26/06/2010
مختصون: الاتفاقية مؤشر على تعافي سوق الإقراض وتأكيد على جاذبية الاقتصاد السعودي مصفاة سعودية تجتذب 50 مليار ريال تمويلا من 27 جهة محلية وعالمية
سجل الاقتصاد السعودي أمس حالة نادرة على مستوى تمويل المشاريع العملاقة عندما تضامنت أكثر من 27 جهة تمويلية من مختلف دول العالم للظفر بتمويل مشروع مصفاة تكرير الجبيل المملوكة لشركة ''ساتورب'' وهي إحدى شركات ''أرامكو'' بالشراكة و''توتال الفرنسية'' بأكثر من 50 مليار ريال. وأعلنت شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات(ساتورب) اتفاقية تمويلية توفر تسهيلات ائتمانية من الدرجة الممتازة بقيمة 8.5 مليار دولار لإنشاء مصفاة تكرير في الجبيل. وتمثل الاتفاقية خطوة مهمة يتم إنجازها على طريق إقامة هذه المصفاة التحويلية الكاملة ذات المستوى العالمي التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل في اليوم في الجبيل، ومن المقرر أن يبدأ تشغيلها في عام 2013. علما بأن الشركة مملوكة بنسبة 62.5 في المائة لـ ''أرامكو السعودية'' 37.5 في المائة لـ ''توتال الفرنسية''.
ووفق مختصون ماليون، فإن ضخامة هذا التمويل ودخول هذا العدد الكبير من الجهات التمويلية هما تأكيد على متانة الاقتصاد السعودي وسلامته من تداعيات الأزمات المالية العالمية التي ضربت سوق التمويل، كما أنهما مؤشر على العودة التدريجية لانتعاش سوق الإقراض للقطاع الخاص التي شهدت شحا لافتا في الفترة الماضية، ويضاف إلى حصول شركات أخرى على تمويلات كبيرة مثل شركة الكهرباء التي حصلت على ثمانية مليارات ريال لبناء محطة الرياض 11 للإنتاج المستقل.
وهنا قال المحلل المالي محمد العمران لـ ''الاقتصادية'': إن الاتفاقية دلالة على مدى جاذبية السوق السعودية للاستثمارات الأجنبية، كما تؤكد العودة التدريجية من قبل المؤسسات المالية للتوسع في التمويل في ظل المشاريع العملاقة التي تنفذها السعودية على الصعيدين الحكومي أو الخاص.
وعادت الشركة للقول إن مصادر التمويل المختلفة للمشروع جاءت من صندوق الاستثمارات العامة (الذراع الاستثمارية للحكومة السعودية) ووكالات ضمان الصادرات (مغطاة ومباشرة) بقيمة أربعة مليارات و11 مليون دولار على التوالي، وقروض تجارية مختلفة بقيمة أربعة مليارات و489 مليون دولار. ويبلغ أجل تسهيلات هذه القروض ذات الدرجة الممتازة 16 سنة، وسيكون السعر الموحد بالنسبة للقروض التجارية بالدولار الأمريكي، والتسهيلات الائتمانية الخاصة بوكالات ضمان الصادرات 1,85 في المائة. وبلغ إجمالي الالتزامات التي تم الحصول عليها لتمويل ''ساتورب'' أكثر من 13,5 بليون دولار أمريكي.
وستشارك عدد من الجهات الدولية المؤسسة الرئيسة في تقديم هذه القروض لـ ''ساتورب'' وهي: كريدي أجريكول - سي آي بي، وسوسيتيه جنرال، وكي إف دبليو - آي بي إي إكس بنك، و بنك دويتش، وإتش إس بي سي، وبنك طوكيو - ميتسوبيشي يو إف جي، و بنك ميزوهو كوربوريشن، وبنك ستاندارد تشارترد، وشركة سوميتومو ميتسوي بانكنج كوربوريشن، وإكسبورت ديفولبمنت كندا، والبنك العربي، وباركليز، وسيتي بنك، وجي بي مورقان، ورويال بنك أوف سكوتلاند، والشركة العربية للاستثمارات البترولية، والبنك الخليجي الدولي.
ومن السعودية تشارك المصارف التالية: البنك السعودي الفرنسي، وبنك الرياض، ومجموعة سامبا المالية، والبنك العربي الوطني، والبنك السعودي البريطاني، والبنك الأهلي التجاري، وبنك الراجحي، وبنك الإنماء، والبنك السعودي الهولندي، وبنك التنمية الإسلامي، وبنك الجزيرة، والبنك السعودي للاستثمار. وقام كل من ''كريدي أجريكول'' والبنك السعودي الفرنسي بدور المستشارين الماليين لساتورب، فيما قامت شركة ''ألن آند أوفري'' بدور المستشارين القانونيين، وقامت شركة ''لنكليترز إل إل بي'' بدور المستشار القانوني الدولي للأطراف الممولة، و''عبد العزيز الفهد'' كمستشار قانوني محلي.
وتتوقع الشركة أن يوجد المشروع فرصا لرجال الأعمال السعوديين للاستثمار في المراحل الصناعية اللاحقة، وإلى إيجاد فرص عمل جديدة، حيث تشير التقديرات إلى أن هذه المصفاة ستوجد نحو 1100 وظيفة مباشرة في المملكة، إضافة إلى أن كل وظيفة من هذه الوظائف تؤدي إلى إيجاد خمس إلى ست وظائف غير مباشرة.
وستكون هذه المصفاة عند إنجازها واحدة من أكثر مصافي العالم تطوراً، وستقوم بتكرير الزيت العربي الثقيل وتحويله إلى منتجات مستوفية لأكثر المواصفات صرامةً بهدف تلبية الطلب المتصاعد على أنواع الوقود غير المضرة بالبيئة. وستعمل هذه المصفاة التحويلية الكاملة على زيادة إنتاج الديزل ووقود الطائرات إلى الحد الأقصى، إلى جانب إنتاج 700 ألف طن متري في السنة من البارازيلين، و140 ألف طن متري في السنة من مادة البنزين، و200 ألف طن متري في السنة من البروبيلين من درجة البوليمر.