبان معا من الحصول على الأغلبية في البرلمان اليوناني الجديد، فهما يحصلان على 149 مقعدا من أصل 300.
وقد أفرزت الانتخابات اليونانية برلمانا تعادي أكثريته 151 نائبا خطة الإنقاذ الأوروبية التقشفية التي فرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على اليونان لمساعدتها على مواجهة أزمة ديونها السيادية.
وبدأت بورصة باريس تعاملاتها قبل ظهر أمس بانخفاض كبير وصل إلى 1.57 في المائة وذهب البعض إلى القول إن الأسواق تحكم سلبا على انتخاب المرشح الاشتراكي فرانسوا هولند رئيسا للجمهورية الفرنسية.
ولكن سرعان ما استعادت هذه الخسائر ظهرا حيث بلغ المؤشر 0.29 في المائة، بينما بقي مؤشر بورصة فرانكفورت في الدائرة الحمراء وانخفض عند منتصف النهار إلى 1.09 في المائة، فيما كانت بورصة لندن مقفلة.
واختلف المحللون حول تأثير وصول فرانسوا هولند إلى قصر الإليزيه على البورصات الأوروبية، فالبعض رأى أن تعاطي الأسواق السلبي مع انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد يعكس خوف الأسواق من التوتر في العلاقات الألمانية الفرنسية، ففرانسوا هولند أعلن طيلة حملته الانتخابية أن تعديل الاتفاقية الأوروبية الأخيرة وإدخال شق دعم النمو الاقتصادي عليها هو جزء أساسي من برنامجه الانتخابي، لأن التقشف وحده كما تقضي الاتفاقية التي فرضتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمعاونة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي على كل الدول الأوروبية باستثناء بريطانيا وتشيكيا، لا يؤدي إلى حل أزمة الديون السيادية، وفيما كان يؤكد أنه سيطالب وسيحصل على تعديل الاتفاقية المتعلقة بضبط الموازنات في الدول الأوروبية، كانت ميركل تقول إنه لن يتم إدخال التعديلات عليها.
واكتفت المستشارة الألمانية بالقول إن القمة الأوروبية المقررة في نهاية الشهر المقبل ستدرس مسألة الانعاش الاقتصادي وسبل دعمه.
وفي هذا المجال يقول هيرو ميشي شيراكاوا من بنك الاعتماد السويسري أن الأسواق تخشى أن يؤدي انتخاب هولند إلى زيادة التوتر بين الحكومة الفرنسية المقبلة والمستشارة الألمانية. فالاشتراكيون الفرنسيون يطالبون بأن يلعب المصرف المركزي الأوروبي دورا أكبر في مواجهة الأزمة.
ويضيف شيراكاوا إذا كانت برلين معزولة عن هذه المسألة فإن المخاوف ستظهر دول مستقبل منطقة اليورو، وقد يلجأ البعض إلى الامتناع عن الاستثمار فيها، مؤقتا على الأقل.
إلا أن هناك محللين آخرين يعتبرون أن قلق الأسواق ليس ناتجا عن انتخاب فرانسوا هولند، ولكنه نابع من نتائج الانتخابات التشريعية في اليونان ويؤكد هؤلاء، ومنهم محللون في مصرف كريدي موتويل ــ سي. أي. سي، أن فوز هولند كان متوقعا ولم يشكل مفاجأة للمستثمرين الذي استبقوا وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
كما أن وكالة التصنيف الائتماني ستاندارد آند بورز أشارت إلى أنه لن يكون لانتخابه تأثير فوري على تصنيف فرنسا.
ويشدد هؤلاء على أن عودة المخاوف من منطقة اليورو جاءت بسبب ما أسفرت عنه الانتخابات النيابية اليونانية من نتائج قد تعيد إلى المواجهة سيناريو خروج اليونان من منطقة اليورو. ويقول كريستوف ويل في كوميرس بنك أن الهزيمة التي لحقت بالباسوك والديمقراطية الجديدة المؤيدين لخطة التقشف تعقد مسألة تشكيل حكومة يونانية جديدة مؤيدة لهذه الخطة، وبالتالي تزيد من المخاوف بعد قدرة الدولة اليونانية على تشديد ديونها.
كما أن بول كروجمان الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد يعتبر أن فوز هولند سيؤدي إلى انتهاء محور ميركل ساركوزي وأن ذلك يشكل فرصا جديدة لليورو وللمشروع الأوروبي.
على صعيد آخر، أدت نتائج الانتخابات في فرنسا واليونان إلى ارتفاع الفوائد على سندات الخزانة الفرنسية، الإسبانية واليونانية لمدة عشر سنوات.
فقد ازدادت الهوة بين الفوائد الألمانية الفرنسية بتسع نقاط على قاعدة 133 نقطة، وبين الفوائد الألمانية والإسبانية 11 نقطة على قاعدة 428 نقطة وبين الفوائد الألمانية واليونانية 144 نقطة على قاعدة 2057 نقطة.
وفيما ارتفعت الفوائد على السندات الفرنسية، الإسبانية واليونانية لمدة عشر سنوات فإن الفوائد على سندات الخزانة الألمانية لمدة عشر سنوات قد انخفضت إلى أدنى مستوى تاريخي لها ووصلت إلى 1.56 في المائة. وعلى جبهة اليورو انخفض سعر صرف العملة الأوروبية إلى ما دون 1.30 دولار لليورو الواحد