قال رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، "إن البنك يجري محادثات مع صناديق ثروة سيادية في الخليج من أجل استثمارات مشتركة"، متمنيا أن يكمل جولة لجمع التمويل اللازم لهذه الاستثمارات بحلول نهاية العام الحالي.
ووفقا لـ "رويترز"، فإن البنك الذي تملكه 65 دولة يقدم مساعدات للاقتصادات من خلال إقراض الشركات والمشاريع والحصول على حصص فيها، وفي السنوات الأخيرة توسع البنك في أنشطته خارج شرق أوروبا، كما بدأ العمل في مصر والأردن والمغرب وتونس".
وأكد سوما شاكرابارتي رئيس البنك أنه يسعى إلى إقناع صناديق الثروة السيادية في الخليج بأن مشاريع البنك تدر عائدا تجاريا جيدا، فضلا عن أن مثل هذه الاستثمارات منطقية في ضوء العلاقات السياسية والتجارية المتنامية مع الدول الأعضاء في البنك في شرق أوروبا وجورجيا. وأضاف شاكرابارتي "نحن نتحدث إلى عدد من الصناديق السيادية في منطقة الخليج، نجري محادثات إيجابية للغاية". وامتنع شاكرابارتي عن تحديد الصناديق، لكنه ذكر أنها في مرحلة الفحص النافي للجهالة لنموذج عمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
وعدد من صناديق الثروة السيادية في الخليج بين الأكبر في العالم وتقدر أصولها بمئات المليارات من الدولارات.
وتبحث الصناديق الخليجية عن سبل لتعزيز إيراداتها في ظل ضغوط أسعار النفط المنخفضة على الأوضاع المالية لحكومات الخليج التي تقلص التدفقات المالية الجديدة على تلك الصناديق من مبيعات الخام.
ويستثمر بعض هذه الصناديق بشكل غير مباشر في مشاريع مشتركة مع مؤسسات متعددة الأطراف، ففي الشهر الماضي وافقت "أسما كابيتال" البحرين على شراء حصة في أنشطة المياه التابعة لشركة المرافق الإماراتية "يوتيكو" في صفقة بقيمة 147 مليون دولار، و"أسما" مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي والبنك الإسلامي للتنمية.
وقال شاكرابارتي "إن البنك يطلب من صناديق سيادية خليجية الاستثمار في صندوق المشاركة في رأس المال التابع له الذي يتيح لمؤسسات الاستثمار الطويل الأجل انكشافا على استثمارات البنك في الأسهم التي تتجاوز قيمتها عشرة ملايين يورو "10.6 مليون دولار".
وجرى تدشين الصندوق العام الماضي برأسمال مبدئي 350 مليون يورو ويستثمر فيه بصفة أساسية مصلحة الدولة للنقد الأجنبي في الصين وصندوق النفط الحكومي في أذربيجان.
وذكر أن البنك يأمل استكمال إغلاق ثان للصندوق في وقت لاحق من هذا العام، مضيفا أن "الصناديق السيادية قد تختار الاستثمار بشكل مباشر في مشاريع مع البنك".
وحتى الآن استثمر البنك خمسة مليارات يورو في مصر والأردن والمغرب وتونس.
وبين شاكرابارتي أن البنك لدية فائض في رأس المال ويشعر أنه ما زال يخطو خطواته الأولى في البحث عن الفرص التجارية في هذه الدول ويتوقع أن يستمر النمو بنفس الوتيرة. وتابع "سأندهش كثيرا إن لم يتضاعف إلى المثلين خلال السنوات الخمس المقبلة".
وقال "إن ظروف الأعمال في مصر تتحسن في أعقاب اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار في تشرين الثاني (نوفمبر)".
وأضاف "قلت شكوى الشركات لنا من نقص العملة الصعبة، وإن كان الاقتصاد لا يزال يعاني عملية صنع القرار المعوقة والبطيئة داخل الحكومة".
ويعتزم البنك التوسع في أنشطته في لبنان بعد موافقة البرلمان بشكل نهائي على عضوية البلد في البنك.
وأكد رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أنه يتوقع حدوث ذلك قريبا، موضحا أنه جرى تحديد مشاريع للاستثمار في لبنان.