23/02/2010
أكد أن المملكة ستصبح مصدرا عالميا للطاقة الشمسية واشنطن تتفق مع الرياض: النفط لم يبلغ ذروته
وزير الطاقة الأمريكي خلال إلقائه ورقته التي طرحها في لقاء نظمه منتدى الطاقة أمس في الرياض. تصوير: مسفر
استبعد وزير الطاقة الأمريكي الدكتور ستيفن تشو أن يكون العالم قد وصل إلى ذروة الإنتاج النفطي، متفقا بذلك مع الرؤية السعودية المطروحة في هذا الصدد، ومبينا أن جميع البحوث والدراسات تؤكد أن هناك مكامن نفطية متوافرة في مختلف بلدان العالم وأنها واعدة بالنفط وفيها احتياطيات تكفي لمزيد من السنوات المقبلة.
وتوقع الدكتور تشو أثناء حديثه حول المائدة المستديرة التي جمعته بعدد من المسؤولين والمتخصصين في مجال الطاقة، إلى جانب عدد من الصحافيين أمس في مقر الأمانة العامة لمنتدى الطاقة في الرياض، أن تصبح المملكة في المستقبل مصدرا عالميا للطاقة الشمسية، وأن يبلغ ذلك مستوى تصديرها للنفط حاليا، مرجعا ذلك للكميات الهائلة التي تمتلكها من مصادر الطاقة الشمسية، إضافة إلى نمو مستوى الاهتمام بتوظيف العائدات النفطية في بحوث تقنية إنتاج الطاقة الشمسية وأسلوب التعامل معها.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
استبعد وزير الطاقة الأمريكي الدكتور ستيفن تشو أن يكون العالم قد وصل إلى ذروة الإنتاج النفطي، متفقا بذلك مع الرؤية السعودية المطروحة في هذا الصدد، ومبينا أن جميع البحوث والدراسات تعكس أن هناك مكامن نفطية في مختلف بلدان العالم واعدة بالنفط وبها احتياطيات تكفي لعدد من السنوات المقبلة.
وقال الدكتور تشو أثناء حديثه حول المائدة المستديرة التي جمعته بعدد المن المسؤولين والمتخصصين في مجال الطاقة، إلى جانب عدد من الصحافيين أمس في الأمانة العامة لمنتدى الطاقة في الرياض، إن استقرار إمدادات النفط مطلب دولي، وسيستمر كذلك على المديين القريب والمتوسط، وعلينا ألا نركن لمقولة أن النفط سينضب في الأمد القريب.
وتوقع وزير الطاقة الأمريكي على الجانب الآخر أن تصبح المملكة في المستقبل مصدرا عالميا للطاقة الشمسية، وأن يبلغ ذلك مستوى تصديرها للنفط حاليا، مرجعا ذلك للكميات الهائلة التي تمتلكها من مصادر الطاقة الشمسية، إضافة إلى نمو مستوى الاهتمام بتوظيف العائدات النفطية في بحوث تقنية إنتاج الطاقة الشمسية وأسلوب التعامل معها، مؤكدا أن ذلك سيفضي إلى تعزيز تنويع مصادر الطاقة ودعم برامج الطاقة المتجددة التي ستسهم في نمو المرافق الصناعية وزيادة كفاءتها الإنتاجية.
وبين الدكتور تشو أن برامج رفع كفاءة الطاقة وتنويع مصادرها من أولويات السياسة الأمريكية، مشيرا إلى أن التغير المناخي الذي يشهده العالم، ويهدد الكوكب الأزرق يحتم على جميع الدول تسخير إمكاناتها المادية والتقنية في سبيل حفظ التوازن البيئي، وتعزيز برامج التنمية المستدامة.
وقال إن تذبذب الطلب على النفط أدى إلى تذبذب الأسعار مشكلا ضبابية في الرؤية نحو حجم الطلب ومستوى الإمدادات من مصادر الوقود الأحفوري، مؤكدا أهمية توسيع الاستثمارات البترولية لمواجهة الطلب على النفط في المستقبل، كاشفا أن الأزمة المالية العالمية قهقرت من النمو الاقتصادي، وكبحت تنامي الطلب على النفط.
وأبدى وزير الطاقة الأمريكي قلقه بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن ذلك يعد تهديدا للمنطقة غير أنه استبعد أن تفضي التهديدات الإيرانية إلى إغلاق الملاحة أمام ناقلات النفط عبر مضيق هرمز.
وتأتي زيارة الوزير الأمريكي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات النفطية بين السعودية والولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، تغيرا فيما يتعلق بكميات الصادرات من الأولى إلى الثانية، إذ إن تقلص الطلب على الطاقة في الغرب ينبئ أن المملكة ستنافس بضراوة من أجل الهيمنة على سوق آسيا المتنامية، خصوصا في الصين. وجاذبية بكين لموردي النفط قويت واشتدت في عامي 2008 و2009 مع تنامي الطلب بدرجة أكبر في الصين، وتراجعه في الولايات المتحدة وأوروبا في الوقت ذاته.
وعززت السعودية الصادرات إلى الصين، وانخفض تدفق النفط الخام من المملكة إلى الولايات المتحدة، وبلغ تدفق الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة أقل مستوياته في 22 عاما خلال 2009، إذ تسبب الكساد في هبوط استهلاك الوقود، وقادت السعودية تخفيضات منظمة «أوبك» لإمدادات المعروض حتى يتناسب الطلب مع المعروض. والرياض هي المنتج الوحيد الذي يحوز فائضا كبيرا من الطاقة الإنتاجية، وهو ما يجعلها الملجأ الرئيسي لمعالجة أي نقص كبير مفاجئ في الإمدادات العالمية، ويقوم ستيفن تشو وزير الطاقة الأمريكي بزيارة للرياض غداً.
وقال ديفيد كيرش مدير استخبارات السوق لدى «بي إف سي إنرجي» في واشنطن في تحليل نشر قبل أيام «السعودية لديها طاقة إنتاجية فائضة ... ومستعدة لتعديل الإنتاج صعودا ونزولا لتلبية احتياجات السوق»، وبالرغم من انخفاض شحنات النفط إلى الولايات المتحدة، فإن السعودية مع ذلك قامت بتوريد أكثر من عشر الواردات الأمريكية من الخام العام الماضي.
وقال فرانك فيراسترو رئيس برنامج الطاقة والأمن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن السعودية أصبحت موردا موثوقا به على المدى الطويل للسوق الأمريكية بدرجة أكبر من منافسين مثل فنزويلا أو نيجيريا.
وأضاف فيراسترو: «يضع ذلك السعودية في وضع متميز كمحور لسوق النفط على طرفي العالم»، «السعودية مهمة جدا للولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية وهناك إدراك بأننا لا نستطيع فقد السعوديين في أي وقت قريب».
ويعكس تغير تدفق الإمدادات أيضا التحول في الطلب على النفط على المدى الطويل. وستستهلك الدول النامية قريبا نفطا أكثر من الدول الصناعية. وستحوز الاقتصادات الصاعدة 47 في المائة من الطلب العالمي على النفط في 2010 ارتفاعا من 37 في المائة في 2000، وذلك بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية. وتعتقد الوكالة أن الطلب في الدول المتقدمة بلغ ذروته. وقال فيراسترو «تسبب الركود في تسارع خطى ما كان يحدث على أي حال»، وتابع «نحن الآن في نقطة تحول صوب الدول النامية من حيث الطلب على الطاقة».
وتتمتع السعودية بفضل مركزها كأكبر منتج للنفط في منظمة «أوبك» وامتلاكها خمس احتياطيات العالم من النفط بميزة على المنتجين الآخرين عندما يتنافسون على أسواق جديدة. وتحرص المصافي الآسيوية المتعطشة للطاقة - التي تكون غالبا مملوكة للدولة - على ضمان إمدادات مستقبلية من الطاقة من خلال عقود طويلة الأجل مع البلد الأكثر قدرة على إمدادها بالنفط.
ويسعى منتجون آخرون إلى إبرام اتفاقات مشابهة مع الصين، وترغب الكويت في بناء مصفاة في حين تتطلع قطر للاستثمار في محطة بتروكيماويات، ومع تضاؤل الفرصة لبيع إمدادات قائمة أو إضافية في مكان آخر يسعى المنتجون أيضا إلى بيع مزيد من النفط للصين في الأجل القصير. ووافقت السعودية على زيادة إمداداتها من النفط الخام إلى الصين 12 في المائة في 2010 مقارنة بـ 2009 في حين وافقت الكويت على زيادة الإمدادات 50 في المائة، وقال العراق: إنه سيزيد شحناته من النفط إلى الصين أكثر من الضعفين.