في محاضرة عقدت بغرفة الشرقية
متخصص: مفاهيم جديدة تسعى للتوفيق مع العناصر التقليدية للمسكن السعودي
أكد خبير في مجال التطوير العقاري بأن ثمة مفاهيم ومصطلحات جديدة دخلت على هوية المسكن السعودي المعاصر مثل أنسنة المدن والتي تهدف إلى تطوير العناصر العمرانية لتتوافق مع المبادئ والثقافة السعودية، مثل الكرم والخصوصية.
وقال الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة سبيس ستيديو للاستشارات الهندسية المهندس يزيد بن عبد العزيز المطوّع، في محاضرة نظمتها لجنة المقاولات بغرفة الشرقية الثلاثاء 20/سبتمبر/2022 بعنوان "الهوية الجديدة للمسكن السعودي"، بأن "الهوية عبارة عن سلسلة عمليات متتابعة تنبع من أنفسنا وبيئتنا، وتتأثر بالتقاليد والعادات السائدة في تلك البيئة. وهي ذات صفة ديناميكية حيث أنها تتغير عبر الزمن. كما أنها ليست شيئاً ملموساً، بل ترتبط بما تخلفه الحضارة من أثر عبر العصور.
ولفت إلى أن الهوية ليست مرتبطة بالوعي الذاتي، إننا نقيم الآخرين ونضعهم في صورة معينة على الرغم من أنهم لا يسعون لكي يكونوا في تلك الصورة لذلك فإننا نجد هويتنا عبر فهمنا لأنفسنا وبيئتنا وان أية محاولة لاختصار هذا التطور إنما هي محاولة لاصطناع أو لفبركة الهوية.
وفي هذ الصدد، يشير إلى أنه قد تكون الطفرة النفطية غيرّت من المواد المستخدمة وطرق إنشاء المساكن، وقد تكون غيرّت من حجم المنزل والمساحات المتوفرة فيه لكن مبادئ السكان لم تتغير. فالمنزل السعودي والى هذا اليوم يهتم ويقدر نفس المبادئ. لهذا السبب نحن نحاول فهم العناصر المعمارية القديمة وكيف كانت تعكس المبادئ
الأصيلة ليتسنى لنا إعادة إحياء هذه العناصر في زمننا الحاضر وبشكل يليق مع التطور الحالي للعمارة السعودية.
وأضاف بأن ذلك النمو السريع قد أدّى على إلى خلل في النسيج العمراني خصوصا مع تطور تقنيات البناء، وتشييد الطرق السريعة والمواصلات والتي لم تكن موجودةً في المدن التقليدية. وكردة فعل على ذلك، ظهرت بعض المصطلحات العمرانية كأنسنة المدن والتي تهدف إلى تطوير عناصر عمرانية لتتوافق مع المبادئ والثقافة السعودية.
ورغم الكثير من المحاولات للتكيف ـ يرى المطوّع ـ بأن المنزل السعودي المعاصر يختلف عن المنزل التقليدي بأنه لم يعد يظهر العناصر المعمارية التقليدية في تصميمه فلم تعد هذه العناصر صالحه للزمان والمكان الحالي. وفي المقابل تمسك بالمبادئ الجوهرية كالخصوصية والكرم وبدأنا نشهد ولادة عناصر معمارية حديثه تعبر عن روح العصر الذي نشهده.
وبالتالي ـ والكلام للمطوّع ـ فإن فكرة التطوير وفقا لمبادي الهوية السعودية ظلّت قائمة، وقد تبنّاها المطوّرون العقاريون، وتفاعلت معها وزارة الإسكان بشكل جيد مع الطلب المتزايد على الإسكان، فظهرت نماذج تصاميم غير مكررة وأصبح لدينا تنوع في الوحدات والمنتجات السكنية التي تلبي احتياج وتنوع السكان. بينما اكتفت وزارة الإسكان بدور المشرع والمنظم للسوق. في السابق كان المنتج السكني الوحيد المتوفر هو منزل العائلة، بينما في الوقت الحالي فقد تنوعت المنتجات السكنية وظهرت منتجات لم تكن معروفة في السوق السعودي سابقاً مثل:"التاون هاوس: منزل عائلة واحدة مستقل صغير الحجم، ولبنت هاوس: شقة سكنية لعائلة واحدة مع مساحات خارجية، والمساكن الأفقية: وهي وحدات متعددة الأدوار تتوفر فيها خدمات مشتركة مثل النادي الصحي وغيرها.
وتطرق المحاضر على عدد من المشاريع التي تعد حديثة على السوق السعودي منها مشروع ذا لاين هو مشروع سعودي لسلسلة من الإدراكية المترابطة والمعززة بالذكاء الاصطناعي خالية من الانبعاثات الكربونية مخطط لبنائها في نيوم. ومدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية تعد أول مدينة غير ربحية في العالم. يجسّد المخطط الرئيسي للمدينة حاضرة رقمية متقدمة محورها الإنسان، كما تم تصميم المدينة لتكون مستدامة وصديقة للمشاة.
وأشار إلى ميثاق الملك سلمان العمراني الذي يستهدف التعريف برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز العمراني القائمة على الأصالة باعتبارها جوهر الإبداع، وعلى تعزيز في المرونة القادرة على التفاعل مع الجديد، بالإضافة إلى خلق منهجية وطنية تسعى لتحقيق التميز العمراني وتحسين جودة الحياة لكافة أفراد المجتمع خلال خلق بيئات عمرانية تستند على الموروث الثقافي والبيئي، وتحاكي التطورات المستقبلية.