حققت آخر عشرة اكتتابات في السوق السعودية أداء إيجابيا لأغلبيتها منذ بداية طرحها، حيث زادت القيمة السوقية لتسعة منها، على الرغم من مرور أسواق المال العالمية بظرف استثنائي في الشهور الماضية تسبب فيه جائحة كورونا.
وبحسب رصد لوحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، فإن القيمة السوقية لآخر عشرة طروحات (لا تشمل صناديق الريت)، زادت بنحو 4.5 في المائة عن سعر الاكتتاب.
واعتاد المتداولون في السوق السعودية إلى هبوط قيمة الأسهم المدرجة لما دون سعر الطرح، مثل الاكتتابات، التي كانت قبل 2015.
وربما يعود ذلك إلى طريقة التخصيص الجديدة بتوجيه معظم الطرح للصناديق الاستثمارية، التي بلغت الآن نحو 90 في المائة من الطروحات، التي تزيد على القيمة الاسمية عشرة ريالات، ولا سيما مع نظام بناء سجل الأوامر، الذي من خلاله يحدد سعر الطرح.
وزادت القيمة السوقية لآخر عشرة اكتتابات بنحو 287 مليار ريال، إذ إن قيم تلك الشركات عند الطرح قد بلغ نحو 6.44 تريليون ريال بفضل اكتتاب "أرامكو السعودية" الأكبر في التاريخ، الذي تم بنهاية العام الماضي.
فيما يتداول سعر سهم "أرامكو" بزيادة عن سعر الطرح بنحو 4.2 في المائة أو ما يعادل 270 مليار ريال، أي أن "أرامكو السعودية" تستحوذ على أغلبية الزيادة في القيم السوقية للطروحات الجديدة بفضل حجمها الكبير.
وفي حال استثناء اكتتاب "أرامكو السعودية"، فإن بقية الطروحات قد ارتفعت بنحو 43 في المائة، وهي علاوة كبيرة عن سعر الطرح. وتمتد فترة الاكتتابات العشرة منذ منتصف 2018.
ولو أخذ على سبيل المثال لفرد مستثمر أو مؤسسة مالية اكتتبت في آخر عشرة طروحات في السوق السعودية وبقيمة 100 ألف ريال للطرح الواحد ( بإجمالي مليون ريال)، فإن العائد الكلي من الزيادة السوقية فقط قد بلغت نحو 48 في المائة (1.48 مليون ريال)، وذلك خلال عامين أي بمتوسط 24 في المائة للعام الواحد.
وما زالت أغلبية آخر عشرة اكتتابات، الذي يتداول بعضها في السوق منذ عامين، تحافظ على تداولات فوق سعر الطرح، وهذا بكل تأكيد يرفع من مستوى الكفاءة للسوق.
وتفصيلا، تأتي أسهم الوطنية للتعليم الأكثر صعودا منذ طرحها بالسوق، مقارنة ببقية الطروحات العشرة، حيث صعدت أسهمها بنحو 163 في المائة لتصل إلى 1.33 مليار ريال، مقارنة بقيمة سوقية 817 مليون ريال عند الطرح.
تلاها، شركة سمو العقارية، التي تتداول في السوق الموازية، حيث بلغت قيمتها السوقية نحو 1.2 مليار ريال مقارنة بنحو 600 مليون ريال عند الطرح، وبزيادة 103 في المائة، علما بأن الشركة طرحت في أيار (مايو) الماضي.
ثالثا جاء "سليمان الحبيب" إذ ارتفعت قيمة الشركة السوقية بنحو 13.1 مليار ريال إلى 30.66 مليار ريال وبزيادة بلغت 75 في المائة تقريبا، ثم الضيف الجديد "أملاك العالمية"، التي حققت زيادة 40 في المائة في قيمتها السوقية لتبلغ 2.03 مليار ريال، مقارنة بنحو 1.44 مليار ريال قبل تداول أسهمها.
في المقابل، فإن الطرح الوحيد، الذي يتداول دون سعر الاكتتاب شركة "المراكز العربية"، حيث تأثر أداء السهم بشكل ملحوظ من تداعيات انتشار فيروس كورونا، حيث تراجع من أعلى مستوى له خلال العام الجاري 31.95 ريال إلى 25.6 ريال بحسب إغلاق آخر جلسة تداول، وهو سعر يشكل 1.2 في المائة دون سعر الطرح البالغ 26 ريالا.
وحدة التقارير الاقتصادية