11/08/2014
رغم العقوبات وتوتر العلاقات بين الطرفين
إطلاق مشروع روسي ـ أمريكي لنفط القطب الشمالي
عاملان في حقل "غاز بروم" الروسي.
أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إشارة البدء لمشروع نفطي ضخم تشارك فيه مجموعتان عملاقتان لإنتاج الطاقة إحداهما روسية والأخرى أمريكية رغم التوتر المتصاعد سياسيا بين الدولتين على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ووسط أجواء التوتر الحاد بين روسيا والغرب على خلفية التطورات في كييف أعطي بوتين الضوء الأخضر لمشروع نفطي روسي ـ أمريكي مشترك في القطب الشمالي الغني بالمواد الخام، يتكلف مليارات الدولارات.
ويتمثل المشروع الذي أعطى له الرئيس الروسي إشارة الانطلاق من خلال تقنية اتصال النقل المصور عن بعد (فيديو كونفيرانس) وظهر فيه بوتين بصورة استعراضية في منصة لاستخراج النفط تديرها شركتا الطاقة العملاقتان روسنفت أكبر منتج للنفط الخام في روسيا وشركة إيكسون موبيل الأمريكية متعددة الجنسيات.
وأشار بوتين عبر كلمته من منتجع سوتشي الروسي إلى العقوبات المتبادلة بين الغرب وروسيا وإلى أن الاقتصاد العالمي يبدي بإتمام هذا المشروع نوعا من البراجماتية والمنطق الإنساني السليم، مضيفاً أنه بالنظر إلى المشاكل السياسية الراهنة يبدو ذلك أمرا سارا.
وترد روسيا على تشديد العقوبات المفروضة عليها باستخدام السلاح التجاري بحيث تمنع كل يوم استيراد منتجات غذائية جديدة تحت غطاء دوافع صحية وحماية المستهلكين.
ومنذ تشديد العقوبات الغربية على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية تفرض السلطات الروسية بشكل شبه يومي حظرا جديدا على منتجات مستوردة من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة.
وتقول الوكالة الصحية الروسية "روسلخوزنادور" إن كل المنتجات مثل الحليب والأجبان والبصل المستورد من أوكرانيا ومنتجات الصيد البحري المستوردة من اليونان والخوخ من صربيا والبطاطس والملفوف من بولندا واللحم من إسبانيا، تحتوي على مواد ضارة، أو مصابة بجراثيم خطرة أو لا تستوفي المعايير القانونية.
واستهدفت كييف بقرار منع تصدير البطاطس والصويا والعصير والمعلبات والحليب والجبن ومنتجات زراعية أخرى إلى روسيا بسبب وجود بقايا مضادات حيوية ومخالفات في المعلومات المعلنة عن المنتجات.
والسبب الذي تبرر به السلطات الروسية قرارات الحظر هو حماية المستهلكين والصحة العامة مستبعدة أي دوافع سياسية، وقال نيكولاي بانكوف مسؤول اللجنة البرلمانية عن الزراعة، إن أي قرار هو سياسي؟ فأوكرانيا بلد تدور فيه حرب حيث سلامة المواطنين العاديين ليست مضمونة، وحيث الناس يقتلون، وليس لديه منتجات نوعية، فلماذا علينا استيراد اللحوم على سبيل المثال لحيوانات قتلت بقصف مدافع الهاون؟
ويعتقد قسطنطين كالاشيف المحلل الروسي، أن الأمر يتعلق في الواقع برد فعل على العقوبات، إنه استمرار للسياسة عبر وسائل أخرى، وكل هذه التدابير أشبه بانتقام من دول تعتبر معادية، وغالبا ما تتهم روسيا باستخدام السلاح التجاري خصوصا عبر التذرع بأسباب صحية، كوسيلة ضغط دبلوماسية على جيرانها.
وأوروبا ليست الوحيدة المستهدفة لأن روسيا سبق أن حظرت في العام الماضي بشكل شبه كامل استيراد اللحوم من الولايات المتحدة بعد أن تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي عقوبات تستهدف مسؤولين روس.