08/04/2015
انهيار مستمر في منصات التنقيب الأمريكيةأسعار الخام تقاوم ضغوط المخزونات وقوة الدولار
ارتفاع حجم المخزونات النفطية يضعف الطلب ويضغط في اتجاه خفض الأسعار.
أسامة سليمان من فيينا
قال لـ"الاقتصادية" مختصون نفطيون إن تحسن مستوى الطلب الآسيوي وتقلص الإنتاج الأمريكي بعد تزايد توقف الحفارات وتأخر ضخ الصادرات الإيرانية تدفع الأسعار إلى الاتجاه إلى الارتفاع رغم العوامل السلبية المؤثرة في السوق وأبرزها ارتفاع المخزونات وتنامي قوة الدولار الأمريكي.
وأوضح الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن هناك كثيرا من المتغيرات التي تطرأ على سوق النفط وهو ما يتطلب من الدول المنتجة والمستهلكة على السواء دراسة هذه المتغيرات وحسن التعامل معها بما يحفظ استقرار السوق ومصالح كل الأطراف.
وأشار ديبيش إلى أن التقارير الدورية عن حجم المخزونات العالمية من النفط تؤثر بشكل كبير في مستوى الأسعار لأن ارتفاع حجم المخزونات لمستويات قياسية يضعف الطلب ويضغط في اتجاه خفض الأسعار.
من جانبه قال لـ "الاقتصادية"، المهندس مضر الخوجة الأمين العام لغرفة التجارة العربية النمساوية، إن الاستقرار السياسي وثيق الصلة بالنمو الاقتصادي في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعج حاليا بكثير من تلك الصراعات سواء نشاط التنظيمات المسلحة في ليبيا والعراق وغيرها.
وشدد الخوجة على ضرورة تأمين إمدادات الطاقة وتجنبيها خطر الصراعات المسلحة مشيرا إلى أن الضربة العسكرية في اليمن أدت إلى ارتفاع مؤقت في أسعار النفط خوفا من تأثر إمدادات النفط ولكن السوق تجاوزت الأمر بعد فترة وجيزة بعد التأكد من تأمين الممرات الملاحية وانتظام عملية الإمداد والإنتاج في كثير من الدول الرئيسة.
فيما قال لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المحلل النفطي في مؤسسة إكسبرو، إن تحسن الأسعار قادم بخطى ثابتة خاصة في النصف الثاني من العام الجاري.
وأشار فالتمان إلى أن التراجع الحاد والمستمر في منصات الحفر في الولايات المتحدة وتقلص الإنتاج الأمريكي تدريجيا يدفع نحو التحسن المستمر في الأسعار رغم قلق البعض من تأثير عودة الصادرات الإيرانية في السوق واحتمال تراجع الأسعار بسببها ولكن من المتوقع أن يكون تقلص الإنتاج الأمريكي أقوى تأثيرا في الفترة المقبلة.
وأكد فالتمان أن رفع السعودية لأسعار البيع في آسيا هو انعكاس لمؤشرات قوية عن تنامي الطلب في الدول الآسيوية على المديين القصير والطويل لافتاً إلى أن قوة الدولار الأمريكي تلعب دورا مؤثرا في اتجاهات السوق حيث إن تنامي العملة الأمريكية في الفترة السابقة كان مسؤولا بشكل كبير عن تراجع أسعار النفط.
وعلى التداولات اليومية للنفط سجلت أسعار الخام انخفاضا نسبيا أمس تحت ضغط عودة ارتفاع العملة الأمريكية لكن تظل الأسعار قرب أعلى مستوى في أسبوعين وسط ترقب لبيانات عن مخزونات النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتداول خام برنت فوق 57 دولارا للبرميل، ويحد من الخسائر علامات إيجابية على تحسن الطلب في آسيا.
وتداول الخام الأمريكي حول مستوى 51.60 دولار للبرميل منخفضا من مستوى الافتتاح 51.94 دولار وسجل أعلى مستوى 51.97 دولار وأدنى مستوى 51.48 دولار.
فيما تداول خام برنت حول 57.50 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 57.81 دولار وسجل أعلى مستوى 57.82 دولار وأدنى مستوى 57.16 دولار.
وتخلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط عن بعض مكاسب الجلسة السابقة القوية خلال تداولات الأمس، فيما يترقب المشاركون في السوق صدور التقارير الأسبوعية حول مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والمنتجات المكررة لقياس قوة الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
ففي بورصة نيويورك التجارية، تراجع النفط الخام تسليم أيار (مايو) بنسبة 57 سنتا، أو ما يعادل 1.1 في المائة، ليتداول عند 51.57 دولار للبرميل خلال التداولات الأوروبية صباح الأمس.
وبلغ إجمالي مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 4.471 مليون برميل منذ 27 آذار (مارس)، وهو أعلى مستوى في 80 عاما على الأقل.
وقبل ذلك بيوم قفزت الآجلة للنفط المتداولة في نيويورك بنسبة 6.11 في المائة، ليغلق عند 14.52 دولار للبرميل وسط تكهنات أن الانهيار المستمر في منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة سوف يؤدي إلى انخفاض الإنتاج.
وارتفعت أسعار نايمكس لتتلقى دفعة أخرى من الدعم بعد أن أعلنت مجموعة أبحاث صناعة جينسكيب انخفاضا مفاجئا في الإمدادات في كوشينج بولاية أوكلاهوما، وهي مركز التخزين
وفي مكان آخر، في بورصة العقود الآجلة في لندن، تراجع نفط برنت تسليم أيار (مايو) بنسبة 67 سنتا أو ما يعادل 1.15 في المائة، ليتداول عند 57.45 دولار للبرميل.
ووجدت أسعار برنت مزيدا من الدعم بعد أن رفعت السعودية أسعار مبيعات النفط الخام في آسيا، ما يشير إلى تحسن الطلب في المنطقة.