قال لـ"الاقتصادية" محللون ماليون إن المسار العام لسوق الأسهم السعودية يسير في اتجاه صاعد، في ظل توقعات بإعلان نتائج مالية إيجابية لبقية الشركات المدرجة خاصة القيادية منها، وبروز قطاعات أخرى ستكون قائدة خلال الفترة المقبلة، ما يعني حدوث عمليات تبديل مراكز في السوق.
وتوقعوا أن تستهل السوق تعاملات هذا الأسبوع، وسط ترقب النتائج لتحديد القطاعات، التي سيتم إعادة توزيع الاستثمارات في محافظ المتعاملين.
وقال سعود البتال المحلل المالي إن أداء السوق ما زال إيجابيا، ويسير في المسار الصاعد، وصولا إلى مستويات 8666 نقطة، وهي منطقة مقاومة، التي يتوقع أن يبلغها المؤشر خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن عوامل ارتفاع السوق خلال الأسابيع الماضية، التي فاجأت كثيرا من المتعاملين، تعود للتفاؤل لمستويات الإنفاق من الميزانية العامة، وأيضا إعلان نتائج القطاع المصرفي، الذي جاءت أرباحه مرتفعة، جعلته يقود السوق خلال الفترة السابقة.
وأضاف البتال أنه خلال أسبوع أو أكثر من التداول يتوقع حدوث انخفاض نتيجة جني الأرباح، وأن تكون هناك تذبذبات، إلا أن المسار الصاعد للسوق سيستمر، موضحا أن القطاعات، التي ستكون مؤثرة وتقود السوق لارتفاعات قادمة هما قطاعا "الأسمنت" و"التأمين"، مشيرا إلى أن هذين القطاعين لم يواكبا الموجات الصاعدة في الفترة الماضية، التي شهدت ارتفاعات للشركات القيادية مثل "سابك" وقطاع "المصارف"، التي من المتوقع أن تتخذ مسارا جانبيا وتستقر عن مستوياتها الحالية، ولن يكون هناك انخفاض كبير لأسهم هذه الشركات، ولكنه سيكون هناك تذبذب في نطاقات ضيقة، في هذا الوقت ستقوم قطاعات أخرى من بينها "الأسمنت" و"التأمين" بقيادة السوق، بالتالي تحدث عملية تبديل مراكز في السوق.
وقال إن معدلات السيولة في أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2018، أي قبل أقل من شهر من الآن، شهدت انخفاضا وصلت ذروته بنحو 50 في المائة من أحجام التداولات والصفقات بشكل عام، ولكن مع بداية 2019 حتى الآن شهدت السوق ارتفاعا متزايدا في أحجام التداولات والصفقات، وهذا أمر إيجابي في مواصلة الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن أهم العوامل، التي قد تكون مؤثرة في الأسبوع الحالي، تتمثل في النتائج المالية الإيجابية لجميع الشركات لعام 2018، وكذلك بدء الإنفاق من الميزانية العامة على المشاريع المعتمدة.
من جانبه، توقع أحمد السالم المحلل المالي، أن تستهل الأسهم السعودية التداولات لهذا الأسبوع بانتظار إعلان مزيد من نتائج الشركات، التي يأمل منها أن تساعد المؤشر على الحفاظ على مكاسبه، التي حققها الأسابيع الماضية، موضحا أن المتعاملين في السوق في انتظار نتائج "سابك" بشكل خاص للقطاع وعام للسوق. وقال، إن التوقعات تشير إلى أنها ستكون أقل، إلا أن ذلك لا يعني أن السوق ينتظرها هبوط كبير، إنما فقط هي مرحلة لجني الأرباح وتغيير المراكز لكثير من المستثمرين، ولهذا ومن الواضح أن السوق تتجه إلى تصحيح صحي يعقبه استقرار إلى حين أحقية المنحة لسهم "الراجحي" وأحقية التوزيعات لقطاعات "البنوك" و"البتروكيماويات" و"الاتصالات".
وأضاف، أنه مع توجه المستثمرين للشراء بهدوء في قطاع الأسمنت، الذي ينتظره مشاريع ضخمة تبدأ انطلاقتها مع الربع الثاني من العام الحالي 2019، من خلال المشاريع السياحية التي تنوي السعودية البدء بها حسب ما هو مخطط تحقيقا لرؤية المملكة 2030، وأيضا ملاحظة أن المستثمرين الأجانب يرغبون في زيادة محافظهم من أسهم الاتصالات، خصوصا بعد تسوية سهمي "موبايلي" و"زين" فيما يخص قيمة الرخصة، التي سعت لها الشركتان من فترة طويلة.
وأوضح، السالم أنه بشكل عام، السوق ومن خلال تداولات 2018 يتضح على أدائها ثقة المتداولين بجاذبيتها، وقلة نسبة المخاطرة، وتوازن الارتفاع والهبوط، وانخفاض سياسة القطيع على الأقل في الهبوط، ولعل هذا نابع من ارتفاع ثقافة المتداول وقدرته على تحديد مصادر الخطر، حيث يستطيع اليوم التفريق بين جني الأرباح والتصحيح، كذلك تحديد إذا ما كان نفسه مستثمرا سريعا أو متوسطا أو حتى طويل الأجل.
وتابع، من هنا أصبحت السوق جاذبة للاستثمار الأجنبي لقدرتها في التخارج أو التخفيف متى ما أرادت خلافا للأسواق الأخرى، التي بالكاد سيولتها لا تتجاوز 5 في المائة، مقارنة بالسوق السعودية، وهذه ميزة جاذبة تتميز بها السوق، ولذلك ستستهل السوق هذا الأسبوع وسط ترقب النتائج لتحديد القطاعات، التي سيتم توزيع المراكز أو إضافتها إلى محفظة المستثمرين، وإن كانت التوقعات تشير إلى جني أرباح مع هدوء في التداولات، دون إغفال الضعف الحاصل في الصين والحرب التجارية، التي تؤثر في الشركات التي ترتبط بالتصدير لكثير من منتجاتها للخارج.
ويعتقد السالم أن قطاع الاتصالات ربما يكون الأوفر حظا في الارتفاع خلال هذا الأسبوع، في ظل ترقب لإعلان نتائج "سابك" ومدى تأثيرها في السوق بشكل كامل، لافتا إلى أن أي تصحيح بشكل قاس نوعا ما، يعد فرصة للشراء لتحقيق أرباح رأس مالية سريعة.
بدوره، توقع أحمد الملحم، المحلل المالي، زيادة في أحجام التداول خلال الأسبوع الحالي، يصاحبها موجة لجني الأرباح وتحسن بعض المراكز المالية، مشيرا إلى أن المستثمرين في السوق يترقبون إعلان بقية الشركات لقوائمها المالية لعام 2018، وبالتالي في ضوء ذلك سيتخذون قراراتهم الاستثمارية في السوق للمرحلة المقبلة، ليس فقط على المدى القصير، وإنما على المدى البعيد.
وقال الملحم إن هناك قطاعات سيكون لها تأثير واضح في اتجاهات السوق خلال المرحلة المقبلة، خاصة قطاعات "الأسمنت" و"التجزئة" و"التأمين"، حيث ستعمل هذه القطاعات جنبا إلى جنب مع القطاعات القيادية في تحديد مسارات السوق خلال الأسابيع المقبلة.