قالت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن إعلان التعاون بين المنتجين مستمر في
إحداث تحول جذري على صناعة النفط العالمية"، مشيرا إلى أن الدول المشاركة في الإعلان أثبتت أنها تعمل في إطار جهود متضافرة، وهي تؤكد مرة تلو الأخرى تفانيها في الإسراع بإعادة التوازن إلى الأسواق.
وأفاد تقرير حديث للمنظمة الدولية أن الأداء المميز للمنتجين في اتفاق التعاون المشترك شهدت به مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في سوق الطاقة بما في ذلك المنتجون والمستهلكون وكذلك الاقتصاد العالمي.
وأشار التقرير الدولي إلى أهمية الاجتماع المقبل للجنة الوزارية الخماسية المعنية بمراقبة ومتابعة اتفاق خفض الإنتاج الذي سيعقد في مدينة جدة في نيسان (أبريل) المقبل، متوقعا أن يكشف الاجتماع عن مزيد من البيانات والإحصائيات الإيجابية التي تدعم مسيرة التعاون المشترك للمنتجين وتسرع باستعادة التوازن في سوق النفط.
وقال بيان صادر عن وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية "إن اللجنة الوزارية للمراقبة التابعة لـ "أوبك" ستجتمع في مدينة جدة في السعودية في العشرين من نيسان (أبريل)".
واللجنة مكلفة بمراقبة تنفيذ اتفاق مع منتجين غير أعضاء في المنظمة، في مقدمتهم روسيا، لخفض إنتاج الخام بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام الحالي.
ولفت التقرير إلى تسجيل دول أوبك والمستقلين في الاتفاق المشترك رقمًا قياسيًا جديدًا من الامتثال في شباط (فبراير) الماضي مع استمرار إجراء التعديلات الإنتاجية الطوعية محققين بذلك مستوى 138 في المائة، وفقًا لبيانات لجنة المراقبة الوزارية المشتركة.
وشهد الشهر الماضي تقدما بشكل جيد لمسار إعادة التوازن المتسارع الذي شهدته السوق في الأشهر الأخيرة، حيث انخفضت المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 852.5 مليون، ما أدى إلى مزيد من التخفيض في المخزونات النفطية العالمية.
ويرى التقرير أنه بالنظر إلى نجاح إعلان التعاون بين المنتجين دعت اللجنة الوزراية إلى مراقبة إعلان الدول المشاركة في الإعلان إلى النظر في مزيد من الفرص لإضفاء الطابع المؤسسي على تعاونها المشترك، منوها بوجوب وضرورة أن جميع البلدان المشاركة تسعى إلى تحقيق أو تجاوز مستوى المطابقة التامة لتعديلات الإنتاج الطوعية.
ونقل التقرير عن المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية تأكيده أن الواقعية والتصميم هما السبيلان الوحيدتان لتحقيق انتقال منظم أكثر أمانًا واستدامة في مستقبل الطاقة، مشيرا إلى أن هناك فرصة هائلة للتعاون بين المنظمات الدولية المعنية بالطاقة من أجل تعزيز رؤية عقلانية لسياسة الطاقة المستقبلية بما يخدم أمن الطاقة ويشجع على حماية البيئة ويؤدى إلى تخفيف تحديات تغير المناخ وبما يساعد على تعزيز الازدهار الاقتصادي ليس فقط في العالم المتقدم لكن العالم النامي كذلك.
وأشاد التقرير بنجاح زيارة محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك" الأسبوع الماضي إلى أذربيجان ولقائه إلهام علييف رئيس أذربيجان، وبرويز شاهبازوف وزير الصناعة والطاقة، وكبار المسؤولين، لافتا إلى أن تلك الزيارة شهدت عديدا من المناقشات المثمرة للغاية خاصة فيما يخص ملف تعاون أذربيجان المستمر مع منظمة "أوبك"، ومشاركتها الفاعلة في "إعلان التعاون" التاريخي، كما استكشفت الزيارة السبل الممكنة لتعزيز التعاون في المستقبل.
وأوضح التقرير نقلا عن باركيندو أن الرئيس علييف لعب دورا بناء ومهما جدا سواء في ضمان نجاح "إعلان التعاون" وتنفيذه المستمر بكفاءة عالية، مشيرا إلى أن أذربيجان كانت على الدوام واحدة من الدول صاحبة المشاركة الأعلى أداءً من حيث التعديلات الطوعية للإنتاج التي تتجاوز دائمًا نسبة 100 في المائة.
وتطرقت المحادثات بين "أوبك" وأذربيجان أيضا إلى آفاق التعاون المستقبلي بين الجانبين، وتقدير المنظمة الدولية لدعم أذربيجان القوي في الجهود الجارية لزيادة تعزيز وإضفاء الطابع المؤسسي على إطار التعاون بين المنتجين.
وحول نتائج زيارة باركيندو أخيرا إلى فنزويلا والإكوادور حيث تعاني الأولى انخفاضا حادا في الإنتاج بينما الثانية تعتبر أقل حماسا تجاه استمرار تخفيضات الإنتاج، أوضح التقرير أن بناء إطار أوسع للتعاون الدائم بين المنتجين هو وسيلة حيوية للحفاظ على استقرار السوق خاصة على المدى القصير.
ويرى التقرير أن تعزيز المصالح المتبادلة بين جميع أطراف الصناعة لن يتحقق دون مواصلة الحوار البناء، لافتا إلى تأكيد باركيندو أهمية التزام جميع الدول المشاركة بشكل مستمر ومنها فنزويلا والإكوادور لتحقيق التوافق التام مع تعديلات العرض في إطار "إعلان التعاون".
وحرص باركيندو على التواصل الجيد مع إنج كارلوس بيريز وزير الهيدروكربونات في الإكواردور، وناقش معه التطورات الأخيرة في السوق، وتوافق الإكوادور مع تعديلات العرض واستكشاف طرق لزيادة تعزيز التعاون المشترك.
ولفت التقرير إلى تأكيد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أهمية تحقيق التبادل الشفاف لتحليلات وتوقعات سوق الطاقة في العالم، منوها بأنه لا توجد فرصة حقيقية لأي دولة في العالم أن تنجح في تنفيذ سياسة الطاقة دون فهم كاف للاتجاهات الرئيسية والعوامل المؤثرة في الأسواق، معتبرا تحليل هذه الأمور يعد أمرا ضروريا.
ولفت إلى ضرورة تعاون جميع الدول المنتجة والمستهلكة لإنشاء بيئة ملائمة يمكن التنبؤ من خلالها بسياسات الطاقة والقرارات الاستثمارية بما يؤمن وضع السوق ويحول دون تعرضها لأي أزمات مفاجئة.
وشدد التقرير على أهمية اعتماد التحليل الشامل المقارن لظروف وتوقعات سوق الطاقة المستقبلية، مشيرا إلى الدور الرئيسي والمحوري الذي تقوم به وكالة ومنتدى الطاقة العالمي اللذان نجحا لأكثر من 20 عامًا في دورهما كمنصة رئيسية لدراسات وتحليلات تطورات ومتغيرات سوق الطاقة في العالم.
من ناحية أخرى، صعدت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر كانون الثاني (يناير) بعد أن قال المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية "إن "أوبك" والمنتجين المتحالفين معها سيحتاجون إلى الإبقاء على تخفيضات الإمدادات في 2019".
ويعتقد ليونيد فيدون نائب رئيس "لوك أويل" الروسية أنه سيكون على "أوبك" وروسيا تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى 2020 إذا استمرت زيادة الإمدادات الأمريكية، مشيرا إلى أن الشركة التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، ستدعم فكرة السعودية بتمديد تخفيضات النفط حتى 2019.
وبحسب "رويترز"، قفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.54 دولار، أو 2.2 في المائة، لتبلغ عند التسوية 70.45 دولار للبرميل ولتنهي الأسبوع على مكاسب بنحو 6.4 في المائة هي أكبر زيادة أسبوعية منذ تموز (يوليو) الماضي.
وسجلت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط أيضا أكبر أسبوع من المكاسب منذ تموز (يوليو) مع صعودها 5.5 في المائة، بعد أن أنهت الجلسة عند 65.88 دولار للبرميل، مرتفعة 1.58 دولار أو 2.5 في المائة.
وقادت تصريحات الفالح أسعار العقود الآجلة للخامين القياسيين إلى الارتفاع، حيث أشار إلى أن الأمر يتطلب أن تواصل الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" التنسيق مع روسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء في المنظمة فيما يتعلق بالقيود المفروضة على المعروض في 2019 لتقليص مخزونات النفط العالمية.
وفي كانون الثاني (يناير) 2017 بدأت "أوبك" ومجموعة من الدول غير الأعضاء، في مقدمتها روسيا، تنفيذ اتفاق لتخفيضات إنتاجية قدرها 1.8 مليون برميل يوميا للتخلص من فائض المعروض.
ويلقى النفط دعما من توقعات بارتفاع الطلب العالمي رغم زيادة في إنتاج الخام الأمريكي. ويتوقع مورجان ستانلي أن برنت سيصل إلى 75 دولارا للبرميل في الربع الثالث من العام مع زيادة الطلب الموسمي. وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات نفطية للأسبوع الثاني على التوالي في الوقت الذي تحوم فيه أسعار النفط قرب أعلى مستوى في ثلاث سنوات ما يدفع شركات التنقيب إلى زيادة خطط الإنفاق للعام الجاري. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر أضافت أربعة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 23 آذار (مارس) ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 804".
وإجمالي عدد الحفارات النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 652 حفارا مع مواصلة شركات الطاقة زيادة الإنفاق منذ منتصف 2016 عندما بدأت أسعار الخام تتعافى من انهيار استمر عامين.
ومنذ بداية العام الحالي بلغ إجمالي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي النشطة في الولايات المتحدة 964 حفارا في المتوسط، مقارنة بمتوسط بلغ 876 حفارا في 2017، و509 حفارات في 2016 و978 حفارا في 2015، وتنتج معظم الحفارات النفط والغاز كليهما. وفي وقت سابق من هذا الشهر توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إجمالي إنتاج النفط الأمريكي سيرتفع إلى مستوى قياسي عند 10.7 مليون برميل يوميا في 2018 وإلى 11.3 مليون برميل يوميا في 2019، من 9.3 مليون برميل يوميا في 2017.