20/12/2008
لندن: الوطن، وكالات
قال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمس إن المملكة ستواصل الاستثمار في مشاريع المنبع والمصب بقطاع الطاقة وذلك رغم الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأضاف أمام اجتماع للدول المنتجة والمستهلكة للنفط في لندن أمس أن المشاريع العملاقة التي تباشرها المملكة لن تكفي وحدها لتلبية حاجات الطاقة العالمية.
وأكد النعيمي أن التراجع الحاد في أسعار النفط يلحق "دمارا" بخطط الاستثمار في الدول المنتجة للخام. وأوضح أن تراجع الأسعار يعني تراجع الاستثمار في إنتاج النفط وتراجع المعروض في المستقبل.
وذكر أن كل مصادر الطاقة ذات الجدوى الاقتصادية بما في ذلك المصادر المتجددة لها دورها في تلبية الحاجات العالمية، مشيرا إلى ما تستثمره المملكة في الطاقة المتجددة لكنه شدد على الحاجة إلى الواقعية بشأن الدور المحتمل لمصادر الطاقة هذه عالميا.
وقال النعيمي "عدم الاستقرار وتقلب أسواق النفط يضر الجميع" مشددا على أن التراجع الحاد لأسعار النفط في الآونة الأخيرة يلحق "دمارا" بخطط الاستثمار في الدول المنتجة للخام ويعرض الإمدادات المستقبلية للخطر.
وقال "مستويات الأسعار حاليا تدمر الصناعة وتهدد الاستثمارات الحالية والمزمعة".
وأكد النعيمي أن سعر 75 دولارا للبرميل "عادل ومعقول". وقال "إنه السعر الذي يحتاجه المنتجون غير الرئيسيين للحفاظ على استثمارات كافية لتوفير إمدادات مناسبة للاحتياجات الاستهلاكية في المستقبل. عندما يسعر النفط عند مستوى أقل مثلما هو الحال الآن ستنخفض الاستثمارات والإمدادات في المستقبل."
وتابع أن استقرار أسعار النفط ضروري لضمان استثمارات طويلة الأجل في صناعة الطاقة مضيفا أن " عوامل غير أساسية" مثل عمليات التصفية الواسعة والسريعة لمراكز مالية ساهمت في الانخفاض الحاد للأسعار في الشهور الأخيرة.
وفي افتتاح اجتماع لندن الذي ضم وزراء الطاقة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكبرى الدول المستهلكة ومسؤولي شركات طاقة دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى التحرك للحد من التقلبات الحادة في أسعار النفط والتي قال إنها أضرت بالاقتصاد العالمي.
وقال براون أمام المؤتمر في لندن "سنحتاج إلى شراكة جديدة بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط. "على غرار الأزمة المالية العالمية هذه الأزمة العالمية في أسواق الطاقة لدينا لا يمكن أن تحلها دولة واحدة أو قارة واحدة بمفردها لكنها تتطلب استجابة دولية حقيقية".
وكان براون دعا أول مرة إلى عقد المؤتمر في يونيو عندما كانت أسعار النفط متجهة صوب أعلى مستوى على الإطلاق فوق 147 دولارا للبرميل. لكن الأسعار انخفضت أكثر من 100 دولار منذ ذلك الحين مع انخفاض الطلب على الوقود بسبب أزمة الائتمان والركود.
وقال خلال الاجتماع إن الزيادة الحادة في أسعار النفط كان لها "تأثير كبير وضار على الاقتصاد العالمي" وأضاف براون "لكن اليوم وفي ظل انخفاض الأسعار يتضح أن التحدي الأكثر إلحاحا الآن وفي المستقبل هو تقلبات أسعار النفط. مثل هذه التقلبات لا تصب في مصلحة أحد. التقلبات الواسعة في أسعار النفط تضر الدول في أنحاء العالم."
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبوكو تاناكا إنه لاتزال هناك ضرورة للحوار بين منتجي الطاقة ومستهلكيها رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط. وقال "أشاع انخفاض الأسعار ارتياحا محل ترحيب... إنها فرصة لالتقاط الأنفاس في تلك الأوقات المضطربة بالنسبة للاقتصاد. لكن الحاجة إلى الحوار لاتزال قوية كما هي."
في حين قال رئيس منظمة أوبك شكيب خليل في تصريحات صحفية أمس على هامش الاجتماع إن أسعار النفط وجدت حدا أدنى قرب المستويات الحالية.
وأجاب ردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع تراجعا أكبر لسعر النفط بقوله: "لا... لا أرى أي سبب لتراجعه أكثر ولا أتوقع تراجعه أكثر".
وحول ماإذا كان خفض أوبك سقف الإنتاج بـ2.2 مليون برميل يوميا يكفي لاستعادة توازن السوق قال شكيب"أعتقد هذا.. إنها 2.2 مليون برميل يوميا.. وهذا كثير. "سيكون له تأثير حالما ترى السوق أن الدول الأعضاء تطبق كل التخفيضات من أول يناير، أعتقد أن الأمور ستتحسن من الآن فصاعدا".
وأضاف أن بعض وزراء نفط أوبك سيتمكنون من إجراء مشاورات جديدة بشأن وضع السوق خلال قمة عربية للاقتصاد والطاقة تستضيفها الكويت في 19 يناير.
في حين قال النعيمي إن المملكة ستضخ كميات أقل من النفط في يناير وستكون عند هدفها الجديد للإنتاج تمشيا مع أحدث خفض للمنظمة. وأبلغ "سننتج ما تحدده الحصة لنا." وعندما سئل إن كان هذا أقل من السابق قال "بالطبع. "سنكون عند مستوى حصتنا.. تعلم أننا نلتزم جيدا جدا".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ايني باولو سكاروني أمس إن سعرا للنفط في حدود 60 إلى 70 دولارا سيكون أفضل لكل من المنتجين والمستهلكين في الأجل الطويل.
وتوقع سكاروني تحسن أسعار النفط إذا التزم منتجو منظمة أوبك بتخفيضات الإنتاج التي جرى الاتفاق عليها. وقال خلال مؤتمر لمنتجي ومستهلكي النفط إن شركته لا تعتزم إلغاء أي من مشاريعها النفطية رغم ضغوط تراجع سعر الخام ومشكلات الائتمان العالمية.
وقال الأمين العام لأوبك عبد الله البدري إن الاستثمار يتباطأ بالفعل في أنحاء صناعة الطاقة كلها. وأضاف "نسمع بالفعل عن تخفيضات في الإنفاق على مشروعات جديدة".
واتفق معه تاناكا وقال "لاحظنا سلسلة من التأخيرات والإلغاءات لمشروعات... القائمة تطول يوما بعد يوم. إذا استمرت التأخيرات والإلغاءات للاستثمارات فستظهر مخاطر حقيقية لحدوث أزمة في الإمدادات قد تخنق التعافي الاقتصادي عقب عودة الطلب للارتفاع في نهاية المطاف."
وتحركت دول مستهلكة في الآونة الأخيرة لدعم الشفافية في أسواق النفط لمحاولة تشجيع الأطراف المؤثرة بسوق الخام على تعزيز الإفصاح عن مراكزها التجارية.
ويجري فريق عمل دولي تحقيقا بشأن أسواق السلع الأولية ومن المقرر أن يقدم تقريره في أبريل 2009. وتتعاون أيضا سلطة الخدمات المالية البريطانية مع الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة لتوفير مزيد من البيانات بشأن أسواق السلع الأولية.
يذكر أن وفد المملكة في اجتماع لندن ضم مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، و محافظ المملكة لدى منظمة أوبك الدكتور ماجد المنيف و المستشار في مكتب وزير البترول الدكتور إبراهيم المهنا ومدير المكتب الخاص للوزير علي الطويرقي والمستشار في مكتب الوزير الدكتور أحمد الغامدي.