20/04/2009
هنري عزام:اقتصادات الخليج لن تتعافى قبل تحسن الوضع العالمي
استبعد الدكتور هنري عزام الرئيس التنفيذي لـ "دويتشه بنك" في الشرق الأوسط تعافي اقتصادات المنطقة قبل حدوث تحسن في الاقتصاد العالمي الذي توقع أن يستمر في دورة كساد طويلة، معتبرا أن تركيز البنوك العربية في هذه المرحلة على البقاء أهم من تحقيق عائد مرتفع على رأس المال. وتوقع عزام الذي كان يتحدث أمام مؤتمر اتحاد المصارف العربية سيناريوهات تشاؤمية لاقتصادات المنطقة مرتبطة بأداء الاقتصاد الصيني الذي قال إنه في حال فشله في تحقيق معدل النمو المتوقع البالغ 8 في المائة إلى ما دون 5 في المائة فإن أسعار النفط ستتراجع إلى ما دون 30 إلى 35 دولارا مما سيؤثر في اقتصادات دول الخليج.
وعرض إلى توقعات "دويتشه بنك" بشأن معدلات النمو للاقتصاد العالمي ولاقتصادات المنطقة حيث يتوقع "دويتشه بنك" أن يكون معدل النمو العالمي بالسالب 2 في المائة ولا يتوقع أن تحقق الصين نموا بمعدل 8 في المائة وسيكون تأثير ذلك واضحا في الطلب على النفط الذي سيتراجع بنحو 1.2 مليون برميل يوميا بعد انخفاضه بنحو 200 ألف برميل العام الماضي، مما سيهبط بأسعار النفط إلى 50 إلى 40 دولارا للبرميل.
وأكد أن الأزمة المالية ستأخذ وقتا وستظل الأوضاع متقلبة على الأقل حتى نهاية العام الجاري، مضيفا: حتى لو وصلنا إلى قاع الدورة فإن ذلك لا يعني أن العودة للنمو ستكون قريبا، ذلك أن دورة الكساد ستأخذ شكل حرف (u) وخلال هذه الدورة يتعين على بنوك المنطقة التركيز على البقاء أهم من تحقيق عائد مرتفع على رأس المال.
وقال إن التخوف عدم اليقين سيبقى مسيطرا على أسواق المنطقة إلى حين حدوث تحسن في الوضع الاقتصادي العالمي، مضيفا أن البنوك العالمية لا تزال تتشدد في الإقراض، وبلغ إجمالي إقراضها في الربع الأول 411 مليار دولار بانخفاض 50 في المائة أقل مما أقرضته في الفترة ذاتها من العام الماضي كما تراجعت سوق الإصدارات الأولية عالميا ومحليا وباتت شبه "مغلقة" في أوروبا وأمريكا حيث شهدت الأسواق العالمية طرح 12 إصدارا فقط في الربع الأول بقيمة 1.2 مليار دولار مقارنة بـ 37 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي المنطقة العربية لم يتم إصدار أي سندات أو صكوك، وجرى طرح أولي لشركة واحدة في السعودية "عذيب للاتصالات" بقيمة 80 مليون دولار مقارنة إصدارات في الربع الأول من العام الماضي بقيمة أربعة مليارات ريال. وأوضح عزام أن البنوك العربية التي أعلنت نتائجها للربع الأول لم تسجل نموا يذكر في إجمالي القروض التي تقدمها للعملاء، كما لا يزال هناك جمود في الوضع المالي يأتي انعكاسا للوضع العالمي، ذلك أن كبريات البنوك العالمية لم تنته بعد من تقليص مديونياتها التي تستغرق فترة بين سنتين إلى ثلاث سنوات حتى تعود المديونية إلى رأس المال عند مستويات مقبولة 10 إلى 15 في المائة.
وقال إن ارتفاع أسعار الأسهم أخيرا في البورصات العالمية والمحلية دفع ببعض المراقبين إلى القول إنها بداية النهاية للأزمة، لكن أعتقد أن دورة الكساد والتراجع ستكون طويلة مما يعتقده الكثيرون، مضيفا أن مكرر السعر إلى العائد لأسعار الأسهم في الولايات المتحدة 14.5 مرة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 مقارنة بمكرر أقل بكثير من ذلك عشر مرات خلال فترات الكساد العالمي في الثلاثينيات وهي التي شهدت أيضا ارتفاعات في أسعار الأسهم كانت تصحيحية.
وأضاف عزام أن خسائر البورصات العالمية منذ بداية الأزمة المالية بلغت 25 تريليون دولار، وفي حال أضيفت لها خسائر العقارات والشركات غير المدرجة في الأسواق المالية المقدرة بنحو عشرة تريليونات دولار ترتفع الخسائر إلى 35 تريليون دولار تشكل 50 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، الأمر الذي سيكون له تأثيره السلبي على الاستثمار.