09/04/2012
تحت رعاية امير الشرقية ومشاركة الامير سلطان بن سلمان
الملتقى الثاني لبيئة العمل السعودية ينطلق غدا في غرفة الشرقية بمشاركة واسعة
الراشد : بيئة العمل خيارنا لتاهيل مؤسساتنا للمنافسة العالمية
باعشن : العنصر البشري هو الاساس والمنطلق لأي عمل انتاجي
الوابل : الملتقى يهدف لتعزيز تأصيل ثقافة بيئة العمل بالمملكة
تنطلق صباح غدا الثلاثاء 10/ابريل /2012 بمقر غرفة الشرقية بالدمام فعاليات الملتقى الثاني لبيئة العمل (تجارب متميزة) الذي تنظمه الغرفة بالتعاون مع شركة تيم ون للاستشارات تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة ياتي في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار وممثلين من المؤسسات العامة والخاصة .
اوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبد الرحمن بن راشد الراشد بأن بيئة العمل ضرورة لنجاح أي شركة او مؤسسة، ربحية كانت ام غير ربحية، وذلك لأن كل المنشآت تعتمد بالدرجة الأولى على الإنسان الذي يبدع وينتج ويحقق انجازات اذا كانت البيئة مشجعة، ومحفزة، وفي حال كانت غير ذلك فإن مستوى الإبداع يتراجع، اذا لم يتوقف او ينحسر. من هنا جاءت مبادرة الغرفة لتنظيم الملتقى الثاني لبيئة العمل (تجارب متميزة) ، وهدفنا في ذلك هو الوصول الى بيئة عمل مثالية، او بيئة عمل افضل.
وأضاف الراشد بأن القطاع الخاص في المملكة يعيش حالة من المنافسة مع مؤسسات وشركات عملاقة، وسلع ذات مواصفات عالمية، لايستطيع مجاراتها الا بامتلاك ناصية الإبداع وتقديم المنتج الأفضل اوالمنافس، و يتم ذلك اذا كانت ثرواته البشرية جيدة، وقدراتها عالية، وكفاءاتها متقدمة، وحتى نصل الى ذلك المستوى، ونصل الى وضع منافس، فعلينا ان نكون منافسين في بيئتنا الداخلية، بحيث تكون مثالية حاضنة للكفاءات وجاذبها لها
وقال الراشد إن الشركات الوطنية بحاجة في هذا الوقت اكثر من أي وقت مضى الى المزيد من الاجراءات الجذرية على صعيد بيئة العمل، فهو المنطلق الاساس لتحقيق المنافسة في الاسواق المحلية، فكل الشركات والمؤسسات التي تحقق انجازات هائلة على صعيد جودة المنتج تجد أن بيئة العمل لديها ذات مستوى عال من الجودة، اذ لا يتصور ان شركة تقدم منتجات او خدمات عالية الجودة وهي تعاني من تسرب وظيفي، لأي سبب كان.. لذا جاءت فقرات النسخة الثانية من هذا الملتقى لأجل عرض مجموعة من التجارب المتميزة لعدد من المؤسسات الحكومية والشركات، ذات السمعة العالية، على الصعيد العملي، ويهمنا في هذا الشأن ان نقف على الصورة الحقيقية الكامنة وراء تلك السمعة والآلية التي ساهمت في تحقيق تلك السمعة.
وقال الراشد إن العوائد الناجمة عن تطوير بيئة العمل في المؤسسات تتعدى نطاق المؤسسات والشركات وجودة عطائها، ومستوى إنتاجيتها ليشمل المجتمع بشكل عام، فهي ضرورة حيوية لأي مجتمع يسعى إلى الرقى والتقدم، ويتطلع الى تحقيق نقلات نوعية لعملية التنمية، والانتقال الى واقع أفصل إذ ان استقرار أي مواطن عامل في موقعه الوظيفي فإن ذلك سوف ينعكس على سلوكه اليومي، وعلاقاته الاجتماعية، فضلا عن سلوكياته الاقتصادية، لذا نرى ان تطوير بيئة العمل في كل مؤسساتنا الوطنية (العامة والخاصة) اذ يجب أن يظل ذلك هدفا استراتيجيا لكافة المؤسسات، فهي حالة مهمة لرفع كفاءة العنصر البشري، ما سوف ينعكس على الخطط التنموية، اذ سوف تنتقل من التأسيس الى البناء.
من جانبه قال رئيس مجلس المديرين في شركة تيم ون للإستشارات الدكتور عبدالله باعشن أن هذه المبادرة التي تقودها الغرفة بالتعاون مع شركة تيم ون لتنظيم هذا الملتقى للمرة الثانية ـ تنطلق من قناعة راسخة لدى الشريكين، تتمثل في أن العنصر البشري هو الاساس والمنطلق لأي عمل انتاجي، وان تحسين بيئة العمل في كلا القطاعين الحكومي والأهلي، بات الخيار الاول والامثل لنا اذا ما اردنا بالفعل إلى أن رفع معدلات الأداء، وتحقيق افضل النتائج على مختلف الصعد، لذلك قررنا ــ في هذا العام ـ ان نقف امام تجارب عدد من المؤسسات، والشركات والمصالح العامة، تمهيدا لنقلها الى باقي الجهات، من اجل تعميم الفكرة، وتأصيلها، وتطويرها، فالبيئة الداخلية اذا ما تطورت وأخذت وضعا افضل فإن النتائج ستكون اكثر ايجابية .. لافتا الى ان العمل وفق بيئة عمل مثالية قد تنتج عنها بعض العقبات، وربما المشكلات، ولكن حلول كل تلك العقبات لا يتم الا من خلال المزيد من التطوير والتحسين، فهي كفيلة بحل أي مشكلة على الصعيد الداخلي، لأنها بيئة ايجابية لا ينبع منها الا كل عمل ايجابي.
واكد باعشن على ان تحسين بيئة العمل، هي اجراءات عملية يومية تتصف بالاستمرار، تقدس الابداع، وتكافيء المبدع، وتحاسب المقصر، وتنهض بالأقل كفاءة، وتتيح المجال للرقي والتطور والنمو الوظيفي، وتشعر العامل في المنشأة بالعدالة والمساواة، وتضعه في صورة واضحة اساسها ان النمو وتحقيق المستوى المادي والمعنوي الاعلى رهين بمستوى الاداء والعطاء.. بالتالي فبيئة العمل هي مجموعة متكاملة من الاجراءات التي تأخذ صيغة القوانين والأنظمة التي تدير عملية الاداء لدى العاملين، الذين بدورهم يطبقون تلك الانظمة، ويحصدون ثمارها.
فيما قال أمين عام غرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل أن الملتقى يهدف للتأكيد على تأصيل ثقافة بيئة العمل في المملكة من خلال ربط الجهود الحكومية بالجهود الخاصة، وتبنى خيار تأهيل متخصصين في بناء بيئة العمل المثالية، من خلال خيار التدريب والتأهيل والحوار وغير ذلك ، فلا يسعنا في هذه المناسبة الا ان تقدم بخالص الشكر والتقدير الى راعي الملتقى (في نسختيه الاولى والثانية) صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الامير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب امير المنطقة الشرقيةلدعمهما جهود الغرفة ورسالتها، والشكر موصول لكل الداعمين والرعاة لهذه الفعالية التي نأمل ان تجد توصياتها موضع التنفيذ والتفعيل لدى كافة منشآتنا الوطنية.
يذكر ان الملتقى يبحث العديد من المحاور هي:»بيئة العمل المثالية في القطاع الحكومي في المملكة، التصميم المثالي لبيئة العمل في المملكة، بيئة العمل في القطاع الخاص، تجارب عالمية في المملكة، بيئة العمل في القطاع الصناعي، اثر التدريب في تحسين بيئة العمل، نتائج الدراسة السنوية لواقع بيئة العمل في المملكة».
وسوف يتناول ــ في الجلسة الافتتاحية ــ تجربة شركة جنرال اليكتريك ووقاية للتأمين وإعادة التأمين التكافلي في بناء بيئة العمل في المملكة، حيث يتحدث خلال هذه الجلسة المدير التنفيذي لجنرال الكتريك وليد ابوخالد، ود.متعب الروقي، ويدير هذه الجلسة الدكتور محمد السهلي من جامعة الملك سعود.
اما في الجلسة الثانية والتي تحمل عنوان (التصميم المثالي لبيئة العمل في المملكة) فيتحدث خلالها كل من مدير ادارة الموارد البشرية بمجموعة المهيدب عصام مدني، والرئيس الاداري التنفيذي لمجموعة الفوزان خالد الكلابي،
وفي الجلسة الثالثة يتحدث كل من مدير عام ادارة الموارد البشرية بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عبد اللطيف الحركان ومدير الموارد البشرية بالهيئة العامة للغذاء والدواء ناظر الحكمي ويتناولان اثر التدريب في تحسين بيئة العمل على ضوء تجربة المؤسسة العامة لتحلية المياه وهيئة الغذاء والدواء.. ويدير الجلسة مدير عام ادارة الموارد البشرية بالشركة الوطنية للرعاية الطبية (رعاية) عبد الرحمن العيبان.
في حين يتحدث ــ في الجلسة الرابعة ـ صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار حول بيئة العمل المثالية في القطاع الحكومي في المملكة على ضوء تجربة الهيئة العامة للسياحة والآثار.. ويدير هذه الجلسة رئيس تحرير جريدة الاقتصادية سلمان الدوسري.
اما الجلسة الخامسة فسوف تبحث واقع بيئة العمل في القطاع الصناعي، بناء على تجربة شركة جونسون كنترولز ويتحدث خلالها كل من مدير عام الشركة باسل عبد العزيز ومدير الموارد البشرية مهند الشيخ.. ويدير حوارات هذه الجلسة الرئيس التنفيذي للموارد البشرية بمجموعة المعجل احمد الحمود.
يذكر ان الملتقى الأول الذي عقد شهر مايو 2010 قد حمل عنوان "نحو بيئة عمل أفضل" تناول أهم عوامل النجاح، وأساسيات المؤسسات في الإنفاق على التدريب، إلى جانب إبرازه أهم خطط واستراتيجيات المؤسسات، لتحقيق البيئة المثالية، التي تعتمد على الإبداع في العمل، وقد تناول دور الموارد البشرية، إلى جانب التدريب والتطوير الوظيفي، المرتبات والأجور، علاقات الموظفين، إدارة الأداء الوظيفي، واستخدام التقنية فيما يخدم سير العمل وتطويره،
وبحث ايضا دور القيادة في بناء بيئة العمل المثالية، ومساهمة إدارة الموارد البشرية في ذلك، كما يبرز أهم عوامل النجاح في إدارتها، واستعرض الإنفاق على التدريب والأساليب المتبعة في تحديد المستوى الأمثل.
وتناول الأساليب الحديثة في رفع مستوى مشاركة الموظفين، والموازنة بين استراتيجية الموارد البشرية والرضا الوظيفي بالنسبة للموظفين، إضافة إلى إدارة الأداء الوظيفي في بيئة العمل، بمناقشة أهم الأساليب المثلى المتبعة في الشركات والمؤسسات، كما يقيس الرضا الوظيفي في المملكة من واقع مسابقة أفضل بيئة عمل .
واهتمت جلسات الملتقى الذي افتتحه صاحب السمو الامير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب امير المنطقة بمناقشة الأساليب المتبعة في خفض التسرب الوظيفي، والأساليب والممارسات الحديثة التي تتبعها أفضل المنشآت، وغيرها من الجوانب التي تهتم بتحسين بيئة العمل وترتقي إلى مستوى الرضا الوظيفي، كذلك أهمية الدراسة الميدانية لتجربة بيئة العمل في المملكة.