30/04/2012
الآمال بتقديم البنوك المركزية مساندة نقدية تنعش الأسهم العالمية
أغلقتمؤشراتالأسهمالأمريكيةالرئيسةفيبورصةوولستريتعلىارتفاعالجمعةالماضيمدفوعةببياناتالنموفيالولاياتالمتحدة.رويترز
فيفيانرودريجزوجيميتشيزوممننيويورك
تجاهلت أسواق الأسهم البيانات الفاترة، ونتائج الشركات المتباينة، وحتى تخفيض المرتبة الائتمانية للسندات الحكومية الإسبانية، مختتمة الأسبوع بمستوى عالٍ نسبياً، مع انتعاش المزاج العام على خلفية آمال بقيام البنوك المركزية العالمية بتقديم المساندة النقدية عند الضرورة.
وفي أوروبا شهد مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم الأسهم الأوروبية تراجعاً خفيفاً في بداية جلسة التعاملات، لكنه أقفل بارتفاع مقداره 0.7 في المائة، كما أن مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية سجل زيادة مقدارها 0.4 في المائة.
وفي وول ستريت سجل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 المعياري زيادة مقدارها 0.3 في المائة حتى بعد ظهور بيانات كانت أضعف من التوقعات حول الربع الأول من الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.
يشار إلى أن المؤشر ارتفع بنسبة 1.8 في المائة على مدى الأسبوع، في حين أن مؤشر ناسداك، المثقل بأسهم شركات التكنولوجيا، حقق تقدماً يزيد على 2 في المائة.
وقال محللون إن العناصر المكونة للتقرير الخاص بالناتج المحلي الإجمالي لا يزال يشير إلى النشاط القوي لدى المستهلكين، وبالنسبة لتقرير الشركات، باستثناء بعض الشركات ذات الأداء المالي الضعيف، فإن موسم الإبلاغ من الشركات يلقى في معظمه ترحيباً طيباً.
وقال بريان أوبريان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الأبحاث الاستشارية في شيكاغو: "القصة الحقيقية هي قوة الشركات الأمريكية ومدى حسن الإدارة التي تتمتع بها. إن أبل ليست المثال الوحيد في هذا المقام، فهذا أمر موجود ومنتشر على قاعدة عريضة".
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.2 في المائة، ومع ذلك كانت الأموال غير راغبة في مغادرة أماكن التقوقع التي من قبيل سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، حيث أقفلت العوائد بهبوط مقداره نقطة أساس واحدة لتصل إلى 1.94 في المائة.
من جانب آخر في قطاع السلع الصناعية، ارتفع النحاس بنسبة 0.8 في المائة ليصل السعر إلى 3.80 دولار للباوند، لكن خام برنت تراجع بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 119.48 دولار للبرميل.
النتائج المتباينة في السوق الأرحب توضح أن هناك معركة تجري في الوقت الحاضر من أجل الاستحواذ على جيوب وقلوب المستثمرين بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي والجانب النقدي.
وتظل الخلفية الاقتصادية الكلية مثيرة للقلق. وحتى مع قبولنا بأن تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، الصادر يوم الجمعة، اشتمل على أرقام طيبة في مجال الاستهلاك ـ مدعومة بأرقام صدرت في وقت لاحق حول ثقة الأسر بنيسان (أبريل) ـ فإن الاستبيانات الخاصة بالنشاط الاقتصادي العالمي، خصوصاً في أوروبا، كانت مخيبة للآمال.
فضلاً عن ذلك تستمر السوق الأرحب في مواجهة مخاوف متقطعة حول صحة المالية العامة في منطقة اليورو. وكان آخر بند أدى إلى استنزاف الثقة في المزاج العام هو الأنباء القائلة إن وكالة ستاندارد آند بورز قررت تخفيض المرتبة الائتمانية للسندات الحكومية الإسبانية بمقدار درجتين، وأعطت آفاق إسبانيا تقييماً سلبياً، وبررت ذلك بوجود مخاطر لا يستهان بها على الاقتصاد والميزانية في إسبانيا.
وما زاد من عوامل التوتر ما ذكر من أنباء عن أن معدل البطالة في إسبانيا وصل إلى نسبة 24 في المائة، وهي أعلى نسبة منذ 20 عاماً.
نتيجة لذلك تراجعت السندات الحكومية الإسبانية، ما أشعل فتيل التوسع في الفروق على العوائد بين السندات الإيطالية وبين السندات الحكومية الألمانية بعد أن لاقى المزاد الذي عقدته روما يوم الجمعة على السندات قصيرة الأجل طلباً فاتراً. وقد ظلت العوائد على السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات أدنى من مستوى 6 في المائة، لكنها ارتفعت بنسبة سبع نقاط أساس لتصل إلى 5.90 في المائة.
وتأثر اليورو بتلك الأنباء في تعاملات عصر الخميس، حيث تراجع بسرعة بنسبة 0.4 في المائة ليصل السعر إلى نحو 1.3180 دولار.لكن ما ساند اليورو إلى حد ما هو الأنباء التي تحدثت عن صفقة الميزانية الهولندية، وبالتالي ارتفع بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 1.3240 دولار مع تراجع الدولار استجابة لتقرير الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.
بعد يوم سيئ نادر منذ الخميس، كان موسم أرباح الربع الأول عبارة عن بلسم شاف لجراح المتفائلين بارتفاع الأسعار وتحسن الأحوال الاقتصادية.
وارتفعت أسهم شركة أمازون، أكبر شركة للتجزئة في العالم على الإنترنت، بنسبة 14 في المائة بعد أن ساعد الطلب على القارئ الإلكتروني كيندل الذي تصدره الشركة على إنعاش الإيرادات بنسبة 34 في المائة لتصل إلى 13.2 مليار دولار في الربع الأول من العام.
وفي سيئول ارتفعت أسهم شركة سامسونج للإلكترونيات، وهي أكبر شركة تكنولوجيا في العالم من حيث المبيعات، بعد أن أكدت الشركة أنها سجلت أرباحاً قياسية في الربع الأول وقالت إنها تتوقع أن تتفوق على أسواق الأجهزة الهاتفية والرقائق في الربع الجاري.
لكن لم تكن الأمور وردية بالنسبة لجميع الشركات. ففي طوكيو تراجعت أسهم شركة نينتندو بعد أن أعلنت الشركة عن أول خسارة سنوية لها منذ أكثر من 50 عاماً.
لكن إذا شعر المتداولون بنوع من التخوف، فإنهم يعلمون دائماً أن البنوك المركزية العالمية ستحاول تقديم بعض المساعدة في السياسة النقدية.اعتبر كثير من المتداولين أن التعليقات التي صدرت يوم الأربعاء عن البنك المركزي الأمريكي إنما هي علامة على أن البنك مستعد لتقديم حوافز نقدية إضافية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وربما يكون هذا العامل هو السبب الذي جعل المتداولين لا يشعرون بالقلق الشديد بعد أن تبين أن أرقام الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة كانت أضعف من التوقعات.