24/02/2010
في محاضرة (هندسة النجاح) التي نظمتها غرفة الشرقية وشهدت حضوراً كبيراً
الدكتور الرفاعي: النجاح ليس فعلا بل عادة.. والنفس البشرية كالرحي تعمل دائما
النجاح ليس فعلا فقط، بل هو عادة، و(أنت وما تكرر فعله)، فالناجح لديه مهارات يزاولها يوميا، وغير الناجح يملك مهارات ايضا لكنها تجعله غير ناجح، فالفارق بين الاثنين في تطبيق تلك المهارات في المسار الصحيح، فضلا عن عوامل اخرى تشكل في مجموعة (هندسة النجاح).
هذا ما أكد عليه المحاضر د. نجيب الرفاعي في الحماضرة التي نظمتها غرفة الشرقية مساء امس الثلاثاء الموافق 23 فبراير 2010 امام حشد منالحضور تحت عنوان (هندسة النجاح)..حيث اورد عددا من الافكار والاقتراحات التي تضع من يطبقها على سكة النجاح في حياته اليومية،
الرفاعي المتخصص في الشؤون التدريبية، وصاحب العديد من الدراسات المتخصصة في هذه المجالات ذكر في بداية محاضرته بأن كل ما يتحدث عنه هو نتاج تجارب وبرامج تطبيقية اقيمت في بلدان مثل ماليزيا والصين وامريكا، فضلا عن ان بعضها قام بتطبيقها على نفسه.. وعلى ضوء ذلك يعرف الرفاعي النجاح بأنه"تحقيق الاهداف بما يرضي الله، في فترة زمنية، وتعطي بذلك مشاعر ايجابية".. مؤكدا بأن اي عمل ينقل الى غاية غير سليمة، او لاترضي الله فلا يمكن ان تعد ـ من وجهة نظره ـ نجاحا .
وتطرق الرفاعي الى ثنائيات الداخل والخارج، الاستقبال والارسال، التفكير الداخلي والسلوك الخارجي وقال بأن "العقل الباطن لا يميز بين الخيال والحقيقة، فإذا كنت تخيلت نفسك انك بطل، فإنك لدى العقل الباطن بطل، ويطلق بعدها افكارا تنسجم مع هذه البطولة، كذلك بأن شعور الانسان بأنه رائع، ويحمل من الكفاءات والقدرات اكبر وأكثر واقوى مما يظن، يضعه هذا الأمر على سكة النجاح، ويكسبه شعور الناجحين.
وتأسيسا على ذلك يقول الرفاعي إن (حياة الإنسان هي من جزء من افكاره) فأنت وما تفكر به، فالسلوك الخارجي هو نتاج التفكير الداخلي..و الاستقبال هو الارسال، فإذا استقبلت خيرا فسيكون ارسالك خيرا، فإذا كان مستقبلا للايجابيات كان ايجابيا، واذا كان مستقبلا للسلبيات فسيكون نتاجه سلبيا، لذا من المهم أن يبدأ الواحد منا يومه بالقرآن الكريم، وان يلتفت الى مجالسه واصدقاءه فالصديق المجرم قد يعلمك الاجرام، وانباء الكوارث وحالات الفشل قد تصيبك بالاحباط والفشل.
ولفت المحاضر الى أهمية التفكير لدى الانسان فهو يحدد مسار حياته، وان الخشوع هو ارقى انواع التفكير فالمطلوب التعود على التأمل فهو عامل مساعد للإنسان في الحياة اليومية،. مؤكدا على ضرورة الوقوف مع الذات والحوار معها بكل ايجابية لرصد طرق النجاح والسير وفقها.
ويشبه الرفاعي النفس الانسانية بالرحى التي تعمل طوال الوقت وتطحن كل ما يأتي لها، فقد تطحن دقيقا وقد تطحن رملا وحصى..كما يشبه الانسان الناجح بقلم الرصاص، فهو قادر على العمل والابداع، ويتعرض الى (بري) بين فترة واخرى وقد يكون بالمبراة وقد يكون بالسكين، فلا يبدع القلم الرصاص الا إذا كان مبريا، وهو يملك القدرة على تصحيح اخطائه، بواسطة الممحاة.. أن الجزء الأهم في الإنسان الناجح ـ كماهو الحال في قلم الرصاص ـ هو ما بداخله وليس ظاهره، فهو يعرف المهمة التي خلق من أجلها. فالانسان الناجح هو افضل انسان، واذكى انسان، واكبر انسان، وقادر على الفعل والعطاء، ويتعرض بين فترة واخرى الى ضغوطات ومشاكل تؤهله لمزيد من الابداع، ولديه القدرة على تصحيح الاخطاء.
وتحدث عن الحاضر والمستقبل وقال إن "سعادتك في هذه اللحظة هي مفتاح المزيد من السعادة في المستقبل، فأنت في الحياة ولا بد ان تتفاعل معها، وكي تستمر السعادة احذر من الغضب، والحسد، والغيرة، والنميمة، والكذب، والخوف، وابحث في الوقت نفسه عن العوامل التي تؤدي الى التأخر، وعالجها بالعفو والمسامحة والتوبة وذكر الله.
وتحت عنوان (حكم النجاح) اورد الرفاعي مجموعة حكم، تتناقلتها الشعوب والأمم بين فترة واخرى، بعد ذلك قدم بعض التمارين التي تساعد الانسان الطالب في استذكار دروسه، وحل بعض العقد في الامتحانات، مؤكدا على النظر بسهولة للأمور وعدم تعقيد المسائل، فالفرد هو الذي يضع نفسه، ويضع امام ذاته العقبات .وكانت المحاضرة قد استمرت لمدة تجاوزت الساعتين، قد خصصت الغرفة قاعة الجزيرة للسيدات، وقاعةا لشيخ سعدالمعجل للرجال، وقد تحدث في البداية مساعد امين عام الغرفةعبدالرحمن الوابل تطرق الى اهتمام الغرفة بالتدريب، كوسيلة لتنمية الموارد البشرية وقدم نبذة مختصرة عن المحاضر وانتاجه العلمي والعملي.