05/10/2009
الأمير جلوي مفتتحا ملتقى شباب الأعمال بمشاركة40 شركة ومؤسسة "شابة":
الاستثمار الحقيقي في شباب الوطن وطاقاته
اعتبرها قضية وطنية إستراتيجية ومستقبلية
الراشد: تنمية الكوادر الشبابية عصب التنمية البشرية
ملتقى شباب الأعمال خطوة مهمة في تحديث بيئة قطاع الأعمال
المجدوعي: تأسيس مجلس شباب الأعمال انطلق من رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه واهتمامهما بالشباب
ورشتا عمل عن توليد الأفكار الاستثمارية وإعداد دراسة الجدوى
الامير جلوي نائب أمير المنطقة الشرقية يتوسط الحضور وأصحاب المعالي في حفل الملتقى
افتتح صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية ـ أمس الاثنين ـ 16 شوال 1430هـ الموافق 5 أكتوبر 2009 ملتقى شباب الأعمال الذي تستغرق فعالياته يومين ـ بحضور رئيس غرفة الشرقية عبد الرحمن بن راشد الراشد وأعضاء مجلس إدارتها والأمين العام للغرفة عدنان بن عبدالله النعيم ورئيس وأعضاء مجلس شباب الأعمال وعدد من المسئولين الحكوميين وحشد كبير من رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية.
وفور وصوله مقر الحفل قام سموه ومرافقوه بجولة تفقدية داخل المعرض المصاحب للملتقى، حيث استعرض سموه منتجات وأنشطة وخدمات الأجنحة التي عرضت فيها أكثر من 40 مؤسسة وشركة لشباب الأعمال نشاطاتها ومنتجاتها.
وثمن سموه اهتمام القيادة الرشيدة بالقطاعات الاقتصادية والشابة منها على وجه الخصوص، وأثنى خلال حديثه للصحفيين على الملتقى والمعرض المصاحب وقال "ما شاهدته اليوم يثلج الصدر ويبعث على بناء اقتصادي قوي".
وأكد سموه على أن الاهتمام بشباب الأعمال من شأنه وضع قاعدة قوية للاقتصاد الوطني، وشكر سموه غرفة الشرقية ورئيسها عبدالرحمن بن راشد الراشد على ما تقوم به الغرفة من جهود في هذا المجال، كما شكر الرعاة والداعمين لفعاليات الملتقى، مشيرا إلى أن أي مجهود في هذا الإطار، هو الاستثمار الحقيقي في شباب الوطن وطاقته.
وركم سموه رعاة الحفل وتشرف بالسلام على سموه وهم الراعي الماسي نفط المستقبل والراعي البلاتيني بنك الرياض وشركة سعيد علي غدران وأولاده المحدودة ومجموعة شركات التميمي والراعي الذهبي مجموعة عبدالله فؤاد القابضة وزخرف قهوة الليوان وراعي المجلس والراعي الإعلامي جريدة الاقتصادية والراعي الفضي العربية للخدمات العقارية
وشركة خالد علي التركي واولاده وراعي الضيافة اوتاكوشي والراعي الإلكتروني الخبر كافيه
حلقة في سلسلة مبادرات الغرفة:
وكان رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبد الرحمن بن راشد الراشد أكد في كلمته الافتتاحية أن الملتقى يمثل حلقة جديدة في سلسلة المبادرات العديدة التي نظمتها الغرفة، سعيا إلى تطوير دور قطاع الأعمال في عملية التنمية، وتعبيرا عن إدراك الغرفة لأهمية تنمية الكوادر الشبابية، مشيرا إلى أنها الجزءَ الأهمّ في عملية التنمية البشرية، واعتبر شريحة الشباب عصب الموارد البشرية، موضحا نظرة الغرفة وقناعتها بأن التنمية البشرية ليست قضية اقتصادية فحسب، بل قضية وطنية إستراتيجية ومستقبلية، بقدر ما تتلامس مع تحديات الوطن وآماله في مزيد من النهضة والتقدم الحضاري، وبقدر ما تعكس حرصَ قادةِ هذا الوطن على إطلاق قدرات الشباب وإبداعاته، إسهاما في بناء الوطن وتعزيز خطاه على طريق النمو والتقدم.
وتوجه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد تقديرا لما يقدمانه من دعم لا محدود لمبادرات الغرفة وبرامجها وأنشطتها في تشجيع الاستثمار ورعاية مصالح رجال الأعمال، وتعبئة جهودهم ومواردهم تفعيلا لمشاركتهم في بناء الوطن ونهضته.
الراشد أثناء القاء كلمة حفل الافتتاح
وقال الراشد: إن توجه غرفة الشرقية إلى تنظيم ملتقى شباب الأعمال في نسخته الأولى يسهم في ترسيخ واحد من أهم الخيارات الإستراتيجية التي انتهجتها قيادة هذا الوطن، واعتمادها تطوير الموارد البشرية باعتباره أهم ثوابت عملية التنمية. وأضاف: "لاشك في أن هذا الملتقى الذي يجمع نخبة من خيرة شباب الأعمال، وبما يمثله من اقتناع كامل بطاقات شبابنا، وما يمتلكونه من طموحات وأفكار قادرة على التفاعل مع قضايا العصر والاشتباك مع تحدياته، سوف يكون خطوة مهمة في تطوير ثقافة شباب الأعمال، وتحديث البيئة العلمية والفكرية لهذا القطاع المهم من قطاعاتنا الاقتصادية، وبلورة رؤى شباب الأعمال، وتوحيد جهودهم، وحشد طاقاتهم، حيث لا بديل عن ذلك كله، في ضوء المتغيرات العالمية السريعة والمتلاحقة في كافة المجالات، وفي مجال الاقتصاد على نحو خاص، بحكم ارتباطه بالحياة اليومية للناس، بل وبحياتهم ووجودهم ذاته".
وأوضح الراشد أن الموضوعات والقضايا المطروحة على جدول أعمال الملتقى وجلساته ومحاضراته ورش العمل تعكس جانبا كبيرا من الطموح الذي يقف وراء مبادرة الغرفة بتنظيم الملتقى، كما أن دعوة النخبة المتميزة من الخبراء والمتحدثين المشاركين في ورش العمل وجلسات الملتقى، تأتي رغبة من الغرفة في تأسيس وترسيخ النظرة العلمية في بيئة شباب الأعمال، وتوفير المناخ الأمثل لبيئة عمل محفزة ومنتجة، ارتقاءً بأداء منشآت الشباب ومؤسساتهم لأعلى المستويات.
مستقبل اقتصادي واعد:
وفي كلمته، أكد رئيس مجلس شباب الأعمال يوسف بن علي المجدوعي أن تأسيس المجلس نبع من اهتمام سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه بالشباب وحرصهما على رعاية ودعم أنشطة الشباب، مشيرا إلى أن غرفة الشرقية ـ بتوجيهات سموهما ـ وفرت الكثير من الإمكانات والبنية التحتية لانطلاق المجلس، ومعربا عن طموح شباب المجلس إلى خدمة بلدهم، وتقديم ما يستطيعون لفئة شباب الأعمال "لنكون نواة صالحة لمستقبل اقتصادي واعد بإذن الله".
وأشار إلى التفاعل الكبير الذي وجده أعضاء المجلس من شباب ورجال الأعمال بالمنطقة الشرقية "الذين سبقونا في هذا المجال، فكان تفاعلهم مع برامجنا دافعا لنا لتقديم الأفضل".
ولفت المجدوعي إلى إنجازات حققها المجلس، خلال الفترة القصيرة الماضية منذ إنشائه في العام الماضي، وأبرزها فعاليات الديوانية وتجربتي التي استضافت عددا من رموز القطاع الخاص، إضافة إلى لقاءات عدة ناجحة لامست واقع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، معربا عن أمله في أن يحقق الملتقى نجاحا جديدا لشباب الأعمال، ودفع جهودهم في خدمة مجتمع الشرقية والاقتصاد الوطني.
وتقدم بالشكر لسمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، لرعايتهما فعاليات الملتقى، كما قدم الشكر لرئيس غرفة الشرقية عبد الرحمن الراشد، وأمينها العام عدنان النعيم، وشكر المؤسسات الداعمة للملتقى.
توليد الأفكار الاستثمارية:
وفي ورشة العمل الأولى، صباح أمس الاثنين تحت عنوان " توليد الأفكار والمفاضلة بين الفرص الاستثمارية" أوضح مدير مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرفة الشرقية د. نبيل شلبي أهمية البحث عن الأفكار والمفاضلة فيما بينها، ومن ثم تحويلها إلى مشاريع منتجة، وأورد شلبي في أولى فعاليات الملتقى (17) طريقة لابتكار الأفكار، وعشر طرق للمفاضلة فيما بينها، وقدم نموذجا تدريبيا على كيفية توليد مئات الأفكار الاستثمارية، والمفاضلة بين هذه الأفكار كفرص استثمارية من خلال نماذج مبتكرة. وتمت معالجة النتائج في نفس الورشة حيث خرج كل مشارك بالفرصة الاستثمارية المناسبة له بناء على معايير محددة وتسلسل منطقي.
المجدوعي اثناء القاء كلمة الحفل
وقد بدأت ورشة العمل بالحديث عن نظرة الإسلام والعرب قديماً إلى مفهوم العصامية والعمل الحر، وقدم د. شلبي فوارق عديدة بين العصامي والعظامي، مبينا أن العصامي هو المبادر والمخطط وصائد الفرص وصانعها، منوها إلى أن المستثمر الصغير هو رجل الأعمال الذي يستثمر المال والجهد والوقت، وقدم إحصائيات حول نمو وانتشار المنشآت الصغيرة، والتي بلغت في المملكة حوالي 750 ألف منشأة تعد قاطرة الاقتصاد في البلاد، كما هو في أي دولة إذا توافر لها المناخ والبيئة.
وتطرق إلى أسباب فشل المشاريع الصغيرة في المملكة، وتناول العديد من الأسباب، مشيرا إلى أن أبرزها التكرار والتقليد وعدم التخطيط والمحاكاة، وشبه المؤسسات الفاشلة بالببغاء التي تكرر ما تسمع، بالإضافة إلى عدم الإلمام بالتفاصيل، وانعدام التفرغ، والإهمال، ووضع الثقة في غير محلها، والمشاكل الشخصية، وعدم الالتزام، وقلة الخبرة. وأكد أن رجل الأعمال الناجح هو القائد والمخطط والحاسم والمبدع والواثق من نفسه.
وفي إجابة على سؤال حول : كيف نولد وتختار فكرة مشروعك الصغير؟ قدم الدكتور شلبي عددا من المقترحات التي تساهم في توليد الأفكار، منها : تحويل الهواية إلى مشروع، وتوفير ما يحتاجه الناس ، والبحث عن حلول المشاكل التي يمكن أن تتحول إلى مشاريع مهمة، والاجتهاد في التميز عن الآخرين، وتقديم الشيء المفيد للناس، والبدء من حيث انتهى الآخرون، وتنفيذ القديم بأسلوب جديد، وتحسين ما أنتجه الآخرون، وقراءة الأخبار بطريقة مختلفة، واستثمار الموارد الطبيعية، وتحليل بيانات الاستيراد والتصدير، ومتابعة التقنيات الجديدة، وزيارة المعارض والندوات، والبحث عن امتياز تجاري.
وقام المشاركون باكتشاف أنفسهم كرجال أعمال مستقبليين من خلال تحليل سمات وخصائص منها، البحث عن الفرصة، والمبادرة والإقدام على المخاطرة، والتطلع إلى العمل بأعلى كفاءة من الجودة، والالتزام بعقد العمل، والسعي وراء المعلومات، والدقة في تحديد الهدف، والتخطيط والمتابعة، ومهارات الإقناع، وسمة الاستقلالية والثقة بالنفس، وأيضا التسبيع (وهو مرادف للمثابرة حيث ضرب المثل بالسيدة هاجر في السعي سبعة أشواط كنموذج للوصول للهدف).
الامير جلوي أثناء جولته في المعارض المشاركة للحفل
ثم استعرض الدكتور شلبي نماذج خاصة بالمفاضلة بين هذه الأفكار كفرص استثمارية وكيفية اختيار المشروع الأنسب من خلال معايير مختارة ونقاط يتم تعيينها لكل معيار، وأخيراً تحت عنوان تريد أن تبدأ مشروعك الصغير ..ماذا تفعل.. وأين تذهب ؟، أجاب الدكتور شلبي عن هذه الأسئلة ودعا المشاركين للانضمام إلى مجلس شباب أعمال الشرقية والاستفادة من برامج غرفة الشرقية الخمسة لتأهيل المستثمر الصغير التي ساهمت في تأهيل مئات الشباب السعودي.
دراسة الجدوى.. لماذا؟ وكيف؟
وفي ورشة العمل الثانية ـ تحت عنوان "مبادئ إعداد دراسة الجدوى" ـ استعرض مدير حاضنات الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن خالد بن محمد الزامل عناصر وسمات ومكونات دراسة الجدوى، مبينا أن أي خطة عمل لا يمكن وجودها بدون دراسة جدوى سابقة لها، وقال إن أي مشروع يتألف من العديد من العناصر أبرزها وصف المشروع وأهدافه، ودراسة السوق وتحليله ( وتتضمن دراسة الطلب والوضع التنافسي)، والخطة التسويقية ، والدراسة الفنية أي خطط الإنتاج والتشغيل وتشمل (تحديد الطاقة الإنتاجية، واختبار التكنولوجيا، واختيار الماكينات والمعدات، وتحديد المواد والمدخلات)، ودراسة الموقع وتشمل (اختبار الموقع وتصميمه والهياكل الأساسية والمرافق والخدمات)، ودارسة التنظيم والإدارة وتشمل (الاحتياجات من القوى العاملة، وخطة استقطابها، والتصور التنظيمي لإدارة المشروع)، بالإضافة إلى دراسة الجوانب التشريعية (الشكل القانوني للمشروع، والأنظمة التي سيخضع لها المشروع، الإجراءات القانونية المطلوبة لتأسيس المشروع)، وخطط التنفيذ والدراسة المالية.
جانب من إحدى ورش العمل ويبدو الدكتور نبيل شلبي في إحدى الورش
وفي إجابة على سؤال "لماذا دراسة الجدوى؟" قال الزامل إن دراسة الجدوى باتت أداة استقراء يقرؤها عالم الأعمال والاستثمار، وهي وسيلة مفضلة للتواصل الموثق بين رواد العمل الحر والجهات المعنية بالدعم، كما أن وجود دراسة جدوى تعطي مصداقية للدخول في أي مجال للاستثمار، هذا فضلا عن أن وجودها يعزز القدرات الخاصة بإدارة وضبط المشروع الاستثماري.
ومن مبادئ دراسات الجدوى لابد أن يتم وصف المشروع، فلابد من تعريف الناتج من المشروع، فحينما تقدم التمر محشوا بالشيكولاتة، لابد أن تسأل: هل أنت تقدم التمر نفسه، أم انك تقدم طعاما للنخبة، فالناتج هو طعام النخبة، بالتالي فالناتج لا بد أن يكون واضحا.
ومن ضمن مبادئ دراسة الجدوى ــ كما أوضح الزامل ــ دراسة السوق، التي اعتبرها محورا أساسيا في خطة العمل، إذ تتيح لنا معرفة الصور الواضحة للطلب على المنتج (سلعة كانت أم خدمة)، وتحتوي دراسة السوق استخدامات المنتج، والشرائح المستهدفة، ومعدل الاستهلاك، ومنطقة السوق وغير ذلك.
وتطرق إلى مسألة تحليل العوامل المؤثرة في الطلب على السلعة أو الخدمة، وأورد منها سعر السلعة، وأسعار السلع المنافسة والبديلة، ومستوى دخل المستهلك، أو الطرف المستفيد.
وعن المنافسة تحدث الزامل باستفاضة، مؤكدا ضرورة أن يعي المستثمر عدد المنافسين ودرجة تأثيرهم والطاقة الإنتاجية لكل منافس وحجم المبيعات وتوقعات التوسع لديهم.